1123817
1123817
المنوعات

أسعد بن طارق يدشن كتاب «الأبعاد المتجاورة في فكر السلطان قابوس» ويدعو لقراءته

02 أكتوبر 2017
02 أكتوبر 2017

استقرأ خطب جلالة السلطان وأحاديثه عبر المراحل المختلفة -

10 فصول أكدت أن خطب جلالته «ديوان عمان الحديثة»

متابعة ـ عاصم الشيدي -

دشن صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون التعاون الدولي والممثل الخاص لجلالة السلطان في النادي الدبلوماسي مساء أمس كتاب «الأبعاد المتجاورة في فكر السلطان قابوس» للكاتب المصري الدكتور مجدي العفيفي.

ضــــم الكتاب الصادر عن دار المعارف المصرية ثلاثة أبواب وعشرة فصول. ودعا السيد أسعد إلى قراءة الكتاب معتبرا أنه مرجع مهم حول شخصية صاحب الجلالة، حفظه الله، وقال نائب رئيس الوزراء لشؤون التعاون الدولي إنه وجد الفرصة لقراءة جزء كبير من الكتاب ووجد أنه مكتوب بطريقة راقية جدا.

حضر حفل التدشين معالي السيد خالد بن هلال البوسعيدي وزير ديوان البلاد السلطاني وعدد من أصحاب السمو والمعالي والسعادة ورؤساء البعثات الدبلوماسية ورجال الصحافة والإعلام. ونظم حفل التدشين وأشرف عليه مكتب معالي مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية.

يعتمد الكتاب على استقراء خطب جلالة السلطان وكلماته في الأعياد الوطنية أو في المناسبات المختلفة وكذلك أحاديثه في الجولات السلطانية وأحاديثه الصحفية لوسائل الإعلام المختلفة. واستقرأ الكتاب 30 خطابا لجلالة السلطان في الأعياد الوطنية و40 حديثا في جولاته السامية و46 في مناسبات مختلفة و68 حديثا صحفيا التي كانت في مجملها كفيلة بأن يعتبر العفيفي أن الخطاب السلطاني هو «ديوان عمان الحديثة».

وكان د. مجدي العفيفي قد وصل إلى السلطنة مساء 30 أبريل عام 1984 وغادرها إلى بلاده مساء 24 يناير 2010 وعمل خلال تواجده في السلطنة في جريدة الوطن وجريدة الشبيبة ومجلة المرأة العمانية ومجلة السراج. وشغل العفيفي منصب رئيس تحرير جريدة أخبار الأدب التي تصدر عن مؤسسة أخبار اليوم المصرية بعد عودته من السلطنة.

يبدأ الكتاب بعبارة ذات مغزى وتأثير استهل بها الكاتب مقدمته للكتاب «أغوتني عُمان.. غواية استغرقت 26 عاما، ولم تزل.. ولم أزل في حالة الغواية والإغواء». ولم يتمالك الدكتور مجدي العفيفي نفسه وهو يقرأ كلمته في الحفل، فاغرورقت عيناه بالدموع وهو يتذكر ليلة رحيله عن عمان في يناير من عام 2010 عائدا إلى مصر.

وقال العفيفي في كلمته أمام الحفل: «الأبعاد المتجاورة في فكر السلطان قابوس.. النص والخطاب والرسالة.. عنوان حرصت على أن يفكر للنص ما استطاع إلى ذلك سبيلا، فتجاور الأبعاد الفكرية التي تشكل الخطاب والرسالة هو أحد تجليات هذا الفكر، فهو فكر حي قائم على واقع حي وليس فكرا على فكر». يقول العفيفي: « تحاورت مع الخطاب، بشخصيته واستراتيجيته بزمانه وتاريخه، بمكانه وأرضيته، بأحداثه وحوادثه، بإنسانيته وانسيابيته، كأبعاد متجاورة تعكس قصة مجتمع تستحق أن تروى وأن تسرد، عنوانها الإرادة الإنسانية والإرادة السياسية وسبيلها الفكر القائم على الواقع، وأداتها لغة الأعماق البعيدة، وسلوكها مطابقة التصديقات للتصورات». ويضيف: «حاولت تقديم قراءة كاشفة للخطاب السلطاني، بما يطرحه من رؤى عميقة ومتطورة للإنسان والعالم والكون، وبما يحمله من معطيات فكرية، وبما يصوره من أنساق سياسية يفضي بعضها إلى بعض عبر استراتيجية متناسجة في تجلياتها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والفكرية على تباين مستوياتها وتعدد طرائقها».

يقول مجدي العفيفي «سعيت إلى تخليص هذه المنظومة من التباسات الواقع السياسي والاجتماعي لتستبقي الجوهر الأصيل الذي لا يزال يضيء بالقيم في اسيابها عبر الزمان والمكان، وتجاوزها إطار الجزئي والقُطري إلى الكلي والإنساني ولذلك تبدو ذات جلالة السلطان ممتلئة بذوات الآخرين».

ويضيف: جاهدت للكشف عن النظام العام للخطاب والعلاقات التي تجمع بين عناصر بنائه من حيث التماسك الفكري ومن حيث جدلية العلاقة مع عناصره الخطابية».

وحسب المؤلف فإن الباب الأول من الكتاب يدور حول نواة التحولات المركزية، فكان البحث عن الجذور والبدايات عبر ثلاثة فصول حملت عناوين «طبقات الخطاب، والانبثاقة الأولى، والقواسم المشتركة».

ويتشكل الباب الثاني من ثمانية فصول تبحث في تشكيلات الخطاب ودوائره السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية والإعلامية وهو أطول الأبواب مساحة من حيث الكثافة المعرفية، حسب المؤلف، ومن حيث الأطروحات التي جعلت الخطاب خطابا مؤسسيا وتأسيسيا.

وينفرد الباب الثالث عبر فصليه بالبحث في جماليات لغة الأعماق البعيدة في الخطاب السلطاني وهي لغة حالة لا لغة إحالة كما يقول المؤلف، ومن ثم يبين الآليات التي تتحكم في الخطاب، وأثر الرؤية التي تنتظم الخطاب عبر تشكيلاته. والأدوات التي شكلت هذه الرؤية بكل أبعادها وتجلياتها ومدى تمكن الخطاب من استثمار بلاغته السياسية للوصول باستراتيجيته الإقناعية والتأثيرية وكيف جمع بين التصنيفات المتعارضة، وجعل الثنائيات متكاملة، وأبقى الأبعاد متجاورة، بحسب المؤلف.

ووصل الدكتور مجدي العفيفي من خلال استقرائه للكتاب إلى اعتبار الخطاب السلطاني ذاكرة عمان الحديثة، فهو ممتلئ بالحوادث ويسجل التحولات والنقلات، ويحتفظ بالخطط والمراحل ويرصد الأفعال والتفاعل، ووصل إلى نتيجة أن للخطاب السلطاني قوة في ذاته تمكنه من إيصال الأفكار التي يؤمن بها، والأهداف التي يبغي الوصول إليها من خلال مكوناته الداخلية وعناصره التي تشكل استراتيجية الإقناع والتأثير.

كما استنتج العفيفي أن آية موضوعية الخطاب واقعيته حيث كان جلالته إما متحدثا عن أشياء تشغل بال المجتمع وضميره أو يشغل «أي الخطاب» بال المجتمع وضميره بقضايا مجتمعية جوهرية قد تطرحها معطيات آنية أو تستشرف من ثناياها إشكاليات آتية، وما بين الآني والآتي يتحرك الخطاب برؤاه الواسعة.

وقال العفيفي في خلاصة كتابه «إن الخطاب السلطاني تشكله وحدة فكرية تهيمن عليه كلية، منذ صياغة المفردة الأولى حتى اللحظة الراهنة»، وأنه يجاوز كونه وسيلة للاتصال والتبليغ ليصبح وسيلة للإقناع والتأثير باعتباره أرقى أشكال التعبير عن الرؤية العمانية في مجملها وتفاصيلها».

وقدم العفيفي نسخة من كتابه إلى صاحب السمو راعي الحفل، كـــــما وقع نسخا للحضور. وفي ختام الحفل الذي عرض فيه فيلم توثيقي عن الكتاب قدم معالي عبدالعزيز بن محمد الرواس مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية هدية تذكارية لراعي الحفل.