salem
salem
أعمدة

نوافـذ: ظواهر الاحتيال

02 أكتوبر 2017
02 أكتوبر 2017

سالم بن حمد الجهوري -

[email protected] -

تتعدد ظاهرة الاحتيال وتتنوع أساليبها وطرقها، سواء كانت من الداخل أو الخارج وكثيرا منها عابر للقارات، ويقع للأسف الكثير منا في مكائد النصب والاحتيال، وليس بالضرورة أن يكون كل الاحتيال هدفه المال، فهناك أهداف أخرى، لكن يبقى المال هو الهدف الأكبر.

والعصر الحديث رغم إبداعاته الثورية في كل شيء، إلا أنه حمل معه أيضا وسائل أسهل وأكثر غموضا للاحتيال العصري، عبر وسائل الاتصال الحديث، واستطاع أن يسهل على المتسترين تحت حسابات مزيفة وأسماء مستعارة، وأنماط مختلفة دينية واقتصادية واجتماعية عبر تلك الوسائل التي لا مقام لذكرها هنا.

يتواصلون معك من خلف البحار للحصول على معلومات عنك وحساباتك البنكية بإيهامك أنك فزت بمبالغ مليونية أو أنك ستشارك في دورات تدريبية مجانية في دول بعيدة، وانك ستحصل على شهادات معتمدة في مجالات التدريب والتأهيل أو العلاج من جامعات مرموقة، أو فك السحر أو مضاعفة الأموال، أو الشفاء من الأمراض والمضاربات في أسواق عالمية، وان عليك أن ترسل بياناتك الشخصية فقط.

للأسف البعض يقع في المحظور ويسلم ما لديه لأشخاص لم يرهم في حياته ويثق في متصلين لمجرد التعارف عبر الهاتف، ليتم تصفير حساباتهم المالية.

وفي الداخل هناك أيضا من يتربص بك سواء عبر الهاتف وغيره من حالات الابتزاز التي وقعت والنهب التي حدثت، وهناك من يتتبع خطواتك عند اقترابك من آلات الصراف بالبنوك ومحلات الصرافة الخاصة بتغيير العملات ومن المجمعات التجارية والأسواق، وهناك من يتابع خطواتك عند محطات التزود بالوقود التي بدأت يظهر فيها أشخاص يشحذون المال عبر ادعاءات مؤثرة كالمرض والجوع والحصار وغيرها، من يراقبك في الطريق إذا كنت خارجا من البنك إلى مركبتك.

وهناك أوجه أخرى للابتزاز عبر العلاقات والصداقات بين الشاب والفتاة والتي تتحول إلى حالة من الاطمئنان واليقين حتى يتم التقاط صورة أو تركيب مشاهد من أجل أن يتم ابتزاز الطرف الآخر والتي وصلت الحالات في بعضها إلى القتل، أو الانتحار أو الهروب بترك بيت العائلة.

كل تلك المشاهد تحتاج إلى الردع لدى كل فرد منا، يتعلمه في البيت والمدرسة والجامعة والكلية ومجلس الحي وترسيخ العمق الإيماني لدى كل منا، والبناء المعرفي للفرد حول تقدير ما يمكن أن يحدث، أي أن يتوقع ما قد يحدث له، فالمشاهد كثيرة مرت خلال السنوات الماضية، وقصص مأساوية وقعت للبعض نتيجة حسن الظن في بعض الأمور التي كان يجب فيها أخذ الحيطة والحذر.

التحذير من الممارسات المنتشرة خلال هذه الفترة التي لا تبقي ولا تذر، نتيجة إتقان الكثير من هذه العصابات الظاهرة والمتخفية لسبل الإجرام، فهم يأتون عبر وسائل مبتكرة ومخادعة، وخلال السفر إلى الدول التي ينتظرون فيها ضحاياهم للإيقاع بهم خاصة من سكان دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ووسائل التأمين كثيرة ومتعددة لكل فرد فينا، أكنا داخل السلطنة أوخارجها، تستطيع أن تحصنك من المحاولات التي تحتاج إلى التنبه الدائم والتوقع المستمر لبعض التصرفات الغريبة فالأمر يكون مكشوفا لمن يملك ذلك الحدس.