1123151
1123151
الرئيسية

«منتدى رواد الأعمال» يدعو لإعادة ترتيب المسارات التنموية بعيدا عن النفط والغاز

02 أكتوبر 2017
02 أكتوبر 2017

برعاية «عمان والاوبزيرفر » الإعلامية -

كتب - محمد الصبحي -

دعا المنتدى العالمي لرواد الأعمال الشباب “معا من أجل مستقبل اقتصادي مشرق” الى الاهتمام بالأفكار والممارسات الدولية في عالم ريادة الأعمال، وربطها باحتياجات السوق العماني؛ لتحفيز الشباب على المنافسة،

ودشن المنتدى بجامعة السلطان قابوس،أمس تحت رعاية معالي الشيخ سعد بن محمد المرضوف السعدي وزير الشؤون الرياضية، والذي ينظمه مركز البحوث الإنسانية وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بالتعاون مع شركة الأصايل للمؤتمرات، ويصاحب فعاليات المنتدى معرض لمنتجات وابتكارات رواد أعمال من السلطنة وخارجها، يشارك فيه 18 شركة طلابية.

الأهمية البالغة

وأكد الدكتور ناصر بن راشد المعولي مدير مركز البحوث الإنسانية بجامعة السلطان قابوس على الأهمية البالغة لريادة الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تنويع مصادر الدخل، وإيجاد فرص عمل جديدة، وتمكين الشباب ودفع عجلة التنمية إلى مستقبل أرحب. إذ إن الإحصاءات التقديرية المتوفرة تشير إلى أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في السلطنة تشكل ما يزيد عن 90% من إجمالي المنشآت التجارية العاملة في السلطنة، وأن هذه المؤسسات تساهم بحوالي 23% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي، وتستأثر بحوالي 18% من القوى العاملة في السلطنة.

كما تشير دراسة توجهات الشباب العماني نحو العمل، الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات (عام 2016) إلى أن 44% من الطلبة العمانيين لديهم خطط مستقبلية لإقامة مشاريع صغيرة خاصة بهم بدلاً من البحث عن عمل. هذا ما يؤكد أن هناك فرصا واعدة وحقيقية لقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ومن المؤمل من قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة قيادة قاطرة النمو الاقتصادي الوطني في المستقبل.

التوقيت أو المضمون

وأضاف المعولي: “يكتسب هذا المنتدى أهمية خاصة سواء من حيث التوقيت أو المضمون، حيث يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة متغيرات اقتصادية متسارعة في ظل التذبذبات المتواترة لأسعار النفط منذ منتصف عام 2014. مما يؤكد أهمية إعادة ترتيب المسارات التنموية بعيداً عن مسارات النفط والغاز، ويتضح هذا الأمر جليا من خلال تنفيذ الحكومة لعدد من البرامج والمبادرات لتعزيز التنويع الاقتصادي والاهتمام الخاص بريادة الأعمال ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتي - بلا شك - تمثل مكونا رئيسيا في استراتيجية التنوع الاقتصادي وتوفير فرص عمل للشباب العماني والارتقاء بمعدلات النمو الاقتصادي”.

وأوضح مدير مركز البحوث الإنسانية أن الجامعات والمؤسسات الأكاديمية تشكل حجر الزاوية كمولدات للمعرفة؛ لذا تقوم جامعة السلطان قابوس بدور بارز في مجال الابتكار وريادة الأعمال وذلك من خلال مهام الجامعة الرئيسية الثلاث المتمثلة في التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع. وتعد جامعة السلطان قابوس أحد روافد الابتكار وريادة الاعمال في السلطنة، إذ توجد لدى الجامعة مراكز بحثية متخصصة ودائرة تعنى بالابتكار وريادة الأعمال. كما تعمل الجامعة على نقل النتائج البحثية والمعرفة المتولدة من الأروقة الأكاديمية بالجامعة وأرفف المختبرات إلى المجتمع المحلي والعالمي، وتعمل الجامعة إلى جانب ذلك على تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص بما يكفل الاستفادة من القدرات التجارية لإنتاج البحث العلمي في الجامعة.

ريادة الأعمال والابتكار

وقال: “إن محاور ونقاشات المنتدى تتطرق إلى مواضيع مهمة تتعلق بريادة الأعمال والابتكار وتنمية وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ويعد هذا المنتدى فرصة للنقاش والحوار للوصول إلى معارف جديدة وقناعات مفيدة تمكننا من التغلب على التحديات والاستفادة من الفرص المتاحة، حيث إنه من المعلوم أن الثروة الحقيقية للسلطنة لا تختزل في مكامن النفط، بل إنها توجد في مكامن فكر الشباب ورواد ورائدات الأعمال القادرين على صنع المستقبل”.

من جانبه قال سعادة سعيد بن صالح الكيومي رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان: “إن المنتدى العالمي لرواد الأعمال الشباب ينعقد للمرة الثانية في منطقة الشرق الأوسط، وللمرة الأولى تستضيفه السلطنة تحت عنوان “معا من أجل اقتصاد وطني مشرف” مستهدفا فئة الشباب التي تمثل الشريحة الأكبر في بنية المجتمع العماني الفتي وهي الشريحة التي لا شك في أنها المحرك الأساس لأي اقتصاد ناهض إذا ما أحسن توجيهها وبذل لأجل فاعليتها كل الدعم الممكن والمتاح وهنا في السلطنة والحمد لله تجد تلك الشريحة كل الرعاية والاهتمام لا سيما على صعيد ريادة الأعمال”.

ملامسة الواقع

وأضاف الكيومي: “ يأتي هذا المنتدى ليلامس واقعنا في العالم العربي على وجه العموم وفي السلطنة على وجه خاص ويمكن القول إنه جاء مناسبا في توقيت انعقاده وفي موضوعه وأيضا فيما يرمي إليه من أهداف لمسنا حرصا نقدره من القائمين على تنظيمه والمشاركين فيه من رواد الأعمال والأكاديميين وطلبة الجامعات ومختلف المراحل التعليمية والداعمين والمهتمين بشأن ريادة الأعمال على حد سواء لتحقيقها وإنجازها “.

وأكد الكيومي: “إن اقتصاد الدول لا يبنى إلا بسواعد وفكر ومبادرات أبنائها ولا يتحقق ذلك البناء التام والمتناسق إلا بفكر واع ومستنير لدى فئة الشباب بأهمية ريادة الأعمال وبرغبة مستمرة ومتحفزة لتبنّي الأفكار الخلاقة وتأسيس المشروعات الابتكارية التي تضيف للاقتصاد مردودات مجتمعية واقتصادية ومؤسسية، وفي هذا السياق تحظى التجربة العمانية في مجال ريادة الأعمال بإشادة محلية ودولية. فبالرغم من حداثة هذه التجربة مقارنة بما سبقتها من تجارب إلا أن ما حققته من نتائج يستحق منا التقدير والإشادة فقد تنوعت قنوات التمويل وتعددت الجهات الداعمة ووجدت البيئة التشريعية المحفزة والضامنة لنمو وتطوير الأعمال الرائدة”.

تطوير القطاعات

وأضاف: “من خلال ما تقدم وبالرغم مما تحقق من جهود خلال السنوات الفائتة على صعيد نمو وتطوير قطاع ريادة الأعمال إلا أننا وهذه الحقيقة التي يجب أن نعترف بها لنستطيع مواجهتها وحلها مستقبلا أمام تحد متصاعد يتلخص في قدرة الحكومة خلال السنوات القادمة على توليد أكبر قدر من فرص العمل للكم الكبير من مخرجات التعليم التي تلتحق بسوق العمل بصورة يصعب معها على الحكومة مواجهتها منفردة كما ويصعب على القطاع الخاص ذلك أيضا والحل كما يبدو لنا واضحا وجليا يعتمد على قطاع ريادة الأعمال عبر مجموعة من الخطوات من أهمها تعزيز الشراكة القائمة بين القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني الأخرى لتوسيع نطاق الدعم ومد مظلة الرعاية لرواد الأعمال وتمكينهم من الفرص وحث الشركات الكبرى على تبني مشروعاتهم ومبادراتهم فضلا عن العمل على ابتكار منتجات تأمينية تتناسب واحتياجاتهم وما إلى ذلك من وسائل داعمة كثيرة يمكن أن تحدث الفارق في مجال ريادة الأعمال في السلطنة”.

التحديات

وأوضح: “ان من بين أكبر التحديات التي نواجهها على صعيد قطاع ريادة الأعمال هو الازدواجية في الوظائف فمن غير المنطقي وغير المنطقي أن يجمع الموظف الحكومي او موظف القطاع. الخاص على سبيل المثال بين وظيفته في الحكومة او في القطاع الخاص وبين ريادة الأعمال وهنا تبرز أهمية شرط التفرغ للمشروعات الخاصة ليس من ناحية مضاعفة القدرة على تطوير تلك المشروعات وتنميتها فحسب وإنما من حيث المساهمة أيضا في الافساح في فرص عمل للمزيد من الشباب الباحث عنها وكذلك للحد من التجارة المستترة ولذا فإننا نطلق دعوة بأهمية التفرغ للمشروعات الخاصة كشرط أساسي أو كحد أقصى شركة واحدة امتلكها الموظف، لأنه من خلال هذه الشركة يستطيع ممارسة معظم الأنشطة. كما ندعو أيضا الشباب لتحديد مساراتهم المهنية والوظيفة، في مجال ريادة الأعمال في مراحل مبكرة وهنا على المدارس وبعدها الجامعات مساعدتهم وتشجيعهم لهذا التوجه.

وقال: “كلنا ثقة في قدرة الشباب العربي والشباب العماني تحديدا على الابتكار والإبداع وعلى تحمل المسؤولية وتبني مشروعات ومبادرات تمثل قيمة مضافة للاقتصاد وللمجتمع كما وكلنا ثقة في قدرة مؤسساتنا في القطاعين العام والخاص على تحسين النماذج القائمة والتجارب الراهنة وتطويرها بصورة مستمرة لتصبح قادرة على مواكبة وتقبل الأفكار الإبداعية الشبابية ودعمها وتبنيها وفي جميع المجالات الاقتصادية الإنتاجية منها والخدمية” .

ندوات

وتضمن المنتدى ندوة بعنوان “من صاحب مشروع مبتدئ إلى صاحب مشروع رائد” تشمل عرضاً لثلاثة رواد أعمال هم: ديم البسام من المملكة العربية السعودية، وعبد العزيز اللوغاني من دولة الكويت، والمهندسة نادية مقبول من السلطنة.

وتبع الجلسة الأولى حلقة نقاشية يشارك فيها عدد من رواد الأعمال بقصص نجاحهم وتجاربهم المتميزة في مجال ريادة الأعمال. ويترأس الجلسة الدكتور أحمد بوزبر رئيس مجلس إدارة شركة دايكوم من دولة الكويت، وشارك فيها المهندس عبد الله السعيدي الرئيس التنفيذي لشركة نفاذ للطاقة، وشريفة البرعمية الرئيسة التنفيذية لصندوق مسرعات الأعمال، إضافة إلى إسحاق الشرياني الرئيس التنفيذي لمركز الطموح الشامخ.

وشمل المنتدى جلسة نقاشية برئاسة نايف استيتيه المدير التنفيذي لمركز تطوير الأعمال من المملكة الأردنية الهاشمية، يحاضر فيها عدد من المختصين بريادة الأعمال وهم: صاحب السمو السيد الدكتور أدهم آل سعيد، ومعصومة العيدانية من دولة الإمارات العربية المتحدة، ونادية مقبول من السلطنة، وعبد العزيز اللوغاني من دولة الكويت.

كما يتضمن المنتدى حلقة عمل شبابية مكثفة على شكل مجموعات، يقدمها المدرب توم غاسكن من المملكة المتحدة، ويتم التركيز خلالها على أهم مهارات مشاريع ريادة الأعمال كالهوية والسمة الشخصية، ومهارات التواصل، والقيادة، وإدارة المشاريع. فيما تختتم فعاليات المنتدى بثلاث حلقات عمل مكثفة ومهمة لرواد الأعمال، بعنوان المهارات القيادية لرواد الأعمال، وكيفية عمل دراسة جدوى اقتصادية، وتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي لريادة الأعمال.

رواد المستقبل

وقال هلال بن موسى العبري من شركة بريق الإنجاز: “إن المنتدى يعد فرصة لعرض الأفكار والمنتجات والخدمات التي تقدمها الشركة وفرصة للتسويق، كما يحتوي المعرض على فرصة تدريبية ذات مستوى عالية كنا نطمح إليها سابقا قبل المشاركة في المنتدى”.

من جهته قال مهند بن عبدالله الأنصاري من شركة موج للاستزراع السمكي يعد فرصة للتعامل مع عدد من رجال الأعمال والمختصين في ريادة الأعمال والاستفادة من التجارب الأخرى الداخلية والخارجية في السلطنة.

وقال خالد الخروصي من شركة جذور إن الشركة تعمل على استثمار مخلفات النباتات وإعادة تدويرها بحيث يمكن الاستفادة منها كسماد عضوي غير مضر بالبيئة، ويمثل المنتدى فرصة سانحة للشركات المشاركة في عرض منتجاتها وخبرتها، وكذلك التسويق لها.

وقال محمد بن ناصر السعدي من شركة صنعه: “إن الشركة تتألف من 12 طالبا من مختلف كليات الجامعة تعمل الشركة حاليا في مجال البيئة والزراعة وإعادة التدوير، وأسست الشركة لاستثمار خامات البيئة المحيطة من أجل عمل منتجات خدمية ذات استخدام وأهمية كبيرة وشعبية، والعمل على إيجاد حلول طبيعية صحية من البيئة المحيطة لتخدم الأنشطة الحياتية للمستهلك في البيئة المحلية بشكل آمن وصحي”.

وأضاف: يهدف المنتج إلى التقليل من المواد الكيميائية التي تتواجد في المبيدات أو الأسمدة فالمنتج طبيعي آمن على النبات والتربة والإنسان ويتميز على المنتجات الطبيعية الأخرى بنتائجه الاقتصادية ويتفوق على بعض المبيدات والأسمدة الكيميائية من حيث النتائج، وأهم ما يميز المنتج أنه محفز للنمو وللمناعة في وقت واحد.