1122681
1122681
المنوعات

وزارة التراث والثقافة تعهد لشركة «عمران» تشغيل قلعة نزوى.. ولا عائد مادي للوزارة

01 أكتوبر 2017
01 أكتوبر 2017

لمدة 50 سنة شرط عدم المساس بأصالتها ومعالمها -

الاتفاقية تعطي الشركة حق التعاقد مع المؤسسات المتوسطة والصغيرة بإشراف الوزارة -

كتب ـ عاصم الشيدي -

وقعّت وزارة التراث والثقافة صباح أمس اتفاقية شراكة مع الشركة العمانية للتنمية السياحية «عُمران» تخول الأخيرة إدارة وتشغيل قلعة نزوى التاريخية في خطوة هي الأولى من نوعها. وبموجب الاتفاقية ستدير «عمران» القلعة لمدة 50 سنة قابلة للتجديد. وتعطي الاتفاقية «عمران»، وهي الذراع التنفيذي للاستثمار السياحي في السلطنة، الحق في التعاقد مع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتنفيذ برامجها التشغيلية ولكن بإشراف وزارة التراث والثقافة.

وقع الاتفاقية من وزارة التراث سعادة حسن بن محمد اللواتي مستشار وزير التراث والثقافة لشؤون التراث ومن شركة عمران سعادة محمد بن عبدالله المحروقي عضو مجلس إدارة الشركة. وذلك في مقر الوزارة بالخوير، وبحضور ممثلين من وزارة السياحة ووزارة المالية.

ولم تكشف وزارة التراث والثقافة ولا شركة «عمران» آلية تشغيل القلعة ولا البرامج والمشاريع المزمع تنفيذها خلال مرحلة التشغيل. لكن مستشار وزير التراث والثقافة سعادة حسن بن محمد اللواتي أكد خلال التوقيع للصحفيين «كنا حريصين جدا خلال صياغة الاتفاقية على أن لا يؤثر أو يمس تشغيل القلعة من قبل الشركة على أصالة هذا الموقع ومعالمه ولذلك أخذ منا الأمر أكثر من عام كامل». وقال سعادة المستشار إن أي مشروع أو أي خطة تشغيلية تنفذها عمران أو تنفذها الشركات المتوسطة والصغيرة لا بد أن تتم تحت إشراف الوزارة وموافقتها للتأكيد على عدم المساس بأصالة القلعة.

وقال اللواتي: لا يوجد عائد مادي مباشر يعود للوزارة ولكن باعتبار شركة عمران شركة مملوكة للحكومة فإن القيمة المضافة التي تحصل عليها من خلال عملية التشغيل تعود لخزانة الدولة وفق القوانين المعمول بها.

وتعد هذه الخطوة وفق ما أفاد البيان الإعلامي للوزارة والشركة «باكورة التعاون لتعزيز الجهود لإثراء السياحة الثقافية، وأول المواقع التاريخية التي ستستفيد من خبرة عمران في إعادة تنشيط المواقع السياحية، كجزء من أهدافها الرامية إلى صناعة قطاع سياحي مستدام وتعزيزه بما يتلاءم مع التراث الثقافي والإرث الغني لعُمان».

وتتميز قلعة نزوى التي بناها الإمام سلطان بن سيف اليعربي في منتصف القرن السابع عشر بشكلها الدائري. وتحتفظ بإرث حضاري طويل من خلال كونها جامعة تخرج من بين أروقتها ودهاليزها كبار علماء عُمان في الفقه والأدب واللغة ومختلف العلوم الإنسانية.

وترتبط قلعة نزوى التي تحظى بمكانة كبيرة في التاريخ العماني من خلال كونها أحد شواهد التاريخ العماني الطويل بسوق نزوى التقليدي.. وتتميز بممرات ذات متاهات معقدة كجزء من استحكاماتها الحربية التي بنيت من أجلها في تلك المرحلة التاريخية.

وتعد قلعة نزوى من أكثر المواقع التي تستقطب الزوار والسياح، وهو ما تعول عليه الشركة من خلال القيمة المضافة التي من المنتظر أن تنتج عن المشاريع الجديدة المزمع تنفيذها.

من جانبه قال سعادة محمد بن عبدالله المحروقي، عضو مجلس إدارة شركة عُمران في تصريح مكتوب: «في إطار جهود السلطنة للتنويع الاقتصادي، تلعب عٌمران دوراً استراتيجياً في صناعة وجهات وتجارب سياحية متنوعة، تسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد. ويفتح هذا التعاون آفاقاً جديدة لواحد من أبرز الكنوز التاريخية في البلاد، بما يؤكد الجهود المبذولة لترويج ما تزخر به السلطنة بصورة مبتكرة».

وفي تصريح أخر للصحفيين بعيد توقيع الاتفاقية قال المحروقي: ستكون هناك قيمة مضافة تقدمها المؤسسات المتوسطة والصغيرة التي يمكن لشركة عمران أن تعهد لها بتنفيذ مشاريع تشغيلية في المشروع. وردا على سؤال حول ما إذا كان هناك شركات متوسطة وصغيرة لديها الإمكانيات لإدارة قلعة بحجم قلعة نزوى قال المحروقي: هنا يأتي الغرض من أن تقوم عمران بالإشراف على هذه الاتفاقية، وهذه فرصة لإيجاد مؤسسات جديدة في هذا المجال لديها القدرة على إدارة مثل هذه المشاريع.

وأضاف: «إن إثراء المواقع التاريخية مثل قلعة نزوى سيساهم في تقديم تجربة فريدة من نوعها في المنطقة».

في هذا السياق قال بيتر والكينوسكي، الرئيس التنفيذي لشركة عُمران في تصريح مكتوب: «تمهد هذه الخطوة المعلن عنها الطريق أمام تحقيق استثمارات ناجحة عبر توظيف المواقع التاريخية التي تزخر بها السلطنة، بما يساهم في تعزيز السياحة الثقافية في البلاد. وبلا شك فإن الاتفاقية تتواكب مع أهدافنا في عمران من خلال صون الطبيعة والثقافة والمجتمعات المحلية إلى جانب تحقيق فوائد اقتصادية للسلطنة».

وأضاف: «إن إيجاد المزيد من فرص العمل هو هدف متأصل في جميع مشاريعنا، ونؤكد التزامنا العميق بدعم القطاع الخاص والشركات العمانية الصغيرة والمتوسطة. وبناء على ذلك فإن الشركة ستقوم بإعطاء الفرصة لإحدى الشركات الصغيرة والمتوسطة لتولي المهام التشغيلية لقلعة نزوى بما يتماشى مع جهود عُمران لتشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتعاون الوثيق معها لتنمية القطاع السياحي الواعد بالسلطنة».

يذكر أن قلعة نزوى تقع في محافظة الداخلية، وتطل على سلسلة جبال الحجر، وقد بناها الإمام سلطان بن سيف اليعربي في منتصف القرن السابع عشر الميلادي، ما يجعلها واحدة من اهم الأماكن التاريخية والأثرية في السلطنة. ويوجد بالقرب من مبنى القلعة سوق نزوى التقليدي الذي يشتهر بكونه مقصداً مشهوراً للسياح والزوار ومكاناً غنياً بالصناعات الحرفية المميزة.