عمان اليوم

قرى بعبري تعاني من نقص المياه الجوفية وغياب السدود وشبكات التوصيل

30 سبتمبر 2017
30 سبتمبر 2017

المواطنون: نحتاج إلى الاستغلال الأمثل لتدفق الأودية -

كتب - نوح بن ياسر المعمري -

يعاني عدد من مناطق ولاية عبري بمحافظة الظاهرة من ظاهرة الجفاف المتكرر الذي يؤدي استمراره لسنوات، إلى قتل المحاصيل الزراعية والتسبب في عجز مائي يؤدي إلى تناقص الموارد المائية على المنازل . وتعتمد هذه القرى بشكل رئيسي على مدى توفر المياه الجوفية ومياه الأفلاج.

ويعود أسباب تناقص الموارد المائية لهذه المناطق إلى كثرة الاستنزاف وغياب السدود الجوفية، وذهاب مياه الأمطار والأودية في مصبات بعيدة، كما أن تأخر توصيل شبكات مياه الهيئة العامة للكهرباء والمياه، عائق آخر أمام توفر المياه بالمنازل، وأصبحت الظاهرة تقلق أهالي هذه المناطق التي يتجاوز عدد سكانها 20 ألف نسمة ولكن المشكلة زادت سوءا في السنوات الأخيرة نظرا لقلة الأمطار وزيادة عدد السكان مما صاحبه زيادة في الاستهلاك وأدى إلى تناقص منسوب المياه الجوفية وجفاف عدد من الآبار.

وتعد مناطق كهنات والرحبة ومقنيات أكثر المناطق تضررا من تأخر توصيل شبكات المياه، كما أن تناقص مياه الآبار ضاعف من مشكلة نقص مياه الشرب، حيث تعتمد هذه المناطق على ما توفره الحكومة من كميات محدودة جداً من مياه الشرب بحسب رأي الأهالي عن طريق الناقلات.

الأهالي قاموا عدة مرات بطرح عدد من الحلول لحل المشكلة، حيث طالبوا وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه بإنشاء سدود للتغذية الجوفية، كما طالبوا الهيئة العامة للكهرباء والمياه بتوصيل مياه الشبكة العامة والتي تبعد أقرب نقطة منها بمسافات بسيطة لا تتجاوز 10 كيلومترات، كما طرح الأهالي زيادة كمية المياه التي توفرها الهيئة عن طريق الناقلات على أقل تقدير. ورغم أن وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه أوضحت بأن هنالك دراسات لإنشاء عدد من السدود في هذه المناطق إلا أنها إلى الآن لم يتم تنفيذها.

الرحبة تعاني

علي بن حمد المعمري من بلدة الرحبة تحدث عن عدم تجاوب الهيئة العامة للكهرباء والمياه التجاوب مع أي من المطالب التي تقدم بها الأهالي رغم ارتفاع كلفة المياه التي توفرها الناقلات خصوصاً بعد زيادة أسعار المحروقات.

مشيرا إلى أن بلدة الرحبة تعاني كثيرا من نقص المياه، وعلى الرغم من استمرار هطول الأمطار إلا أنها تذهب بسرعة دون استغلال أمثل لمياهها، فالسدود هي الحل الأنسب لاستغلال مياه الأودية والشعاب. كما أشار الى أن البلدة التي يعيش فيها تقل كمية الأمطار بها خلال الفترة الأخيرة مما أدى إلى نقص مصادر المياه، واضطر الأهالي إلى قتل المزروعات.

خالد بن محمد المعمري من بلدة كهنات تحدث أيضا عن حاجة البلدة الملحة إلى شبكة توصيل المياه، وأن البلدة أصبحت ذات كثافة سكانية وتستهلك كميات كبيرة من المياه، كما أن وجود السدود ضروري بعد دراسات غاب عنها التنفيذ في البلدة.

مشيرا المعمري الى أن أقرب محطة للبلدة تصل إلى 10 كم، ولكن يبقى السؤال لماذا لم تصل شبكات المياه إلى البلدات القريبة من هذه المحطة؟

سؤال انتهى به حديث خالد المعمري، ليتحدث أحد المواطنين أيضا عن معاناة البلدة من قلة الأمطار مما صاحبه تأثر الآبار والأفلاج الداؤودية والغيلية. وتابع المواطن محمد المعمري حديثه بأن توصيل شبكات المياه هو الحل الفاصل لشح المياه، موضحا أن المزارع العديدة واستنزافها للآبار الجوفية في البلدة أوجد فارقا كبيرا في مدى استمرار المياه الصالحة للشرب.

بلدة مقنيات التي تعد ذات كثافة سكانية عالية ومن أكبر مناطق ولاية عبري، هي الأخرى غابت عنها توصيلات شبكة المياه، ليتحدث المواطنون عن الحاجة الملحة لشبكة المياه لسد حاجة النقص والاستهلاك الكبير للموارد المائية.

خالد الكلباني قال بأن الولاية عانت من تقطع المياه بسبب جفاف حوض المسرات في الآونة الأخيرة، مما تسبب في مشكلة في استمرار توصيل شبكة المياه للمناطق التابعة للولاية، مشيرا الى أن بلدة مقنيات تعد من بين القرى الكبيرة في الولاية فهي بحاجة ملحة لتوصيلات شبكة المياه، كما أنها بحاجة إلى تعزيز عدد سدود التغذية، لاستغلال تدفق الأودية بين فترة وأخرى.

علي بن عبدالله الجابري أشاد بجهود الهيئة العامة للكهرباء والمياه في تعزيز شبكة المياه في مختلف محافظات السلطنة خلال الفترة الماضية، والتوسع في التوصيلات داخل الولايات، ولكن هنالك مناطق بحاجة ماسة وضرورية لهذه التعزيزات، لأن كمية المياه التي توزع على المنازل غير كافية، بسبب حجم الأسر، والاستهلاك المتزايد للموارد المائية. مطالبا الهيئة العامة للكهرباء والمياه بالمسارعة إلى تعزيز شبكة توصيل المياه في هذه المناطق، وتعزيز جهود البلديات في إنشاء سدود التغذية.