أفكار وآراء

حافلات المدارس تحت المجهر

30 سبتمبر 2017
30 سبتمبر 2017

سالم بن سيف العبدلي -

[email protected] -

منظومة العملية التعليمية لا تكتمل إلا بتوفير كل عوامل النجاح ومن خلال تهيئة كافة الظروف المناسبة للطالب ووسيلة النقل من البيت إلى المدرسة والعكس تعتبر أحد تلك العوامل التي تشجع الطالب على التبكير للذهاب الى المدرسة وإلى زيادة تحصيله العلمي وتعلقه بمدرسته ، والأمر يكون أكثر أهمية بالنسبة للطالب الجديد الذي يبدأ يومه الأول في المدرسة ويصطدم بحافلة قديمة قد أكل منها الدهر وشرب تنتظره في الحارة لتقله إلى مدرسته لا شك أن ردة فعله ستكون سلبية للغاية.

الحافلة التي تنقل أبناءنا الى مدارسهم إن جاز تسميتها كذلك لا تتوفر فيها أدنى وسائل الراحة ولا وسائل الأمن والسلامة فالبعض منها نوافذها مكسورة وتكييفها لا يعمل وكراسيها مكسرة بل إن هذه الحافلة قد انتهى عمرها الافتراضي وخرجت من الخدمة من قبل شركات كانت تستخدمها والآن تستخدم لنقل الطلبة.

أصبحنا في الأحياء السكنية نميز حافلة المدرسة عن غيرها من خلال صوت فراملها المزعج فبدلا أن نصحو على زقزقة العصافير فإننا نقوم من نومنا على ذلك الصوت المزعج والذي يصاحبه صوت المحرك الذي يهدر فترتج الأرض من تحته ، هذا المشهد يتكرر صباح كل يوم في شوارعنا وبين الأزقة في محافظة مسقط والمحافظات الأخرى لم نفقده إلا في الإجازة الصيفية حيث يسود الهدوء والسكينة.

إن منظر هذه الحافلات وهي تجوب شوارعنا يذكرنا بفترة السبعينات من القرن الماضي عندما لم تكن هناك سيارات حديثة ومتطورة فكان الناس يستخدمون سيارات قديمة استجلبت من الخارج ، هذه الحافلات تجدها في فترة المساء متكدسة عند التقاطعات وفي بعض المواقف في منظر غير حضاري وغير مقبول بتاتا.

اضطر بعض أولياء الأمور إلى توفير حافلات خاصة لنقل أبنائهم إلى مدارسهم والبعض منهم يقوم بتوصيلهم بأنفسهم على حساب أوقاتهم مما يؤدي أحيانا إلى التأخر عن أعمالهم وبعض الطلبة يفضلون المشي على أقدامهم عن ركوب تلك الحافلات خاصة أولئك الطلبة الذين لا تبعد مدارسهم كثيرا عن أماكن سكناهم.

لقد سمعنا كثيرا وقبل سنوات أن لدى وزارة التربية والتعليم خطة لإحلال الحافلات القديمة بحافلات جديدة تتوفر فيها كل سبل الراحة والأمن والسلامة بل إن الوزارة المذكورة وقعت العام الماضي على اتفاقية مع شركة عمانتل من أجل توفير شبكة معلومات تسهل التواصل مع سائق الحافلة وأولياء الأمور والوزارة كل هذا حتى الآن لم يتم ولا نعرف أين وصل وما هي أسباب تأخر تنفيذه؟؟.

السؤال المطروح الآن على وزارة التربية والتعليم إلى متى سيظل الوضع هكذا وهل يعقل ان الوزارة المذكورة لم تستطع حتى الآن حل هذه المشكلة وأين وصلت خطة الوزارة في إحلال الحافلات القديمة بالجديدة قد يأتينا الرد بأن الخطة تنفذ حاليا وأن بعض المدارس قد تم تغيير حافلاتها وهذا لاحظناه بالفعل إلا أننا نقول كم نسبة تلك المدارس من مجموع المدارس على مستوى السلطنة ؟ وهل معنى ذلك أن خطة التنفيذ سوف تستمر إلى ما لا نهاية؟.

نعتقد أن المسألة ليست بذلك التعقيد أو الصعوبة ولا تكلف كثيرا مقارنة بالتكلفة الحالية التي تتحملها الوزارة المذكورة على استئجار الحافلات الحالية ، فكان من المفترض أن يتم إلزام أصحاب الحافلات بتغيير حافلاتهم مع إعطائهم مهلة لا تتجاوز العام الواحد لكي تستمر عقودهم أو يتم طرح مناقصة على شركات النقل المتخصصة بعد وضع الشروط المرجعية لنوع الحافلة وسنة الصنع وحالتها وربما التكلفة التي تتحملها الوزارة حاليا ستكون نفسها في حالة طرح مناقصة عامة على مستوى المحافظة أو الولاية أو حتى القرية حسب الكثافة السكانية وعدد المدارس؟ الموضوع في مرمى وزارة التربية التعليم والتي هي تتحمل مسؤولية كبيرة في تربية وتعليم أبنائنا فلذات أكبادنا.