1120970
1120970
العرب والعالم

مخاوف من غرق 60 من الروهينجا وأمريكا تكثف الضغوط على ميانمار

29 سبتمبر 2017
29 سبتمبر 2017

مندوب بنجلادش بمجلس الأمن يدعو لإنشاء مناطق آمنة -

كوكس بازار (بنجلادش) - نيويورك - (رويترز - د ب أ): يرجح أن يكون أكثر من 60 من لاجئي الروهينجا المسلمين الفارين من ميانمار غرقوا بعد انقلاب قاربهم ليكونوا أحدث ضحايا لما وصفته الأمم المتحدة بأسرع أزمة لاجئين طارئة آخذة في التصاعد.

وغرق اللاجئون أمام ساحل بنجلادش في وقت متأخر أمس الأول ضمن مجموعة جديدة من الفارين من حملة بدأها الجيش في ميانمار يوم 25 أغسطس تسببت في نزوح نحو 502 ألف شخص.

ويتصاعد الغضب الدولي من الأزمة.

وفي نيويورك دعت مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هيلي الدول إلى وقف إمداد ميانمار بالأسلحة بسبب العنف.

وهذه هي المرة الأولى التي تدعو فيها الولايات المتحدة إلى معاقبة جيش ميانمار لكنها لم تصل إلى حد التهديد بإعادة فرض العقوبات التي علقتها واشنطن في عهد الرئيس باراك أوباما.

وترفض ميانمار ذات الأغلبية البوذية اتهامات التطهير العرقي وارتكاب جرائم ضد الإنسانية واستنكرت انتهاكات حقوق الإنسان.

وفي 25 أغسطس شن جيش ميانمار هجوما كاسحا في شمال ولاية راخين ردا على هجمات منسقة على قوات الأمن شنها متمردون من الروهينجا.

وأبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش مجلس الأمن بأن العنف قد تصاعد ليصبح «أسرع أزمة لاجئين طارئة آخذة في التصاعد وكابوسا لحقوق الإنسان». وقال الكولونيل أنيس الحق قائد حرس الحدود في بلدة تكناف في بنجلادش لرويترز إن المزيد من اللاجئين وصلوا خلال اليوم أو اليومين الماضيين بعد أن بدا أن العدد في انخفاض. وأضاف أن نحو 1000 شخص نزلوا في نقطة الوصول الرئيسية على الساحل أمس الأول.

وغرق قارب اللاجئين المنكوب وسط أمطار غزيرة وأمواج عالية مع حلول الظلام.

وقال مسؤول في المنظمة الدولية للهجرة إنه تأكد وفاة 23 شخصا بينما هناك 40 في عداد المفقودين.

ونجا 70. وقال المسؤول جو ميلمان في إفادة صحفية في جنيف «نقول الآن إن 40 في عداد المفقودين وهو ما يشير إلى أن عدد القتلى الإجمالي سيكون نحو 63». وذكر أحد الناجين ويدعى عبد القلم (55 عاما) أن زوجته وابنتيه وأحد أحفاده من الغرقى.

وقال عبد القلم إن مسلحين بوذيين جاءوا إلى قريته منذ نحو أسبوع وأخذوا الماشية والطعام.

وأضاف أن السكان استدعوا إلى مكتب عسكري حيث قيل لهم إنه لا يوجد في ميانمار من يسمون الروهينجا. ومضى قائلا إنه بعد ذلك قرر الرحيل واتجه إلى الساحل ومعه أسرته متجنبين معسكرات الجيش الموجودة على الطريق.

وذكر متحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن خمس الوافدين الجدد يعانون من سوء تغذية حاد.

وقال الهلال الأحمر في بنجلادش إن عياداته تعالج عددا متزايدا من الأشخاص الذين يعانون من إسهال حاد. وقالت منظمة الصحة العالمية إن أكثر ما تخشاه هو تفشي الكوليرا.

وقال المدير التنفيذي لوحدة الحالات الصحية الطارئة في هيئة إنقاذ الطفولة أوني كريشنان «ما نراه هو بيئة مثالية للأزمات الصحية الكبيرة».

وفي تصعيد حاد للضغط على ميانمار التي تعرف أيضا باسم بورما رددت هيلي اتهامات الأمم المتحدة القائلة إن تشريد مئات الآلاف من سكان ولاية راخين تطهير عرقي. وقالت هيلي لمجلس الأمن الدولي «لا يمكن أن نخشى وصف أفعال سلطات بورما بما تبدو عليه..حملة وحشية ومستمرة لتطهير بلد من أقلية عرقية». وكانت الولايات المتحدة قد قالت من قبل إن رد الجيش على هجمات المتمردين «غير متناسب» وإن الأزمة تثير الشكوك في انتقال ميانمار إلى الديمقراطية بقيادة أونج سان سو كي الحائزة على جائزة نوبل للسلام بعد عشرات السنين من الحكم العسكري.

وليس لسوكي سلطة على قادة الجنرالات بمقتضى دستور أعده الجيش يحظر عليها تولي رئاسة بورما.

ومع ذلك تعرضت لنقد قاس من مختلف أنحاء العالم لأنها لم تستنكر العنف ولم توقفه.

وتلقى حملة الجيش ضد المتمردين الروهينجا تأييدا كبيرا في ميانمار.

وقالت هيلي إن على الجيش أن يحترم حقوق الإنسان والحريات الأساسية. وقالت «يجب استبعاد من اتهموا بارتكاب انتهاكات من الاضطلاع بمسؤوليات القيادة فورا ومحاكمتهم لما اقترفوه من مخالفات».

ومضت قائلة «على أي دولة تمد جيش بورما حاليا بالسلاح أن تعلق هذه الأنشطة لحين اتخاذ إجراءات المحاسبة الكافية». وقال مستشار الأمن القومي في ميانمار ثاونج تون في الأمم المتحدة أمس الأول إن ميانمار لا تشهد تطهيرا عرقيا أو إبادة جماعية.

وقال لمجلس الأمن إن بلاده دعت الأمين العام أنطونيو جوتيريش لزيارتها.

وقال مسؤول بالأمم المتحدة إن جوتيريش سيدرس زيارة ميانمار إذا توفرت الظروف المناسبة.

وعبرت الصين وروسيا عن دعمهما لحكومة ميانمار.

وقالت ميانمار هذا الشهر إنها تتفاوض مع البلدين اللذين يتمتعان بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لحمايتها من أي إجراء محتمل من جانب المجلس.

وقرر مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أمس تمديد مهمة بعثة تقصي حقائق في ميانمار ستة أشهر حتى سبتمبر 2018 بطلب من رئيس البعثة.

لكن الطلب قوبل باعتراضات من ميانمار والصين والفلبين. وقال هاو خان سوم مندوب ميانمار في المجلس إن البعثة «ليست مجدية ولا تتماشى مع الوضع على الأرض ولن تسهم في إيجاد حل لقضايا راخين». وتقول ميانمار إنها لن تمنح تأشيرات دخول لأفراد البعثة.

من جهته دعا مندوب بنجلاديش لدى مجلس الأمن الدولي، مسعود بن مؤمن، إلى إنشاء مناطق آمنة لحماية مسلمي الروهينجا الذين ما زالوا في ولاية راخين بميانمار.

وقال بن مؤمن: «من الأهمية بمكان أن يتم ضمان حماية غير مشروطة لما تبقى من المدنيين الروهينجا في ولاية راخين، من خلال إنشاء مناطق آمنة تديرها الأمم المتحدة داخل ميانمار».ودعا المسؤول الأممي سلطات ميانمار إلى السماح للجماعات الإنسانية بالوصول غير المقيد إلى المناطق المتضررة من أجل توصيل المساعدات إلى المحتاجين والسماح بعودة اللاجئين إلى ديارهم بشكل آمن. وقال بن مؤمن إن مئات الآلاف من الروهينجا الذين يتم استضافتهم حاليا في بنجلاديش في وضع غير مقبول على أقل تقدير.