صحافة

الاستقلال: عــمــلــيــة الــنــمــر ...

29 سبتمبر 2017
29 سبتمبر 2017

في زاوية رأي الاستقلال كتبت الصحيفة مقالا بعنوان: عــمــلــيــة الــنــمــر ... جاء فيه:

طغت عملية «النمر» البطولية التي نفذها الشهيد البطل نمر الجمل، وأدت لمقتل ثلاثة جنود إسرائيليين وإصابة رابع بجراح على المشهد الفلسطيني، وتوارت المصالحة الفلسطينية وكواليسها خجلا أمام هذا العطاء الكبير لرجل لديه أسرة وأربعة أطفال تركهم أمانة في معية الله عز وجل، وتحدى بما توفر لديه من إمكانيات تلك الترسانة العسكرية الإسرائيلية، واخترق التحصينات والحواجز الأمنية والأذرع البشرية، وقام بعمليته البطولية وهو يهتف الله أكبر، ويصرخ فيهم أيها المغتصبون ارحلوا عن أرضنا، لا مكان لكم بيننا أيها القتلة المجرمون، وبدا كأنه نمر انقض على فريسته بكل قوة وشجاعة، متغلبا على عشرات الجنود المتمركزين على الحاجز العسكري، وهم يهربون أمامه مذعورين.

هذه العملية البطولية جاءت في توقيت حساس للغاية، ولها تأثيرها ودلالاتها على المستوى الفلسطيني وعلى المستوى الإسرائيلي، وتعكس طبيعة المواطن الفلسطيني الواعي الذي يدرك واجبه الوطني نحو شعبه، وكيف يمكن أن ينتزع الانتصار وهو غارق في مستنقع من المؤامرات الداخلية والخارجية القذرة، في ظل كل هذا الخذلان الذي يشاهده من الجميع، وفي ظل كل هذا التنكر الدولي للحقوق الفلسطينية، حقق نمر الجمل انتصاره على الاحتلال، ووضع حدا للإجراءات الصهيونية، والانحياز الأمريكي، والعجز العربي والدولي، فلقد تكالبت قوى الشر العالمي على فلسطين وقضيتها، وبدا المشهد قاتما لا يحمل أي أمل للفلسطينيين بعد الخطاب الإسرائيلي والأمريكي أمام الأمم المتحدة، وبعد الإجراءات التي اتخذها الاحتلال في القدس ومحيطها وهي: أولا: شروع حكومة نتانياهو بضم القرى المحيطة بالقدس إلى مدينة القدس المحتلة لجعلها عاصمة لما تسمى بدولة إسرائيل وفق مخطط إنشاء وتدشين (القدس الكبري) بالقرى المحيطة بها كعاصمة للكيان، وتعتبر بلدة بيت سوريك التي خرج منها الشهيد إحدى القرى التي ضمتها إسرائيل للقدس الكبرى.

ثانيا: أضفت عملية النمر البطولية زخما إضافيا جديدا على انتفاضة القدس المباركة، وأثبتت أن الانتفاضة ماضية ولم تتوقف، وأنها خيار فلسطيني لا يمكن التخلي عنه، وأن المقاومة بكافة أشكالها حق أصيل لشعبنا الفلسطيني لن يتخلى عنه، مهما تعددت المؤامرات وتنوعت الأساليب للالتفاف على قضيتنا الفلسطينية.