كلمة عمان

التأمين الصحي وصناعة المؤتمرات بالسلطنة

27 سبتمبر 2017
27 سبتمبر 2017

في الوقت الذي يمثل فيه مؤتمر الشرق الأوسط الحادي عشر للتأمين الصحي، الذي احتضنته السلطنة على مدى اليومين الماضيين، برعاية معالي الدكتور احمد بن محمد السعيدي وزير الصحة، واحدا من اهم المؤتمرات ذات الصلة بالرعاية الصحية وسبل تطويرها، خاصة في مجال التأمين الصحي، الذي أضحى واحدا من اهم سبل التمويل للرعاية الصحية والارتقاء بها في العديد من الدول، فان أهمية المؤتمر بالنسبة للسلطنة، تتمثل في جانب منها على الأقل، في الاستفادة من تجارب إقليمية ودولية ناجحة لتطوير الرعاية الصحية والتأمين الصحي الإلزامي، والامتداد بمظلته، الى القطاع الخاص بشكل اكبر، وبشكل منهجي مدروس كذلك .

وبينما اكد معالي الدكتور وزير الصحة اعتزام السلطنة البدء في تطبيق التأمين الصحي للعاملين بالقطاع الخاص تدريجيا، مع مطلع العام القادم، في ضوء دراسات تمت بالفعل، ومنها ما قامت به وزارة الصحة، فإنه أشار بوضوح إلى أن نظام التأمين الصحي يسهم في الارتفاع بمستوى الرعاية الصحية، ويمكنها من القدرة على الاستفادة بالتطورات المتلاحقة، سواء في مجال التقنيات الطبية والأدوية أو في المجالات الأخرى ذات الصلة بها، والتي تزداد تكلفتها بشكل دائم ومستمر. يضاف الى ذلك أن الامتداد بمظلة التأمين الصحي الى كل العاملين بالقطاع الخاص، كما هو مستهدف، من شأنه ان ينعكس إيجابيا، ليس فقط على مستويات ومجالات الرعاية الصحية للعاملين في هذا القطاع، ولكن أيضا على مستوى الإنتاجية للعاملين فيه، وعلى درجة الرضى والاطمئنان الى بيئة العمل في هذا القطاع، وهو ما يعود بالفائدة على العاملين في القطاع الخاص -وافدين ومواطنين- وعلى مؤسساته، بغض النظر عن إحجامها، وبالتأكيد على الاقتصاد الوطني وعلى الجوانب الاجتماعية كذلك، باعتبار ان الرعاية الصحية المتطورة والكافية تسهم في سعادة المواطن والمقيم وتمكنه من بذل مزيد من الوقت والجهد لصالح العمل والإنتاج .

على صعيد آخر فان مؤتمر الشرق الأوسط الحادي عشر للتأمين الصحي، الذي استضافته الهيئة العامة لسوق المال، هو واحد من سلسلة مؤتمرات هامة وكبيرة، سواء بموضوعاتها أو بأعداد المشاركين فيها والمتحدثين أمامها من السلطنة وخارجها، في المجالات الطبية و الاقتصادية والثقافية والتقنية والمياه و غيرها، التي استضافتها السلطنة وستستضيفها خلال الأشهر القادمة، والمؤكد ان نجاح السلطنة وقدرتها على تنظيم مثل هذه المؤتمرات، وما يصاحبها غالبا من معارض متخصصة، فتح المجال واسعا أمام السلطنة لتطوير صناعة المؤتمرات وتنظيمها، خاصة وانه يتوفر للسلطنة كل مقومات النجاح التنظيمية والإدارية، فضلا عن البيئة الجاذبة وجمال الطبيعة وما تتمتع به السلطنة من أمن وأمان واستقرار يشهد به الجميع، ومما له دلالة في هذا المجال أيضا ان السلطنة ستستضيف المؤتمر العالمي للاتحاد الدولي للنقل الطرقي في مسقط العام القادم، والذي تم التوقيع على الاتفاقية الخاصة باستضافته أمس الأول مع الاتحاد، كما ان معالي احمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة أشار الى ان السلطنة تتنافس على استضافة 8 مؤتمرات عالمية في مجالات الطاقة وتحلية المياه والرياضة وغيرها،، ويجري العمل على تأسيس مكتب المؤتمرات، وهو أحد مبادرات برنامج «تنفيذ» للقيام بدور أساسي في هذا المجال بشكل مهني وعلمي مدروس، وهو ما يعزز جهود السلطنة لتنشيط قطاع السياحة .