1117896
1117896
العرب والعالم

أكراد كردستان العراق يصوتون في الاستفتاء والبرلمان يلزم العبادي نشر قوات

25 سبتمبر 2017
25 سبتمبر 2017

أنقرة هددت بقطع تدفق النفط ودمشق رفضت العملية -

عواصم-عمان -جبار الربيعي-(وكالات) -

أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء في إقليم كردستان العراق أمس تمديد عملية التصويت لمدة ساعة اخرى، بعد أن بلغت نسبة مشاركة مواطني الإقليم في التصويت حتى الآن أكثر من 70%.

وذكر قسم الإحصاءات في المفوضية أن نسبة المشاركة وصلت حتى الرابعة بلغت 70% ممن لهم الحق في التصويت.

كما أعلن أنه كان هناك إقبال كثيف خلال الساعتين الأخيرتين من التصويت، وهناك طوابير من المقترعين ينتظرون دورهم للإدلاء بأصواتهم.

وتواصلت عملية الاقتراع حول استقلال إقليم كردستان العراق أمس في استفتاء تاريخي يريد من خلاله الأكراد فتح باب التفاوض من أجل إقامة دولة يناضلون من أجلها منذ قرن تقريبا، لكنه يهدد باندلاع صراع اثر مطالبة البرلمان العراقي لحكومة العراق بنشر قوات في المناطق المتنازع عليها.

ويتوقع أن تصدر نتيجة الاستفتاء الذي تشارك فيه ايضا محافظة كركوك المتنازع عليها بين بغداد وكردستان بعد 24 ساعة من إقفال مراكز الاقتراع.

وعلى الرغم من أن النتيجة شبه محسومة وستكون لصالح الاستقلال إلا أن مسعود بارزاني، رئيس الإقليم الشمالي الذي يتمتع بحكم ذاتي، سبق أن أعلن أن الاستفتاء لن يعني إعلانا تلقائيا للاستقلال، لكنه سيشكل بالأحرى نقطة الانطلاق «لمفاوضات جدية مع بغداد» حول هذه المسألة.

ويشارك أكثر من خمسة ملايين مقترع في الاستفتاء الذي يجري في المحافظات الثلاث من إقليم كردستان العراق، إربيل والسليمانية ودهوك، كما في مناطق متنازع عليها بين الأكراد والحكومة المركزية العراقية، مثل كركوك وخانقين في محافظة ديالى شمال شرق بغداد.

وفتحت مراكز الاقتراع ابوابها عند الساعة الثامنة صباح أمس بتوقيت بغداد (05,00 ت غ)، واستمرت عمليات الاقتراع حتى السادسة مساء أمس (15,00 ت غ).

وتوافد الناخبون منذ الصباح إلى صناديق الاقتراع في اربيل والسليمانية، ووقفوا في طوابير أمام بعض المراكز، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس.

وأدلى بارزاني بصوته في ساعة مبكرة من الصباح في أربيل، وبدا مبتسما وهو يرتدي الزي الكردي.

وقام مقترعون بذبح عجل أمام احد مراكز الاستفتاء الرئيسية بوسط اربيل، تعبيرا عن فرحتهم.

وقال دلكاش عبد الله (محام، 27 عاما) «جلبت هذا العجل لأن اليوم هو ولادة الدولة، وطبقا للتقاليد نذبح عجلا عند الولادة».

وقال ديار ابو بكر (33 عاما) بعد أن انتظر أكثر من نصف ساعة للإدلاء بصوته «جئت مبكرا كي أكون أوّل شخص يصوت بنعم للدولة الكردية»، مؤكدا أنه «يوم عيد لنا».

وفي السليمانية، ثاني مدن الاقليم، توافد الناخبون إلى مركز كانيسكان في شرق المدينة.

وقال ديار عمر (40 عاما، موظف)الذي ارتدى أيضا الزي الكردي، «سننال استقلالنا عن طريق صناديق الاقتراع»، مضيفا «انني فرحان، هذه اول مرة في حياتي أرى استفتاء للاستقلال».

وأقيم 12072 مركز اقتراع في عموم إقليم كردستان العراق والمناطق المتنازع عليها.

وفي مدينة كركوك، علا التكبير في مساجد المدينة كما في أيام الأعياد.

وقالت ابتسام محمد (عاما) بعد الإدلاء بصوتها «اقترعت بكل شرف لو كان لدي « إصبعا لكنت صوتت بالأصابع العشرين من أجل دولتي». لكن في هذه المدينة، الآراء متباينة.

وقال متين عبد الله اوجي، وهو مدرس تركماني عمره 42 عاما، «لم أشارك في التصويت لأنه يشعرني بأن هويتي وقوميتي ومكانتي وتراثي وتاريخي كلها ستضيع».

وفي خانقين، كانت أم علي الثلاثينية اول من صوت داخل مدرسة.وقالت «الاستفتاء سيحدد مصيري ومصير أطفالي، لا نريد الانفصال ولكننا نريد معرفة مصيرنا»، مضيفة «لا نريد عنفا ولا حروبا»، داعية الدول التي عارضت الاستفتاء إلى تغيير موقفها.

ويشكل الاستفتاء الذي دعا اليه الزعيم الكردي مسعود بارزاني رهانا محفوفا بالمخاطر.

وعبرت دول مجاورة للعراق مثل تركيا وإيران عن رفضها للاستفتاء، خشية أن تحذو الأقليات الكردية على أراضيها حذو اكراد العراق. ويتوزع الأكراد الذين يقدر عددهم بين 25 و35 مليون نسمة بشكل أساسي في أربع دول هي تركيا وإيران والعراق وسوريا. وفي رد فعل مماثل، صوت مجلس النواب العراقي تعبيرا عن رفضه للاستفتاء، على قرار يلزم رئيس الوزراء حيدر العبادي بنشر قوات في المناطق التي استولى عليها الاكراد منذ الاجتياح الأمريكي عام 2003. وأصدر البرلمان مجموعة من القرارات ضد الاستفتاء، أبرزها «إلزام القائد العام للقوات المسلحة (حيدر العبادي) للحفاظ على وحدة العراق، نشر القوات في كل المناطق التي سيطر عليها الإقليم بعد 2003».

ومن الناحية الدستورية فان الحكومة باتت ملزمة بالامتثال إلى قرار البرلمان.

وقال كريم النوري القيادي في منظمة أبرز فصائل الحشد الشعبي، إن «وجهتنا القادمة ستكون كركوك والمناطق المتنازع عليها المحتلة من قبل عصابات مسلحة خارجه عن القانون ولا تلتزم بأوامر القائد العام للقوات المسلحة» في إشارة إلى قوات البشمركة.

وتضم هذه المناطق محافظة كركوك الغنية بالنفط، ومناطق متفرقة في محافظات نينوى وديالى وصلاح الدين شمال البلاد وواسط في وسط العراق.

إلى ذلك أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان امس انه سيغلق قريبا الحدود البرية مع كردستان وهدد بوقف صادراته النفطية عبر تركيا.

وقال اردوغان خلال منتدى في اسطنبول «هذا الاسبوع سنتخذ إجراءات. سنوقف حركة الدخول والخروج» عند معبر خابور الحدودي، مضيفا أن صادرات النفط من كردستان العراق ستتوقف حين تقوم تركيا «بإغلاق الأنبوب». كما اعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن الاستفتاء الذي يجريه الأكراد العراقيون أمس حول استقلال إقليم كردستان «مرفوض»، مشدداً على أن بلاده لا نعترف إلا بعراق «موحد».

وقال المعلم امس الأول في تصريحات نقلتها وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) «نحن في سوريا لا نعترف إلا بعراق موحد» مضيفاً «نرفض أي إجراء يؤدي إلى تجزئة العراق». وشدد على أن «هذه خطوة مرفوضة ولا نعترف بها» مشيرا إلى انه ابلغ نظيره العراقي بموقف بلاده.

وفي سياق متصل، انتقد معاون وزير الخارجية السوري ايمن سوسان الاستفتاء الذي قال انه «وليد السياسات الأمريكية التي سعت إلى تفتيت دول المنطقة وخلق الصراعات بين مكوناتها».

واعتبر، وفق تصريحات نقلتها صحيفة الوطن السورية المقربة من دمشق أمس أن الاستفتاء «يضر بالعراق ويضر بالأخوة الأكراد».

وأغلقت إيران أمس حدودها مع كردستان العراق وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي «بطلب من الحكومة العراقية، أغلقنا حدودنا البرية والجوية» مع الإقليم، واصفا الاستفتاء بأنه «غير قانوني وغير مشروع». إلا أن وزارة الخارجية الإيرانية عادت وأصدرت بيانا جاء فيه ان «الحدود البرية بين إيران ومنطقة كردستان العراق مفتوحة، هذه الحدود لم تغلق.في الوقت الراهن،ان المجال الجوي فقط مغلق بين إيران وهذه المنطقة».

وكانت إيران أعلنت عشية الاستفتاء حظر جميع الرحلات الجوية مع كردستان العراق حتى إشعار آخر.