1117828
1117828
العرب والعالم

مقتل 27 مدنياً في غارات روسية على إدلب

25 سبتمبر 2017
25 سبتمبر 2017

الجيش السوري يستكمل عملياته العسكرية بريف حمص -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات -

قتل 27 مدنياً على الأقل بينهم عشرة أطفال امس جراء غارات روسية استهدفت مناطق عدة في محافظة ادلب التي تسيطر فصائل جهادية على القسم الأكبر منها، وفق ما أحصى المرصد السوري لحقوق الانسان.

وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس بمقتل «27 مدنياً على الأقل بينهم عشرة أطفال جراء غارات روسية كثيفة استهدفت أمس بلدات وقرى عدة في أرياف ادلب».

وأوضح أن «حصيلة القتلى هذه هي الأعلى منذ إقرار اتفاق خفض التوتر» الذي تم التوصل اليه في مايو الماضي بموجب محادثات استانا برعاية كل من روسيا وإيران حليفتي النظام وتركيا الداعمة للمعارضة.

وتتعرض محافظة ادلب منذ أسبوعين لغارات روسية وأخرى سورية مكثفة ردا على هجوم بدأته فصائل جهادية في ريف محافظة حماة المجاورة، الذي يشكل مع ادلب جزءا رئيسياً من منطقة خفض التوتر.

واستيقظت دمشق على وقع أصوات القذائف التي هزت العاصمة، منذ ساعات الفجر الأولى، وكان مصدرها الجبهة الشرقية التي يتواصل فيها القتال والقصف المدفعي والصاروخي على المجموعات المسلحة في حيي جوبر وعين ترما، حيث نفذت قوات الاقتحام هجوما مباغتا على مواقع مسلحي «فيلق الرحمن» في محور جوبر عين ترما، بِالتزامن مع إسناد ناري من مُختلف أنواع الأسلحة، سبق ذلك تمهيد بالمدفعية على المواقعِ والنقاط التابعةِ للفيلق، حيث أفاد مصدر ميداني من هناك عن ارتفاع حدة الاشتباكات بعدَ ساعات معدودات على بدء العملية في محور جوبر (المناشر) التي استُخدم بها الرشاشاتِ الثقيلة وتخلل ذلك تجدد في قصفِ تجمعات المسلحين بصواريخ الأرض أرض شديدة التأثير، رافقها اقتحام لدبابات الجيش السوري وتقدم استهداف عمق التواجد المسلح في المنطقة.

وأفاد مصدر عسكري أن الجيش الحكومي السوري استكمل عملياته العسكرية بريف حمص الشرقي وسيطر على قرية مسعدة والتلال المحيطة بها بعد اشتباكات دارت مع مسلحي تنظيم داعش بالمنطقة وباتت القوات السورية على مشارف قرية أم الريش والتي أصبحت بحكم الساقطة نارياً عقب اشتباكات عنيفة وقصف مكثف ينفذه الجيش على مواقع «داعش» في المنطقة.

واستهدف سلاح المدفعية في الجيش الحكومي السوري مواقع المسلحين في بلدة مسحرة بعدد الرمايات, وذلك رداً على استهداف بلدة جبا بريف القنيطرة الأوسط بقذائف الهاون.

وفي دير الزور، تتواصل الاشتباكات بين الجيش السوري وداعش في مناطق عدة، ودمر عربة مفخخة لهم في منطقة حويجة صكر قبل وصولها لهدفها وهروب انتحاري آخر من عربته بعد تفجير الأولى، وقالت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة إن طائرات حربية روسية قصفت مواقعها في محافظة دير الزور أمس قرب حقل غاز كبير انتزعت السيطرة عليه من تنظيم «داعش» قبل أيام. وتقاتل قوات سوريا الديمقراطية وهي تحالف من مقاتلين أكراد وعرب التنظيم المتشدد على الضفة الشرقية لنهر الفرات بدعم من طائرات وقوات خاصة أمريكية.

وقال مصطفى بالي المتحدث باسم القوات إن الهجوم الذي وقع «برا وجوا» أسفر عن إصابة عدد من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية.

وذكرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أمس أن غارات نفذها التحالف الدولي بقيادة واشنطن خلال شهر مارس قرب مدينة الرقة السورية تسببت بمقتل 84 مدنياً على الأقل بينهم 30 طفلاً.

ووثقت المنظمة الحقوقية في تقرير نشرته بعنوان «جميع الاحتياطات الممكنة؟ الإصابات المدنية جراء غارات التحالف ضد داعش في سوريا»، حصول «هجمتين في مارس الماضي على مدرسة كانت تؤوي عائلات نازحة في المنصورة وسوق وفرن في الطبقة» غرب مدينة الرقة.

ونقلت المنظمة عن شهود أن «مقاتلي داعش كانوا موجودين في هذين المكانين، ولكن كان هناك أيضا عشرات إن لم يكن مئات المدنيين». وذكر نائب مدير قسم الطوارئ في المنظمة أولي سولفانغ ان «هذه الهجمات قتلت عشرات المدنيين، وبينهم أطفال، لجأوا إلى المدرسة أو كانوا مصطفين لشراء الخبز من الفرن». وأضاف «إن لم تكن قوات التحالف تعلم بوجود مدنيين في هذين الموقعين، فعليها أن تعيد النظر في الاستخبارات التي تستخدمها للتحقق من أهدافها، لأنه من الواضح أنها لم تكن كافية». وبحسب المنظمة، نفذ التحالف الغارة الاولى على مدرسة البادية في المنصورة في 20 مارس الماضي ما تسبب بمقتل أربعين شخصاً على الأقل بينهم 16 طفلاً. وشن الغارة الثانية على سوق وفرن في مدينة الطبقة بعد يومين، ما اسفر عن مقتل 44 شخصاً بينهم 14 طفلاً.

ومنذ سبتمبر 2014، ينفذ التحالف الدولي بقيادة واشنطن غارات تستهدف تحركات ومواقع الجهاديين في سوريا. ويدعم عبر غارات جوية ومستشارين على الأرض هجوماً بدأته قوات سوريا الديموقراطية ضد التنظيم في محافظة الرقة منذ نوفمبر.

وكثف التحالف في الأشهر الأخيرة قصفه للمناطق المحيطة بالرقة من اجل السماح لقوات سوريا الديموقراطية بالتقدم وطرد التنظيم من المدينة التي دخلتها في يونيو الماضي.وبات هجوم هذه القوات في «مراحله الأخيرة» في الرقة حيث تطارد فلول مقاتلي التنظيم في وسط المدينة.

وينتقد ناشطون ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين جراء غارات التحالف، في وقت ينفي التحالف تعمده استهداف مدنيين، ويؤكد اتخاذه كل الإجراءات اللازمة لتفادي ذلك.

وأقرّ التحالف الدولي في اغسطس الماضي بمسؤوليته عن مقتل 624 مدنيا خلال غارات شنها منذ بدء عملياته العسكرية صيف العام 2014 في سوريا والعراق المجاور.لكن منظمات حقوقية تقدر أن يكون العدد أكبر بكثير.وانتقدت هيومن رايتس ووتش منهجية التحالف في تقييم الخسائر البشرية. وقال سولفانغ «لو أن التحالف زار الموقعين وتكلّم مع الشهود، لوجد أدلة كثيرة على مقتل مدنيين في هذين الهجومين»