1116912
1116912
العرب والعالم

موسكو تنشر صورا لتواجد الجيش الأمريكي عند حواجز داعش وقصف روسي يوقع 45 قتيلاً

24 سبتمبر 2017
24 سبتمبر 2017

الجيش السوري يهاجم أرياف حمص وحماة وحلب -

عاصم - عمان - بسام جميدة - وكالات-

نشرت وزارة الدفاع الروسية صورا تدل على تواجد آليات تابعة للقوات الأمريكية الخاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» في ريف دير الزور الشمالي.

وأعلنت الوزارة في بيان نشرته امس على حسابها الرسمي في «فيسبوك» أن القوات الأمريكية تضمن لعناصر «قوات سوريا الديمقراطية» المرور دون أي عوائق عبر مواقع لـ«داعش» على طول الضفة اليسرى لنهر الفرات.

وأوضحت الوزارة أن الصور التي تم نشرها التقطت من الجو في مناطق انتشار «داعش» خلال فترة ما بين 8 و12 سبتمبر الجاري، وتظهر العديد من عربات «همر» الأمريكية عند النقاط المحصنة التي أقامها التنظيم.

وأشارت الوزارة إلى غياب أي آثار لاقتحام القوات الأمريكية هذه المواقع أو قصف طيران التحالف الدولي لها، وحتى اتخاذ عناصر الجيش الأمريكي أي إجراءات وقائية لحماية مواقعهم، مضيفة أنه «لا يمكن لذلك أن يدل إلا على أن العسكريين الأمريكيين يشعرون بالأمان في المناطق الخاضعة للإرهابيين»، حسب البيان.

ميدانيا قتل 45 عنصراً على الاقل من فيلق الشام، وهو فصيل معارض، جراء غارات روسية استهدفت احد مقراته في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان امس .

ولم يتضح سبب الغارات التي نفذتها الطائرات الروسية السبت على مقرات هذا الفصيل المشارك في محادثات استانا التي انتهت جولتها الأخيرة بإعلان ضم محافظة ادلب إلى مناطق خفض التوتر في سوريا.

وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس «بمقتل 45 عنصراً على الأقل من فيلق الشام جراء قصف روسي استهدف السبت مقرات تابعة للفصيل» على أطراف قرية تل مرديخ الواقعة قرب مدينة سراقب في ريف ادلب الشرقي.

وكانت حصيلة للمرصد السبت افادت بمقتل 37 عنصراً على الأقل قبل ارتفاع العدد مع استمرار عمليات البحث عن مفقودين تحت الركام.

وقال مراسل لفرانس برس في المكان ان الغارات استهدفت المقرات وهي عبارة عن كهوف على أطراف القرية كان داخلها العشرات من مقاتلي الفصيل ما أدى إلى تدميرها وإغلاق كافة المنافذ اليها.

ويعد فيلق الشام احد الفصائل المعتدلة وفق المرصد، ويضم الآلاف من المقاتلين في صفوفه وينتشر بشكل رئيسي في محافظتي ادلب وحلب (شمال) المجاورة.

وخاض هذا الفصيل في شهر ‏يونيو معارك ضد هيئة تحرير الشام التي تعد جبهة النصرة سابقا أبرز مكوناتها.

وأكد مسؤول العلاقات الخارجية في فيلق الشام ادريس الرعد استهداف المقرات، وقال لفرانس برس «مشاركتنا في استانا لا تعني بأي حال من الأحوال اعتبار روسيا دولة صديقة أو محايدة» موضحاً أن «ألقصف الروسي ليس مستغرباً فسياسة روسيا منذ تدخلها في سوريا مبنية على الهجوم».

من جهة اخرى أعلنت قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع الولايات المتحدة في شمال سوريا امس عن تشكيل مجلس مدني ليحكم محافظة دير الزور الغنية بالنفط في شرق سوريا حيث تتبارى مع الجيش الحكومي السوري للسيطرة على أراض خاضعة لتنظيم داعش .

وأطلقت قوات سوريا الديمقراطية،التي تضم فصائل عربية ولكن تهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية، عملية في محافظة دير الزور الواقعة على الحدود مع العراق في وقت سابق هذا الشهر وتمكنت من السيطرة على ريفها الشمالي وتقدمت إلى الشرق من نهر الفرات.

وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية السبت على حقل غاز كبير في محافظة دير الزور من داعش في تقدم سريع استبق الحكومة السورية التي كانت تتقدم أيضا في ذلك الاتجاه.

وقال قيادي بقوات سوريا الديمقراطية: إن القوات انتزعت السيطرة على حقل كبير للغاز الطبيعي في محافظة دير الزور السورية من تنظيم داعش بعد أيام من القتال بالقرب من الضفة الشرقية لنهر الفرات.

وقال القيادي أحمد أبو خولة لرويترز إن حقل غاز كونوكو هو الأول من نوعه الذي تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف من فصائل كردية وعربية، منذ أن بدأت هجوما هذا الشهر للسيطرة على المحافظة الواقعة في شرق البلاد.

وقال أبو خولة: إن الجيش الحكومي السوري وحلفاءه على بعد أربعة كيلومترات من مواقع قوات سوريا الديمقراطية.

ونفى الكولونيل ريان ديلون المتحدث باسم قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة والتي تقاتل داعش أن تكون واشنطن في سباق مع موسكو على تلك المحافظة الغنية بالنفط وقال إن الاتصالات مع الجيش الروسي تزداد لتفادي وقوع مواجهة.

وقال ديلون لرويترز «التحالف لا يرى أنه سباق إننا لسنا في عملية انتزاع أراض».

وأضاف أن القوات التي تدعمها الولايات المتحدة تتفادى الضفة الشرقية لمدينة دير الزور حاليا حيث يقاتل الجيش الحكومي السوري متشددين ويسعى لتعزيز سيطرته في المنطقة الواقعة شمال شرقي النهر والتي مازال يسيطر عليها المتشددون.

والهدف النهائي هو التحرك صوب الحدود العراقية قرب المعقل الرئيسي للمتشددين في الميادين الواقعة على بعد نحو 80 كيلومترا غربي الحدود العراقية والبوكمال وكلاهما مركزان حضريان كبيران يتدفق عبرهما نهر الفرات.

وقال إن «قوات سوريا الديمقراطية لا تتحرك صوب ضفاف نهر الفرات في الوقت الحالي (قرب مدينة دير الزور)، إنها تتحرك شرقا صوب الحدود العراقية، وتواصل التقدم والتوسع داخل الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم داعش».

وقال المتحدث باسم الجيش الأمريكي «هدفنا كما قلت عشرات المرات هو قتال تنظيم داعش، ليس لنا معركة مع النظام (السوري). لسنا في قتال مع الروس، إننا هناك لقتال تنظيم داعش وهذا ما سوف نفعله».

واختارت قوات سوريا الديمقراطية 100شخصية من وجهاء وشيوخ العشائر للاجتماع وانتخاب مجلس لإدارة المحافظة يوم أمس.

وقال المجلس في بيان ختامي: إن الأولوية تتمثل في عودة عشرات الآلاف من نازحي المحافظة الذين فروا خلال الصراع واستعادة الخدمات الأساسية، وحث المجلس التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على تقديم المساعدة للمحافظة التي عانت من ويلات الحرب.

وجاء في بيان المجلس المدني لدير الزور المشكل حديثا أن المجلس سيعمل على «تعزيز اللحمة القوية بين أبناء المحافظة».

وفي هجوم منفصل هذا الشهر أيضا تمكن الجيش الحكومي السوري وفصائل تدعمها إيران بدعم جوي روسي من كسر حصار فرضته داعش منذ عام تقريبا على أجزاء خاضعة لسيطرة الحكومة من دير الزور على الجانب الآخر من نهر الفرات.

وبالتقدم الذي أحرزه الجانبان ضد داعش باتت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من أمريكا على مقربة من القوات التابعة للحكومة السورية المدعومة من روسيا وإيران.

وفي وقت ما أثار هجوم الجيش الحكومي السوري المدعوم من روسيا وهجوم قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من أمريكا المخاوف من اندلاع اشتباكات قد تذكي التوتر بين القوى العالمية المتنافسة.

من جانب آخر أفاد مصدر عسكري أن الجيش الحكومي السوري يواصل عملياته في ريف حمص ويصل لما بعد قرية الشنداخيات ويسيطر على قرى الصفوانية والمكرمية جنوب شرق ناحية جب الجراح، ويتقدم باتجاه الصالحية بريف حمص الشرقي وسط اشتباكات عنيفة وقصف مكثف ينفذه الجيش على مواقع «داعش» في المنطقة، ووجه سلاح الجو الحربي ضربات جوية كثيفة على تجمعات وتحركات المجموعات المسلحة في تل الزعتر وعطشان  وأطراف مدينة مورك بريف حماة الشمالي وسط قصف صاروخي ومدفعي مكثف ينفذه الجيش على ذات المحور، كما استهدف بعدة غارات مواقع لجبهة النصرة في بلدتي كفر حلب والشيخ علي في ريف حلب الغربي.

وأوضح المصدر أن «الجيش يواصل عملياته القتالية ضد تنظيم «داعش» في أرياف دير الزور الغربي والرقة الجنوبي وحماة الشرقي واستعاد السيطرة على 44  بلدة وقرية ومزرعة ومنشأة في الفترة من 10 وحتى 23 سبتمبر الجاري أهمها الجنينة والبغيلية وعياش ومصران والبويطية والجواسمة ومعدان والسويدية والخميسية والعطشانة ومقلة كبيرة والقصيبة».

وبين المصدر أن عمليات الجيش القتالية خلال تلك الفترة أسفرت أيضا عن «مقتل وإصابة المئات من مسلحي التنظيم وتدمير 19 مقر قيادة و17 مفخخة و13 دبابة و7 عربات مدرعة «ب م ب» و269 سيارة مختلفة ومستودعات ذخيرة وعتاد ومدافع ميدانية».

ويواصل الجيش عملياته ضد «داعش» بريف حماه، حيث استعاد عدة قرى في ريف السلمية الشرقي، كما سيطر على بلدة عقيربات مركز ثقل التنظيم بريف المحافظة.

وأصيب 4 أشخاص بجروح، جراء سقوط قذيفتي هاون على طريق المليحة ومنطقة باب شرقي بدمشق جراء قصف المجموعات المسلحة للمدينة، وأصيب شخصان بجروح، جراء سقوط قذائف صاروخية على ريف مدينة القرداحة بريف اللاذقية نفذته المجموعات المسلحة على ريف مدينة القرداحة في محافظة اللاذقية.

وقال وزير الخارجية وليد المعلم مساء السبت إن إنشاء مناطق تخفيف التوتر هو إجراء مؤقت ولا يمكن القبول بأن يشكل مساسا بمبدأ وحدة التراب السوري من أقصاه إلى أقصاه» فيما أشار إلى أن محاربة الإرهاب لا تكون إلا بالتنسيق مع الحكومة السورية.

وقال المعلم في كلمة له اما الجمعية العامة للأمم المتحدة أن «سوريا مصممة أكثر من أي وقت مضى بتضحيات جيشها وصمود شعبها على اجتثاث الارهاب من كل بقعة على الارض السورية»، مضيفا إن «سياسة الدولة السورية قامت منذ بداية الحرب على ركيزتين أساسيتين هما محاربة الارهاب والعمل الجاد والمتواصل بهدف إنجاز حل سياسي يوقف النزيف ويعيد الاستقرار».

وأكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إنه لا يستبعد أن تكون لدى الولايات المتحدة أهداف أخرى في سوريا، إلى جانب تدمير الإرهابيين، مشيرا إلى أن ذلك سيتضح بعد هزيمة تنظيم «داعش».

وأكد لافروف في بث قناة «ان تي في» التلفزيونية الروسية، امس، أن العمل الروسي الأمريكي المشترك في سوريا لا يزال مستمرا، مؤكدا أن هذا العمل يأتي بثماره، وفي الوقت ذاته عبر الوزير الروسي عن اعتقاده بأن «الأمريكيين على مستوى العسكريين يفهمون كل شيء بشكل جيد، وعندما تتم هزيمة «داعش» و«جبهة النصرة» سيتضح ما هي أهداف الجميع في سوريا».