العرب والعالم

الأكراد يترقبون اليوم الاستفتاء على استقلالهم

24 سبتمبر 2017
24 سبتمبر 2017

رئيس كردستان العراق يعلن «فشل» الشراكة مع بغداد -

أربيل (العراق) - (أ ف ب): تسود أجواء من الترقب اليوم المحدد كموعد لإجراء الاستفتاء على استقلال كردستان العراق، وسط الخشية من اضطرابات في أعقاب تحذيرات متتالية من دول الجوار التي تعارض ذلك بشدة. وفي أربيل، كبرى مدن إقليم كردستان ومعقل رئيسه مسعود بارزاني الذي دعا في يونيو إلى الاستفتاء، تزين الأعلام الكردستانية المنازل والمباني والسيارات. وفي اول رد فعل انتقامي بادرت طهران الاحد، بحظر جميع الرحلات مع كردستان العراق بناء على طلب حكومة بغداد عشية إجراء استفتاء حول تقرير مصير الإقليم.

غير أن غالبية الذين سيدلون بأصواتهم، عبروا عن مخاوفهم من تبعات هذه المبادرة على الإقليم.

ويقول المواطن احمد سليمان (31 عاما) «بالحقيقة ننتظر بفارغ الصبر ما سيكون عليه الوضع بعد 25 سبتمبر لأننا نعرف النتائج مسبقا بان غالبية شعبنا الكردي سيصوت بنعم للاستفتاء لأنه سيحدد مصيرنا ويحقق حملنا في بناء دولتنا».

لكنه أشار في المقابل إلى المخاوف من «نوايا الأعداء. لديهم نوايا شريرة ضدنا». وسيدلي ملايين الأكراد بأصواتهم الاثنين في ثلاث محافظات تتمتع بحكم ذاتي منذ عام 2003، إضافة إلى مدينة كركوك الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين بغداد والإقليم.

وفي هذا الصدد، قال كاروان محمد 27 عاما إن «ما نخشاه هو مخططات دول الجوار وإلا جميع شعبنا مع الاستقلال لأننا لم نر أي خير مع العراق طوال هذه السنين». وأضاف الشاب الذي يعمل في بيع الملابس «اليوم نرى دول الجوار تتفق ضدنا رغم أن لديهم العديد من الخلافات».

واعتبرت تركيا أن الاستفتاء «غير شرعي» ونبه رئيس الوزراء بن علي يلديريم السبت إلى أن التدابير التي ستتخذها تركيا في حال إجراء الاستفتاء «سيكون لها أبعاد دبلوماسية وسياسية واقتصادية وأمنية». وطالبت إيران وتركيا والعراق الخميس السلطات في إقليم كردستان إلى إلغاء الاستفتاء وهددوا باتخاذ إجراءات قاسية. وبادرت ايران بالرد على الفور بوقف رحلاتها الجوية إلى مطارات اربيل والسليمانية.

وقال كيوان خسروي المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي «بناء على طلب الحكومة العراقية المركزية، توقفت جميع الرحلات الجوية الإيرانية إلى مطارات اربيل والسليمانية وكذلك جميع الرحلات الجوية المنطلقة من كردستان العراق والتي تعبر أجواء إيران». وبدا التوتر والخوف واضحا في مدينة السليمانية، ثاني مدن الاقليم التي تعد المعقل الرئيسي لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس السابق جلال طالباني، المنافس الرئيسي لبارزاني. قال حما رشيد حسن (51 عاما) الذي وصل إلى احد مراكز التصويت للتأكد من وجود اسمه في القائمة الانتخابية «احلم منذ كنت صغيرا في يوم يكون علمنا لأمة (كردية) واحدة».

وبدا آخرون يشاركونه الحلم ذاته اقل حماسة كونهم يرون أن الوقت غير مناسب إضافة لخوفهم من عوقب إجراء الاستفتاء.

وقال كاميران انور (30 عاما) ويعمل استاذا « سأصوت -لا- لأني أخشى فرض حصار على الإقليم او حرب أهلية مع الحشد الشعبي واستيقط (يوما) لأرى دوريات لجنود أتراك» في كردستان.

في غضون ذلك، تتواصل استعدادات لإجراء الاستفتاء في مناطق متنازع عليها في محافظات كركوك ونينوى.

ففي محافظة نينوى كبرى مدنها الموصل، قال غازي مسؤول تنظيمات حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في الحمدانية، إحدى المناطق المتنازع عليها، ان «كل شيء جاهز لإجراء الاستفتاء في المناطق التي يسيطر عليها البشمركة وفرضت إجراءات امنية» حول مراكز التصويت.