المنوعات

اليوم.. مركز سناو الثقافي ينظم ندوة علمية حول الشيخ سالم بن حمد الحارثي

24 سبتمبر 2017
24 سبتمبر 2017

تقديم أكثر من 20 ورقة بحثية ودراسات لنتاجه العلمي ودوره في العناية بالمخطوطات -

كتب - محمد الحضرمي:-

تفتتح صباح اليوم فعاليات الندوة العلمية الاحتفائية بالشيخ سالم بن حمد الحارثي، التي ينظمها مركز سناو الثقافي وبرعاية إعلامية من جريدة $، وذلك تحت رعاية معالي الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة، ويستضيف لها باحثين ومحققين ودارسين من داخل السلطنة وخارجها، يقدمون خلال يومين متواصلين أكثر من 20 ورقة بحثية، تتناول حياة الشيخ سالم بن حمد الحارثي وفكره، وتدرس تجربته مع المخطوطات العمانية جمعا وتحقيقا ونشرا، واهتمامه بالنتاج العلمي لبعض الأعلام، وإسهامه في التأليف بإضافة عناوين مهمة للمكتبة العمانية.

حول هذه الندوة تحدث الدكتور مبارك بن عبدالله الراشدي رئيس المركز والمحاضر بجامعة السلطان قابوس، حيث قال: إن المركز يقدم هذه الندوة العلمية الموسعة عن الشيخ الراحل سالم بن حمد الحارثي المتوفى عام 2006م، لما له من أفضال كثيرة في خدمة الوطن طوال حياته، عبر اهتمامه الشخصي باقتناء وجمع المخطوطات ونسخها وتحقيقها، حيث تضم مكتبته ما يزيد على 400 مخطوط. وكذلك عبر تكريس حياته في قراءة الموسوعات الفقهية وتقديمها للنشر، وعلى يديه طبعت موسوعات فقهية عمانية، من بينها بيان الشرع، والمصنف ومنهج الطالبين، وهذا جهد ليس بالهين أو اليسير، إذ يستدعي قراءة النسخ ومقابلتها ببعضها، لتصحيحها وإكمال نواقصها.

وقال أيضا: قام الشيخ سالم بن حمد بجمع فتاوى أربعة من كبار الفقهاء العمانيين، وكانت قبل ذلك متناثرة في أوراق، حيث جمع فتاوى نور الدين عبدالله بن حميد السالمي (ت: 1914م)، فصدرت في أربعة أجزاء بعنوان (العقد الثمين) وطبعت على النفقة السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه-، كما جمع فتاوى وأجوبة الإمام محمد بن عبدالله الخليلي (ت: 1954م)، صدر الكتاب بعنوان (الفتح الجليل من أجوبة الإمام أبي خليل)، وله فضل في جمع فتاوى الشيخ أبي بشير سعيد بن بشير الصبحي (ت: 1159هـ)، وسماه الجامع الكبير، وكذلك الفتاوى النظمية للشيخ أبي مالك عامر بن خميس المالكي (1346هـ)، وصدرت بعنوان (الدر النظيم من أجوبة أبي مالك بالمناظيم).

ويضيف الدكتور مبارك الراشدي: إن الشيخ سالم بن حمد علم من الأعلام العمانيين، استطاع أن يخدم الوطن بحرصه الشديد على إصدار (قانون المصالحة)، كما كان الشيخ طوال حياته مصلحا دينيا واجتماعيا، واكتسب خبرة طويلة في هذا الجانب من خلال عمله في القضاء.

وتحدث الدكتور محمد بن ناصر المحروقي نائب رئيس اللجنة العلمية للمركز، أن هذه الندوة تكتسب أهيمتها من الدور الثقافي المهم الذي قام به الشيخ سالم بن حمد الحارثي، من ذلك جمعه للمخطوطات التي بذل لها الغالي والنفيس، ومن أجل الوصول إليها تجشم عناء السفر إلى زنجبار وسوريا ومصر، فكوَّن مكتبة ثرية بالمخطوطات والوثائق، ولولا جهوده الشخصية لضاع إرث ثقافي كبير.

وأكد الدكتور المحروقي أن الندوة تستهدف جمهور الباحثين وطلبة العلم داخل نيابة سناو وخارجها، وأضاف في حديثه: إنه من المهم التأكيد على أن الجهة المنظمة للندوة هي مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني، مما يدل على الوعي بالدور الثقافي الذي ينبغي أن تقوم به مثل هذه المؤسسات، وتكتسب أهميتها كذلك من خلال استضافة المركز لمجموعة من الباحثين والدارسين من داخل السلطنة وخارجها، لهم باع علمي واسع في مجال الدراسات والتحقيق، وإلى جانب ذلك تحتضن الندوة بعضا من الباحثين المبتدئين، لإكسابهم خبرة بالاحتكاك مع من لهم خبرة بالبحوث والدراسات. وأشار في حديثه إلى أن مركز سناو الثقافي سيعنى بجملة من الأعلام العمانيين في قادم السنوات.

جدير بالذكر أن الندوة تتناول في أربع جلسات حياة الشيخ سالم وشخصيته، وجهوده في القضاء والتربية والعناية بالمخطوطات، ودراسة إنتاجه الفكري في العقيدة والفكر، إلى جانب دراسة إنتاجه الفكري في التاريخ والأدب.