المنوعات

«حنظلة بالطربوش العثماني».. شعار رحّالة فلسطيني يجوب تركيا وفاءً لشعبها

23 سبتمبر 2017
23 سبتمبر 2017

إسطنبول، الأناضول: تحت شعار «حنظلة بالطربوش العثماني»، قرر الرحالة الفلسطيني علاء الدين الفارس، أن يجوب مختلف ولايات تركيا سيرا على الأقدام تعبيرا عن وفائه وشكره لشعبها الذي لطالما وقف بجانب القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى المبارك.

من مدينة نابلس الفلسطينية قدم الفارس إلى مدينة إسطنبول التركية التي وصلها قبل أيام، تمهيدا لانطلاق رحلة تجواله سيرا على الأقدام بين الولايات التركية، والتي بدأها بعد صلاة الجمعة من منطقة «الحرم» في أوسكودار بالطرف الأسيوي لإسطنبول، ليتوجه بعد ذلك إلى العاصمة أنقرة ومنها إلى بقية الولايات.

و«الحرم» هي أول محطة في القطار الذي كان يربط بين الحجاز ومدينة إسطنبول التركية قديما.

والفارس هو أيضا ناشط إعلامي وشبابي، ويرفع شعار «حنظلة بالطربوش العثماني»، في إشارة منه إلى الحالة السيئة التي أصبحت عليها فلسطين بعد الدولة العثمانية.

و«حنظلة» هو أحد أشهر رموز الرسام الفلسطيني الراحل ناجي العلي، وهو فتى صغير، عمره 10 سنوات، يدير ظهره للمشاهد، ويشبك يديه خلف ظهره، ويُعتبر أيقونة هوية ونضال الفلسطيني من أجل حقوقه.

وكالة «الأناضول» التقت الفارس الذي قال في حديثه للأناضول: «قدمت إلى تركيا كناشط إعلامي وشبابي، لأعبر عن حبي ووفائي باسم أحرار فلسطين والعرب للشعب التركي، لأنه لم يقصّر يوماً بقضايا الأمة العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى، وقررت أن أتجول في تركيا لأعبر عن هذا الشعور».

وأضاف: «رسالتي تشير إلى أن حنظلة الذي كان يشكل أيقونة الثورة الفلسطينية، يدخل يوم جديد، ومرحلة مختلفة». وتابع: «حنظلة يلبس اليوم الطربوش العثماني لأنه أدرك أن فلسطين ضاعت بسبب تفرق العرب عن الأتراك، وفلسطين لن تعود إلا بتوحد العرب والأتراك تحت راية واحدة، وهذه رسالتي كرحالة فلسطيني».

وعن رحلته إلى تركيا قال الفارس: «قبل شهرين غادرت من فلسطين متوجهاً إلى الأردن، وآنذاك استقبلني السفير التركي لدى عمان مراد قرة غوز، وبعد أن وصلت إلى هنا تواصلت مع مسؤولين أتراك، لأوصل لهم رسالتي».

وأردف: «سأتوجه خلال رحلتي إلى أنقرة، وبعد الوصول إليها سأطلب من مجلس الوزراء التركي أن يتبنى مشروع الرحالة العرب والأتراك (مشروع الفارس)، ثم تطويره إلى مشروع رحالة السلام في العالم، وهو المرحلة النهائية». وبخصوص مشروعه وهدفه قال: «نهدف من خلال هذا المشروع لتوصيل رسالة أن العرب يشكرون تركيا وشعبها على وقوفهم بجانبنا في فلسطين، ونصرتهم لنا». وحول أهدافه المستقبلية، أشار إلى أنه «من المخطط لهذا المشروع بعد 3 سنوات، أن يجتمع تحت رايته خيرة الشباب العرب والأتراك، وبعدها بسنتين يضم جميع الشباب في الأمة الإسلامية، نحو توحيد الأمة والعمل على تحرير المسجد الأقصى». وأشار الفارس إلى أن «تركيا اليوم هي المقر الحقيقي للأحرار، وهي المفر والمأوى لهم». وأضاف: «منذ أول يوم قدمت فيه إلى هنا، أحببت تركيا، وأحببت أهلها، لأن هذه الدولة بالنسبة لي هي التاريخ، وتمثل تاريخ عائلتي السياسي من أجدادنا الذين كانوا متواجدين في الدولة العثمانية، وتمثل الفكر الحضاري المتطور، والذي من خلاله تمثل الفكر الذي سينهض بالأمة الإسلامية». وتمنى على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومجلس الوزراء التركي إلى تبني المشاريع التي يطرحها، نصرةً للقضية الفلسطينية، وقال: «أنا أعرّف الناس اليوم بهذه المشاريع التي تهدف إلى جمع الشباب نحو العدالة والحرية والحق».

وتابع: «مهما كانت تركيا قوية، فلن تكون قوية إلا إذا كان العرب معها، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الدول العربية، والقيادة التركية تستحق أن يكون أحرار العرب خلفها». ولطالما ساندت تركيا القضية الفلسطينية ووقفت بجوار الفلسطينيين على الصعيدين السياسي والإنساني، ولطالما قدمت مؤسساتها وهيئاتها ومنظماتها الخيرية المساعدات الإنسانية للفلسطينيين سواء في قطاع غزة أو غيره من المدن الأخرى، وفق الفارس.

وظهر هذا الدعم جليا، والكلام للمتحدث نفسه، في الأزمة الأخيرة بمدينة القدس، ففي يوليو الماضي، قال أردوغان، إنّ المسجد الأقصى يعدّ شرف 1.7 مليار مسلم، وليس الفلسطينيين فقط، ولا يمكن للعالم الإسلامي أن يبقى مكتوف الأيدي حيال القيود المفروضة على الأقصى.

وجاءت تصريحات الرئيس التركي، على خلفية الأزمة التي شهدتها القدس المحتلة، خلال النصف الثاني من يوليو الماضي، حينما قررت إسرائيل نصب بوابات فحص إلكترونية على مداخل الأقصى، وهو ما قوبل برفض فلسطيني قوي، أعقبه قرار برفض دخول المسجد، وأداء الصلوات في الشوارع.

وعاد الهدوء النسبي للقدس بعد أن قررت الحكومة الإسرائيلية رفع البوابات، وكافة الإجراءات الأخرى التي فرضتها على مداخل المسجد، بعد ضغط فلسطيني ودولي.