الألمانية: حملة انتخابية مضمونة النتائج

كتبت جريدة «فرانكفورتر زيتونغ» الألمانية أنَّ كافة استطلاعات الرأي في ألمانيا تشير إلى أنَّ المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ستقود حزبها الديموقراطي المسيحي إلى الفوز في الانتخابات الألمانية العامة التي ستجري (اليوم الأحد) . لقد تولت المستشارة ميركل الحكم طوال اثني عشر عاماً ولم يظهر أي بديل عنها طوال هذه الفترة على الرغم من الأخطاء التي ارتكبتها وكانت كثيرة وخطيرة. لكن بالمقابل كان للمستشارة ميركل الدور الأهم في الاستقرار الأوروبي بشكل عام . الجريدة تشير هنا إلى أسفها من أن «أوروبا» كانت غائبة عن مواضيع المناقشات في الحملة الانتخابية. لقد مرَّت هذه الحملة من دون أن تناقش الأفكار الوحدوية الأوروبية على الرغم من أنَّ المستشارة ميركل هي أكثر القادة استفادة من الأوضاع الأوروبية العامة ومجالات العمل الاقتصادي الأوروبي الواسع النطاق الذي يجلب الخيرات المالية الكبيرة كون ألمانيا من الدول المصدِّرة بشكل عام. لم تشرح ميركل لناخبيها كيف أنَّ حزبها الديمقراطي ينتقد المصرف المركزي الأوروبي على خلفية تخفيض نسب الفوائد على الاعتمادات والقروض، لكن يعلم الجميع أن الحكومة الألمانية كانت المستفيدة من تخفيض هذه الفوائد. ولم تتحدَّث السيدة المستشارة خلال حملتها الانتخابية إلاَّ عن الأعباء التي تتحملها ألمانيا عوضاً عن دول أوروبية عديدة، لكنها لم تشرح لشعبها كيف أن المواطنين الألمان هم أول المستفيدين من الاتحاد الأوروبي وعملته الموحَّدة ومن الوحدة الأوروبية على السواء. صحيح أنَّ ميركل لم تقل أي كلمة تنتقد فيها الاتحاد الأوروبي أو المؤسسات الأوروبية وهي عادة تبتعد عن المغالاة في الوصف. الجريدة تستغرب في ختام تحليلها كيف أنَّ السيدة المستشارة أنجيلا ميركل لم تتحدث في حملتها الانتخابية أبداً عن أوروبا بكل ما يلزم من وضوح لكي تجعل الاتحاد الأوروبي اكثر أهمية بالنسبة لمواطنيها ومفهوماً أكثر بالنسبة لاستراتيجيته السياسية والاقتصادية والاجتماعية.