1114930
1114930
العرب والعالم

الكويت مستعدة لاستضافة اتفاق سلام و«أنصارالله» يحتفلون بمرور 3 سنوات على دخولهم صنعاء

21 سبتمبر 2017
21 سبتمبر 2017

هادي يبحث مع المبعوث الأممي فرص السلام وسلطات الحديدة تنفي منع استقبال السفن -

صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد - (أ ف ب) :-

قـال رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، أمس إن بلاده مستعدة لاستضافة الأطراف اليمنية للتوقيع على اتفاق سلام نهائي متى ما تم التوصّل إليه بينهم.

وذكـــر الصباح في كلمة بلاده أمام الدورة الـ 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن الكــــويــت تدعم جهود الأمم المتحدة والمبعوث الأممي الخاص لليمن الرامية للتوصّل لحل سلمى لهذه الأزمة، وفقاً لوكالة الأنباء الكويتية «كونا».

وجدّد التزام بلاده الكامل بـوحدة الــيــمــن واحترام سيادته واستقلاله ورفض أي تدخّل في شؤونه الداخلية، والتأكيد على دعم ومساندة الشرعية الدستورية في الــيــمــن.

وأكد الصباح على أن «الحل السياسي في الــيــمــن يستند إلى المرجعيات الثلاث المتفق عليها وهي مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وعلى وجه الخصوص القرار 2216».

من جهته استقبل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بمقرّ إقامته بنيويورك المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد «في إطار بحث فرص السلام والسعي لتحقيق متطلّباته تلبية لمصلحة الشعب اليمني ودعم المجتمع الدولي لإرساء معالمه ومحدّداته وفقاً والمرجعيات والقرارات ذات الصلة».

وأكد الرئيس اليمني «حرصه الدائم على السلام لوضع حد للحرب التي فرضها المسلّحون على الشعب اليمني والتي خلّفت وراءها معاناة طالت مختلف شرائح المجتمع وأزهقت العديد من الأرواح البريئة التي تحصدها نيران المسلّحين في تعز المحاصرة وغيرها من المدن».

وقال «من أجل تحقيق السلام قدّمنا التنازلات تباعاً حقناً للدماء وانطلاقاً من مسؤولياتنا الوطنية تجاه أبناء وطننا كافة، وللأسف لم يعرها المسلّحون اهتماماً طوال الفترة الماضية وفي محطّات السلام المختلفة».

من جانبه عبّر المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد عن دعمه الدائم للمسار السلمي وصولاً إلى تحقيق السلام الذي يستحقه الشعب اليمني، مشيداً بجهود الرئيس اليمني المخلصة نحو السلام الحقيقي والصادق الذي يحقن الدماء ويخفّف المعاناة على الشعب اليمني، وقال «هذا ما نلمسه منكم على الدوام».

في السياق ذاته وجّه رئيس «المجلس السياسي الأعلى» صالح الصمّاد الأجهزة القضائية والأمنية باستكمال الإجراءات القانونية للعفو «بشكل عاجل واستثنائي» عن الصحفي يحيى عبد الرقيب الجبيحي المحكوم عليه بالإعدام بتهمة التجسّس والتعاون مع التحالف العربي بقيادة السعودية.

ودعا الصمّاد في كلمة له بميدان السبعين أمس إلى سرعة استكمال إجراءات العفو عن الجبيحي الذي صدر بحقه حكم قضائي مؤخّراً بالأدلة والاعتراف تقديراً لوضعه الصحي .

كما وجّه بالإفراج عن كل الصحفيين الذين تم التحفّظ عليهم مؤخّراً بعد التفاهمات مع حزب «المؤتمر الشعبي العام» الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، «إن وجدوا ومنحهم فرصة للتأكيد على استقامتهم لمرة واحدة». في ذات السياق نفت مؤسّسة موانئ البحر الأحمر اليمنية الأخبار «المضلّلة» التي تروّج بمنع دخول السفن لتفريغ حمولتها في ميناء الحديدة.

وقال مصدر مسؤول في المؤسسة أمس إن ميناء الحديدة يعمل بشكل طبيعي ولا صحة للتضليل الإعلامي حول منع دخول السفن لتفريغ حمولتها.

وأكد أن الميناء يدار بقيادة مدنية متخصّصة وممتثلة للمنظومة الدولية لأمن الموانئ «آي أس بي» «ISPS» وتخضع السفن المرتادة له لإجراءات رقابية من الأمم المتحدة يو أن في آي أم «UNVIM» وهو ميناء مدني وشريان حياة اليمنيين.

وأوضح المصدر أن الميناء يعمل وفق آلية لدخول السفن حسب وقت وتاريخ الوصول إلى الغاطس بدقة ومهنية عالية، وتعطى الأولوية للمواد الغذائية والإغاثية في الأرصفة التجارية ويتم استقبال الناقلات النفطية في الأرصفة المعدّة لاستقبال المشتقات النفطية.

وأشار إلى أن قوات التحالف تفرض تصاريح للسفن الداخلة إلى الميناء «في إجراء مخالف لقرارات الأمم المتحدة بهدف إيجاد بيئة طاردة للملاحة البحرية في الميناء، وعرقلة وتأخير دخول السفن ما يؤدّي إلى نقص كبير في وصول المواد الغذائية والدوائية والإغاثية ويزيد معاناة الشعب اليمني».

وطالب المصدر وسائل الإعلام «بتحرّي المصداقية واستقاء المعلومات من مصادرها الصحيحة، خاصةً في ظل الظروف الراهنة جرّاء استمرار الحرب والحصار الجائر منذ أكثر من 900 يوم».

ونظم الحوثيون عرضا حاشدا أمس بمناسبة مرور ثلاث سنوات على سيطرتهم على صنعاء مع تشديد لهجة خطابهم إزاء السعودية التي تقود تحالفاً عسكرياً في مواجهتهم منذ عام 2015.

ومنذ الصباح، تجمع مئات الآلاف في ميدان السبعين في وسط العاصمة وسط إجراءات أمنية مشددة، فيما حلقت طائرات التحالف العربي بقيادة فوق المدينة، بحسب ما أفاد مصور لوكالة فرانس برس.

ورفع عدد كبير من المشاركين في الاحتفالات أعلام اليمن، فيما أنشدت جوقة تضم رجالا بالملابس اليمنية البيضاء التقليدية أناشيد حماسية. وخطب عبد العزيز بن حبتور، رئيس حكومة «الإنقاذ الوطني» التي شكلها الحوثيون، في الحشد قائلا «من هذا الميدان المبارك سنحرر كافة أراضي اليمن». وندد حبتور بـ«احتلال مباشر» لبعض محافظات البلاد، مشددا «إننا لن نتنازل عن تحرير أرضنا».

وتمكن أنصار الله الأحد 21 سبتمبر 2014 في فترة الظهر، وعبر تحرك عسكري سريع بمساندة من مناصري الرئيس السابق علي عبدالله صالح، من اقتحام المباني الحكومية في صنعاء والسيطرة عليها دون معارك كبرى.

بعدها بخمسة أشهر، سيطر أنصار الله، على القصر الرئاسي في صنعاء وشكلوا مجلسا رئاسيا، وبعد شهر، اضطرت الحكومة والرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بهما دوليا إلى اللجوء إلى عدن في الجنوب وإعلانها عاصمة مؤقتة.

وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل قوات التحالف في مارس 2015 بعدما تمكن أنصار الله من السيطرة على مناطق واسعة ، وهم باتوا يسيطرون على القسم الأكبر من محافظة تعز، ولكن ليس على كامل مدينة تعز التي تسيطر القوات التابعة للحكومة اليمنية على القسم الأكبر منها.

ومنذ ذلك التاريخ، تدور معارك وغارات جوية قاتلة ومدمرة في اليمن المنقسم تقريباً إلى شطرين، إذ يسيطر الحوثيون وحلفاؤهم على الشمال والقوات الموالية للحكومة مدعومة بالتحالف العربي على الجنوب.

في 14سبتمبر، هدد زعيم أنصار الله عبد الملك بدر الدين الحوثي (38 عاما) بإطلاق صواريخ على الإمارات وشن هجمات بحرية على منشآت وناقلات نفطية سعودية، مؤكدا أنه لمس «بوادر تصعيد عسكري جديد» ضد حركته ، ويطلق أنصار الله باستمرار صواريخ باتجاه الأراضي السعودية.

ومنذ تدخل التحالف العسكري بقيادة السعودية، قتل في النزاع اليمني أكثر من 8500 شخص بينهم 1500 طفل على الأقل قضوا في عمليات قصف وغارات جوية أوقعت كذلك حوالي 49 ألف جريح، بحسب أرقام الأمم المتحدة التي تؤكد أن اليمن يواجه «اخطر أزمة إنسانية في العالم».

وتقول ابريل لونغلي أليه من مجموعة الأزمات الدولية «يصعب التكهن» بما اذا كان الحلف سيستمر بين الحوثيين وصالح، ولكنهم «قادرون في سياق الحرب على الأرجح على تأجيل خلافاتهم في مواجهة أعدائهم المشتركين»، على المدى المتوسط على الأقل ، ومنذ ثلاث سنوات، فشلت كل المساعي الرامية إلى وقف إطلاق النار.

وتضيف الخبيرة «في الوقت الحالي، وصلت الجهود الأممية الى طريق مسدود، ومما لا شك فيه أن المستفيدين الوحيدين» هم تنظيم القاعدة المنتشر في الجنوب و«مجموعة صغيرة من أمراء الحرب».

في هذه الأثناء، يدفع المدنيون ثمنا باهظا للحرب لا سيما الأطفال الذين يسقطون ضحايا «عمليات القصف العشوائية» وفق الأمم المتحدة، سواء تلك التي ينفذها معسكر الحوثيين وصالح أم طائرات التحالف العربي التي ارتكبت «أخطاء عدة» خلفت أعدادا كبيرة من الضحايا.

وتقول مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن أكثر من 110 مدنيين يقتلون أو يجرحون كل أسبوع في اليمن.

ويعاني أكثر من 17 مليون يمني من انعدام الأمن الغذائي، فيما بعض المناطق باتت على شفير المجاعة.

وخلف وباء الكوليرا أكثر من ألفي ضحية منذ أبريل، فيما تخشى اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن يرتفع عدد الإصابات به إلى 850 ألفا بنهاية السنة.

وصنعاء هي العاصمة العربية الوحيدة التي تسيطر عليها حركة مسلحة فيما يبقى مطارها مغلقا بسبب الحظر الذي يفرضه التحالف العربي.