1114954
1114954
العرب والعالم

محتجون يحاولون منع شحنة مساعدات من الوصول إلى مسلمي الروهينجا في راخين

21 سبتمبر 2017
21 سبتمبر 2017

بريطانيا تعلق برنامج تدريب عسكري لـ ميانمار على خلفية الأزمة -

سيتوي (ميانمار)-(رويترز):حاول مئات البوذيين في ميانمار منع شحنة مساعدات من الوصول إلى المسلمين في ولاية راخين حيث تتهم الأمم المتحدة الجيش بالتطهير العرقي.وقال شاهد إن محتجين ألقوا قنابل حارقة بعد أن فرقتهم الشرطة بإطلاق النار في الهواء.

والاحتجاج دليل على عداء ديني متزايد يهدد بعرقلة توصيل الإمدادات الحيوية ويجيء بعد أن دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء سريع للعنف الذي أثار مخاوف بشأن تحول ميانمار من الحكم العسكري. وكانت شحنة المساعدات، التي تنظمها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في طريقها إلى شمال الولاية، حيث شن متمردون هجمات يوم 25 أغسطس على معسكر للجيش مما دفع الجيش إلى شن عملية.وتقول الحكومة إن أكثر من 400 شخص، غالبيتهم من المتمردين، قتلوا منذ ذلك الوقت.

ويقول مراقبون لحقوق الإنسان وفارون من الروهينجا إن الجيش شن حملة بهدف طرد السكان المسلمين وحرق قراهم.وترفض ميانمار هذا الاتهام وتقول إن قواتها تتصدى لمتمردي جماعة جيش إنقاذ الروهينجا في أراكان، التي تتهمها الحكومة بإضرام النيران ومهاجمة المدنيين.

من جانبه دعا قائد الجيش في ميانمار أمس النازحين جراء أعمال العنف في ولاية راخين للعودة إلى منازلهم وإعادة بناء قراهم من دون أن يتطرق إلى 422 ألفا من جماعات الروهينجا المسلمة الذين فروا إلى بنجلاديش هربا من العمليات العسكرية التي شنها جيشه.

وقال الجنرال مين أونج هلينج في خطاب مهم بشأن خططه لولاية راخين في أول زيارة له إلى المنطقة منذ اندلاع الصراع إن الجيش تعامل مع الوضع بأفضل ما يمكن بعد موجة من الهجمات المنسقة لمسلمي الروهينجا في 25 أغسطس الماضي.

وقالت الأمم المتحدة إن ردة فعل الجيش على هجمات المتمردين هو تطهير عرقي يهدف إلى طرد الروهينجا خارج البلاد ذات الأغلبية البوذية.

ونفت ميانمار هذه الاتهامات وقالت إن قواتها شنت حملة مشروعة على مسلمين هاجموا وأحرقوا قرى للبوذيين وغير المسلمين مشيرة إلى أن حوالي 30 ألفا من أهالي هذه القرى نزحوا عن مناطقهم.

ولم يتطرق قائد الجيش إلى التطهير العرقي في خطابه أمام تجار ومسؤولين وعدد من النازحين في مدينة سيتوي عاصمة ولاية راخين. وقال «فيما يتعلق بإعادة تأهيل قرى المجموعات العرقية المحلية، يتعين أولا على أفراد هذه المجموعات العودة إلى منازلهم». والمجموعات العرقية المحلية هي تعبير يستخدمه المسؤولون المحليون في ميانمار للإشارة إلى أفراد الجماعات العرقية الأصلية المعترف بها رسميا والذين يمثلون جزءا من التنوع في ميانمار.ولا تعترف ميانمار بالروهينجا بأنهم مجموعة عرقية محلية بل تعتبرهم مهاجرين غير شرعيين لا يستحقون جنسيتها.وقال مين أونج هلينج «المهم هو أن يكون لشعبنا وجود في المنطقة من الضروري أن نسيطر على المنطقة عبر مجموعاتنا العرقية المحلية». وأضاف «لا يمكننا أن نفعل شيئا من دون أشخاص ينتمون لمجموعاتنا العرقية هذا هو مكانهم الذي يستحقونه».ولم يتطرق قائد الجيش إلى عودة الروهينجا إلى قراهم في شمال الولاية والتي بات نصفها تقريبا مهجورا أو محروقا.

وأثارت الأزمة استنكارا دوليا ودعوات من الأمم المتحدة ومن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف أعمال العنف ودعم الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى حل طويل الأمد لجماعات الروهينجا.

وقالت زعيمة ميانمار أونج سان سو كي في أول خطاب لها للشعب بشأن الأزمة إن ميانمار مستعدة لبدء عملية التثبت من هويات اللاجئين تمهيدا لإعادتهم بموجب اتفاقية عام 1993 مع بنجلاديش.وقالت «اللاجئون من هذه الدولة سيتم قبولهم من دون أي مشكلة». ومن جهته لم يأت مين أونج هلينج على ذكر عودة اللاجئين من بنجلاديش.

على صعيد آخر استدعت ميانمار المتدربين العسكريين الذين تم إرسالهم إلى بريطانيا، بعد أن علقت لندن برنامجها التدريبي لجنود ميانمار في أعقاب موجة العنف الجماعية ضد مسلمي الروهينجا. وفي بيان نشر في وقت متأخر مساء أمس الأول قال الجيش إنه «لن يرسل أبدا أي متدربين لبريطانيا، بما في ذلك المتدربون المتفق عليهم بشكل مسبق». وركز البرنامج التدريبي البريطاني لجنود ميانمار، الذي بدأ في عام 2015، على التدريب وحقوق الإنسان والقانون الدولي، لكن رئيسة الوزراء تيريزا ماي أعلنت أنه سيتوقف إلى حين التوصل إلى «حل مقبول» للأزمة.

وفر أكثر من 400 ألف من مسلمي الروهينجا من ميانمار منذ 25 أغسطس الماضي ضمن موجة نزوح جماعي قالت الأمم المتحدة إنها ترقى إلى «التطهير العرقي». وألقى اللاجئون باللوم على الجيش وجماعات محلية من البوذيين في أعمال حرق عمد لمنازلهم وقتل.وذكر بيان الجيش أن خمسة جنود من ميانمار موجودين حاليا في المملكة المتحدة وصلوا إلى سفارة ميانمار في لندن أمس الأول.