إشراقات

صورة النبي محمد في مدائح أبي مسلم البهلاني

21 سبتمبر 2017
21 سبتمبر 2017

من الشعر العماني -

غوث الوجود أغثني ضاق مصطبري

سر الوجود استلمني من يد الخطر

نور الوجود تداركني فقد عميت

بصيرتي في ظلام العين والاثر

روح الوجود حياتي إنها ذهبت

من جهلها بين سمع الكون والبصر

روح الوجود دهى الكرب العظيم وفي

أنفاس روحك روح المحرج الحصر

أنس الوجود قد استوحشت من زللي

وأنت انسي في وردي وفي صدري

أمن الوجود أجرني من مخاوف ما

أحرزت نفسي منها في حمى الحذر

عين الوجــــود بعــــز الله أنت لها

فــــواقر درســــت أعيانهــــا أثري

وجهت نحو رسول الله نازلتي

وقلت يا نفس حم النصر فانتظري

أمنية الفوز منه غير خائبة

ومطمع النجح منه غير منحسر

ونائل الخير منه غير منقطع

وفائض البر منه غير منحصر

بسطت كفي إلى فياض رحمته

على يقين بدرك السؤل والظفر

وقمت ألهج والآمال صادقة

يا عصمتي يا حبيب الله يا وزري

حقيقة الصبر أستعطي الثواب بها

والفقر يلزمني ما عز مقتدري

ولست أعذر هذا الدهر في شظف

ما دام فضــــلك عندي غير معتذر

ولا أريدك بالأيــــام تبصرة

لأنت أبصر بالدنيا من البصر

أنت الحياة التي نفس البقاء بها

بل أنت مكنون سر الله في البشر

مولاي من كنت في الأزمات ناصره

فليس يغلبه شيء سوى القدر

تلقني في مهاوي حوبتي فلقد

أوقعت نفسي ببعدي عنك في الخطر

يا مصطفى الله يا مختار نظرته

يا أصل ما أظهر الابداع من فطر

يا رحمة الله يا مبعوث رأفته

يا مظهر اللطف في الأرواح والصور

يا أول الكل بعد الله مبتدعا

وأول الكل عند الله في الخطر

يا آخر الرسل لا تأخير مرتبة

وإنما السر مطوي عن الفكر

يا ظاهرا بكمالات الظهــــور على

كل الظواهر في سلطان مقتهر

يا باطنا لم تفته الباطنات ولم

يدرك مقاماته علم من الفطر

أنوار حبك في قلبي قد انطبعت

جبلة كانطباع الشمس في القمر

ما زال حبك في روحي يخامرها

حتى تجردت عن عيني وعن أثري

ما للمحبة مقدار إذا اقتصرت

الحــــق حبـــــك حب غير مقتصر

تجردا من هنات كلها حجب

لا وصل، والحب محجوب بذي الستر

أدعوك خلف حجاب الكون منبسطا

في بسط حبك لم أخلص من الأثر

ذهلت عن كل شيء مذ علقت به

فــــلا أفرق بيــــن الصفو والكدر

لا أحسب الــــروح إلا أنها خلقــــت

من الهوى فاختفت عن عالم الصور

فلا علاج لها من أصل فطرتها

إذا أصيبت بسهم الحب عن قدر

وجدت روحي صريعا في مصارعه

يا حب لا تبق من روحي ولا تذر

نار المحبة نــــار لا يقــــام لهــــا

لواحــــة، قسمــــا بالحب، للبشر

طارحت أهل الهوى حتى بليت به

ففقتهم ومشوا خلفي على أثري

لا يصدق الحب إلا من يموت به

ما للهوى دون حسو الموت من قدر

وليتها موتة في الحب موصلة

بوصلة من حبيب الله في العمر

ولست في الحب من نفسي على ثقة

من نصبها للهوى طورا على وطر

إن كان حبي معلولا فأنت لها

أدرك عليلك قبل الأخذ في الخطر

بقدس نورك أستشفي وقد ضنيت

نــــفسي بآفات هذا العالم القذر

وأنت طب بصير قد بعثت بما

يشفي العضال؛ فأنقذني من الضرر

فدا لك الكون لا أسلو بزهرته

عن فرط حبك يا من حبه وزري

يهدي إلى الله لا تثنيه كارثة

عن أمره من غمــــوم الأزمة النكر

يدعو إلى الله فردا في عــــوالمه

بعــــزم مضطلــــع لله مصــــطبر

أتى على فترة والدين مشترك

بين الكواكب والأملاك والحجر

فقام لله لا يــــألو مجاهــــدة

فــــيه حنيفــــا على السراء والضــــرر