1114266
1114266
العرب والعالم

عباس :استمرار الاحتلال وصمة عار في جبين إسرائيل والمجتمع الدولي

20 سبتمبر 2017
20 سبتمبر 2017

وزارة الخارجية الفلسطينية تدين خطاب نتانياهو -

نيويورك - رام الله- عمان - وكالات- شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس ، على أن «استمرار الاحتلال يعتبر وصمة عار في جبين دولة إسرائيل أولاً، وفي جبين المجتمع الدولي ثانياً».

وقال عباس: 24 عاما مضت على توقيع اتفاق أوسلو الانتقالي الذي حدد إنهاء الاحتلال الإسرائيلي بعد خمس سنوات، ومنح الفلسطينيين الأمل في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فأين نحن اليوم من هذا الأمل؟.

وأضاف: لقد اعترفنا بدولة إسرائيل على حدود عام 1967، لكن استمرار رفض الحكومة الإسرائيلية الاعتراف بهذه الحدود يجعل من الاعتراف المتبادل الذي وقعناه في أوسلو عام 1993 موضع تساؤل.

وأردف : مُنذ خطابي أمام جمعيتكم الموقرة في العام الماضي، والذي طالبت فيه بأن يكون عام 2017 هو عام إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، واصلت الحكومة الإسرائيلية بناء المستعمرات على أرض دولتنا المحتلة، منتهكة المواثيق والقرارات الدولية ذات العلاقة بالقضية الفلسطينية، كما واصلت تنكرها وبشكل صارخ لحل الدولتين، ولجأت إلى سياسات وأساليب المماطلة وخلق الذرائع للتهرب من مسؤولياتها بإنهاء احتلالها لأرض دولة فلسطين، وبدلا من أن تركز على الأسباب وعلى ضرورة معالجة المشكلة من جذورها، أخذت تسعى لحرف الانتباه الدولي إلى مسائل جانبية أفرزتها سياساتها الاستعمارية، فعندما نُطالبها ويطالبها المجتمع الدولي بإنهاء احتلالها لأرض دولتنا، تتهرب من ذلك وتتذرع بادعاءات التحريض، وبعدم وجود شريك فلسطيني، أو طرح شروط تعجيزية، وهي تُدرك كما تدركون جميعا، أن الحاضنة الطبيعـــــــية للتحــــريض، ولأعمال العنف هـــــو الاحتلال الإسرائيلي العسكري لأرضنا الذي جاوز اليوم نصف قرن من الزمان.

وفي وقت سابق قال عباس إن اجتماعه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو شهادة على جدية الرئيس الأمريكي بشأن إبرام اتفاق سلام في الشرق الأوسط قريبا. ووجه عباس الشكر لترامب لاستقباله في اجتماع على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وقال عباس : «إن دل هذا على شيء فإنما يدل على جدية فخامة الرئيس أنه سيأتي بصفقة العصر في الشرق الأوسط خلال العام أو خلال الأيام القادمة إن شاء الله». من جهته حض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الفلسطينيين في خطاب له امام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأول على «الاتحاد»، وان يكونوا مستعدين «لقبول التعايش» بسلام مع الإسرائيليين».

وقال السيسي في الخطاب الذي جاء بعد يوم على لقائه الأول مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، ان اتفاق سلام اسرائيلي فلسطيني هو «الشرط الضروري للانتقال بالمنطقة كلها إلى مرحلة الاستقرار».

وخرج السيسي عن خطابه المعد ليتوجه الى الفلسطينيين بالقول انه من المهم «الاتحاد خلف الهدف وعدم الاختلاف وعدم إضاعة الفرصة والاستعداد لقبول التعايش مع الآخر مع الإسرائيليين في أمان وسلام».

كما توجه السيسي بنداء مشابه الى الاسرائيليين وقال «لدينا في مصر تجربة رائعة وعظيمة في السلام معكم منذ أكثر من 40 سنة ويمكن أن نكرر هذه التجربة وهذه الخطوة الرائعة مرة أخرى ، وأقول أمن وسلامة المواطن الإسرائيلي جنبا إلى جنب مع أمن وسلامة المواطن الفلسطيني».

وقال السيسي «إن إغلاق هذا الملف من خلال تسوية عادلة تقوم على الأسس والمرجعيات الدولية وتنشئ الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية، هو الشرط الضروري للانتقال بالمنطقة كلها إلى مرحلة الاستقرار والتنمية».

وأكد ان «تحقيق السلام من شأنه أن ينزع عن الارهاب إحدى الذرائع الرئيسية التي طالما استغلها كي يبرر تفشيه في المنطقة».

كما وتوجه الى الرئيس الأمريكي بالقول «لدينا فرصة لكتابة صفحة جديدة في تاريخ الإنسانية من أجل تحقيق السلام في هذه المنطقة». ووجه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني نداء أيضا إلى الفلسطينيين خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قائلا «أجدد مناشدتي للأشقاء الفلسطينيين لإتمام المصالحة الوطنية وتوحيد المواقف والكلمة في مواجهة الأخطار والتحديات المحدقة بالقضية الفلسطينية ومستقبل الشعب الفلسطيني».

الى ذلك ، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس، ووصفته بـ«المهاترات» و«التضليلي». وقالت الوزارة في بيان أمس، إن «مهاترات نتانياهو أصبحت ممجوجة، خاصة تفاخره باحتلال القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين».

وأضافت إن الخطاب «يعكس نوايا خبيثة ومبيتة تجاه السلام والمفاوضات، ولا يساعد على خلق مناخات وأجواء ايجابية لإطلاق المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي». وتابع البيان:« للتغطية على ممارساته الهادفة إلى إفشال الجهود الأميركية والدولية لاستئناف المفاوضات، تحدث نتانياهو عن التزام إسرائيل بتحقيق السلام مع جميع جيرانها بمن فيهم الفلسطينيون». وألقى نتانياهو أمس الأول خطاباً أمام الجمعية العامة بالأمم المتحدة، في جلستها المنعقدة بنيويورك، ضمن أعمال الدورة الـ72 للجمعية.

من جهته، علق تيسير خالد،عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية على تجاهل الرئيس الامريكي دونالد ترامب للاحتلال والقضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني - الاسرائيلي وحقوق الشعب الفلسطيني ومعاناته اليومية بأنه كان متوقعا ومتفقا عليه بين الإدارة الأمريكية وحكومة اسرائيل، بعد ان جرى تثبيت ذلك وتنسيق المواقف في اللقاء، الذي جمع الرئيس الأمريكي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك قبل الخطاب بيوم واحد . وأضاف خالد في بيان صحفي وصل«عُمان» نسخة منه، أمس الاربعاء،أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو كان اكثر رؤساء الوفود المشاركة في الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة سعادة بخطاب الرئيس الأمريكي الى الدرجة التي وصف فيها الخطاب في حسابه على (تويتر)، حتى قبل ان يغادر الرئيس ترامب قاعة الجمعية العامة قائلا إنه لم يسمع خطابا اكثر شجاعة على مدى اكثر من ثلاثين عاما على معرفته بالأمم المتحدة، الأمر الذي شجعه بطبيعة الحال على ركوب الموجة ومخاطبة الأمم المتحدة بنفس اللغة الامبريالية المتغطرسة، التي اتسم بها خطاب الرئيس الأمريكي ، وبطريقة تبعث على السخرية من الاستعارات التوراتية، التي استخدمها للتعبير عن ارتباطه التاريخي المزعوم بهذه البلاد استنادا الى الأساطير وأقوال العرافين وتنكره لوجود الشعب الفلسطيني الممتد عبر التاريخ الطويل ولحقوقه الوطنية .

وأكد خالد ان تجاهل الرئيس دونالد ترامب للاحتلال والقضية الفلسطينية في خطابه في الامم المتحدة تزامن مع كلمة مبعوثه جيسون غرينبلات الى الشرق الأوسط ووسيطه لتسوية الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي أمام لجنة تنسيق مساعدات الدول المانحة في نيويورك، والتي دعا فيها جميع الاطراف لوقف رصد الحالة في غزة والبدء في تغيير الوضع في القطاع بعزل حركة ( حماس ) في إشارة واضحة الى الرغبة في تخريب جهود المصالحة،التي تقودها جمهورية مصر العربية، والتي أفضت الى قرار حل اللجنة الادارية في القطاع وتمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة صلاحياتها ومسؤولياتها، وما يعنيه ذلك من تواطؤ أمريكي بالغ الخطورة مع السياسة العدوانية الاستيطانية التوسعية المعادية للسلام، التي تسير عليها حكومة اسرائيل .

وندد تيسير خالد بسياسة الادارة الامريكية ودعا الى موقف فلسطيني واضح وصريح من ما وصفه الدور التخريبي، التي تقوم به هذه الادارة في المنطقة ومن الانحياز الأعمى لسياسة حكومة المستوطنين في تل أبيب والى التحرر من الرعاية الامريكية لجهود التسوية السياسية وما يسمى عملية السلام وتدويل ملف الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي من خلال مؤتمر دولي ينعقد برعاية الأمم المتحدة وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة كأساس وحيد لتسوية سياسية شاملة ومتوازنة لهذا الصراع توفر الأمن والاستقرار لجميع شعوب ودول المنطقة، بما فيها دولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وفقا لقرار الجمعية العامة رقم 19/‏‏67 لعام 2012 ، وتصون في الوقت نفسه حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى ديارهم، التي هجروا منها بالقوة العسكرية الغاشمة .