1114183
1114183
العرب والعالم

«قوات سوريا الديمقراطية» تسيطر على 90% من مدينة الرقة

20 سبتمبر 2017
20 سبتمبر 2017

الجيش يفتح ممرات إنسانية في دير الزور -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات -

تقترب قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على كامل مدينة الرقة، أبرز معاقل تنظيم (داعش) في سوريا، بعد بلوغ هجومها «المراحل النهائية» وطردها المتطرفين من تسعين في المائة من المدينة.

وفي إطار هجوم مستمر منذ نحو أربعة أشهر في المدينة الواقعة في شمال سوريا، يبدو التنظيم المتطرف عاجزا عن الدفاع عن معقله والتصدي للضربات الجوية الكثيفة التي ينفذها التحالف الدولي بقيادة أمريكية دعماً لعمليات قوات سوريا الديمقراطية المؤلفة من فصائل كردية وعربية.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أمس «نتيجة الضربات الجوية المكثفة للتحالف الدولي، انسحب تنظيم داعش خلال 48 ساعة من خمسة أحياء على الأقل في المدينة لتصبح تسعين في المائة من مساحة المدينة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية». وتقع هذه الأحياء في شمال المدينة، فيما «تقهقر من تبقى من عناصر تنظيم (داعش) إلى حي الأمين» وهو حي كبير في وسط المدينة، بالإضافة الى «المجمع الحكومي وبعض المباني التي كانت مقرات رسمية قبل سيطرة التنظيم على المدينة».

وبحسب عبد الرحمن، «يتحصن من تبقى من عناصر التنظيم في هذه الابنية التي تضم ملاجئ أو داخل أنفاق حفروها أو في الطابق الأرضي من ملعب لكرة القدم حوله التنظيم الى سجن». وأفادت قيادة قوات سوريا الديمقراطية في بيان موقع باسم غرفة عمليات «غضب الفرات» أنها بدأت في الأيام الخمسة الأخيرة «حملة مباغتة استهدفت تحصينات مرتزقة داعش في الجبهة الشمالية للمدينة»، مشيرة الى أن الهجوم أفقد مقاتلي التنظيم «مبادرة المناورة وبعثر قواهم». وقالت إنها باتت في «المراحل النهائية لحملة غضب الفرات التي شارفت على النهاية».

وبحسب عبد الرحــــمن، «بعد مقتل المئات من عناصره خـــــلال الأسابيع الفائتة، لم يعد التنظــــيم قادراً على الصمود لفترة أطول في مدينة الرقة نتيجة بدء نفاد مخزونه من المعدات العسكرية والأسلحة والنقص المتزايد في المواد الغذائية المخزنة لدى التنظيم».

ولم يعد التنظيم، وفق المرصد، وتحت كثافة الضربات الجوية «قادراً على إسعاف جرحاه أو تأمين الطعام». وأكدت الناطقة الرسمية باسم حملة «غضب الفرات» جيهان شيخ احمد لفرانس برس أن «الحملة مستمرة وستتواصل حتى تحقيق الأهداف».

وبحسب عبد الرحمن، فإن السيطرة على الأحياء المتبقية لن تكون سهلة، نظراً الى «صعوبة التقدم واتمام عمليات تمشيط الأحياء المتبقية جراء كثافة الألغام التي زرعها داعش».

وأجبرت المعارك في الرقة وريفها خلال أشهر، عشرات آلاف المدنيين على الفرار. كما قتل المئات جراء غارات التحالف الدولي. وتتضارب التقديرات حيال عدد المدنيين المتبقين داخل المدينة وتحاصرهم المعارك. وتحدثت الأمم المتحدة في اخر تقديراتها عن وجود نحو 25 ألف شخص فيما يقول عبد الرحمن انه لا يمكن تحديد عدد دقيق مع فرار الآلاف من المدنيين من المعارك.

وذكرت قيادة قوات سوريا الديمقراطية في بيانها أن وحداتها تمكنت خلال الأيام الخمسة الأخيرة من «تحرير مئات العوائل من المدنيين وإجلائهم إلى المناطق الآمنة».

وأفاد مصدر عسكري أن وحدات من الجيش السوري، نفذت وحدات وبإسناد جوي عمليات مكثفة على تجمعات تنظيم (داعش) في الريف الغربي لمدينة دير الزور تقدمت خلالها على المحور الغربي وسيطرت على عدد من القرى والمزارع في محيط بلدة التبني، وقامت وحدات الهندسة بتمشيط القرى والمزارع وإزالة الألغام والمفخخات، وأن الأعمال القتالية متواصلة على باقي الجبهات في غالبية مناطق المدينة وأنها ستكون جميعها تحت سيطرة الجيش السوري وحلفائه الذين استهدفوا بقصف مدفعي دقيق مجموعة لتنظيم داعش في منطقة حويجة صكر شمال مطار دير الزور العسكري وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.

وقام الجيش السوري أمس بفتح ممرات إنسانية في دير الزور لتسهيل مغادرة المدنيين من مناطق انتشار تنظيم (داعش).

وأفادت وكالة (سانا) الرسمية أن المحافظة اتخذت جميع الترتيبات والإجراءات لتأمين إقامة المواطنين الذين يخرجون من مناطق انتشار تنظيم «داعش» وتقديم جميع المساعدات والاحتياجات الأساسية اللازمة لهم. ودعت المحافظة جميع أبناء دير الزور الذين لا يزالون يقيمون في المناطق التي ينتشر فيها تنظيم «داعش» إلى التوجه لأقرب نقطة تواجد للجيش السوري كي «يصلوا إلى بر الأمان والطمأنينة».

وأشارت (سانا) إلى أن وحدة من الجيش أمّنت أمس الأول، وصول 21 مدنيا بينهم أطفال ونساء إلى مدينة دير الزور حيث قامت المحافظة باستقبالهم وتقديم المساعدات اللازمة لهم.

وفي ريف حماة استهدف الطيران الحربي تحصينات المسلحين في اللطامنة الشمالي، كما استهدف تجمعاً لميليشيا «الحزب التركستاني» في محيط معان بصاروخٍ موجه مما أدى لمقتل وجرح عدد من المسلحين، وتم الإعلان عن مقتل المسؤول العسكري في «هيئة تحرير الشام» المدعو «ماهر علو أبو العباس»، في اشتباكات مع الجيش السوري بريف حماه الشمالي .

وحسب مصادر أهلية في ريف ادلب فقد استهدف الطيران الحربي منزل «حسام سلامة» في جرجناز القيادي في ميليشيا «احرار الشام» دون معرفة مصيره حتى اللحظة .

كما استهدف الطيران الحربي مقراً تابعا لميليشيا «ألوية صقور الشام» في سرجة والتابع للقيادي «ابو عيسى» بريف ادلب مما أدى لوقوع قتلى وجرحى في صفوف المسلحين.

وفي شرق العاصمة تتواصل المعارك العنيفة بين الجيش السوري وتنظيم «جبهة النصرة» في محور جوبرعين ترما وسط تمهيد مدفعي وصاروخي ينفذه الجيش ويستهدف مواقعهم بسلاح الصواريخ .

وأفادت وكالة «نوفوستي» بأن جماعات مسلحة سورية، وافقت على تسليم معبر «نصيب» على الحدود السورية الأردنية للجيش السوري، مقابل الإفراج عن 100 من الأسرى والمعتقلين في السجون السورية.

ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع في دمشق،«بعد إنشاء مناطق تخفيض التوتر في جنوب البلاد واستقرار الوضع، كثفت الحكومة السورية ومركز المصالحة الروسي، المباحثات مع المجموعات المسلحة لفتح الطريق من خربة الغزال إلى معبر نصيب، وإعادة سيطرة الحكومة على المعبر الحدودي».

وتابع المصدر أن مركز المصالحة الروسي يقوم بمهمة جمع ممثلين عن دمشق والمعارضة المسلحة، للتوصل إلى توافق في الآراء والاتفاق حول المعبر.

وأوضح المصدر لنوفوستي أن السلطات الأردنية مارست ضغطا على المسلحين، وسط اهتمام الجانب الأردني بعودة التجارة بين البلدين، إذ بلغت خسارة عمان بسبب سيطرة المسلحين على الطريق التجاري أكثر من 800 مليون دولار سنويا. وقالت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، إن عدداً من اللاجئين السوريين في بلدة عرسال اللبنانية الحدودية، يواجهون ضغوطاً للعودة إلى بلدهم.

وأوضحت المنظمة في تقرير نشرته على موقعها الرسمي، أن «العديد من اللاجئين في عرسال، التي أُخرجت منها مؤخرا الجماعات المسلحة، يواجهون ضغوطا للعودة إلى سوريا».

وبينت المنظمة أن بعضهم عاد بالفعل إلى سوريا بسبب الظروف القاسية في عرسال، في حين لا يملك العديد من اللاجئين الذين ما زالوا في عرسال لديهم وثائق إقامة قانونية، بالإضافة إلى وجود قيود على حرية تنقلهم، وخوفهم من الاعتقالات العشوائية على ما يبدو خلال أي مداهمة للجيش.