العرب والعالم

وزير الداخلية الألماني يدعو جميع الألمان للتصويت في الانتخابات التشريعية الأحد المقبل

20 سبتمبر 2017
20 سبتمبر 2017

برلين -(د ب أ):عارض وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير رئيس مكتب المستشارية بيتر ألتماير، داعيا كافة المواطنين الألمان إلى التصويت في الانتخابات التشريعية المقررة الأحد المقبل أيا كان اختيارهم.

وقال دي ميزير أمس ردا على سؤال حول ما إذا كان من الأفضل عدم الذهاب إلى الانتخابات بدلا من التصويت لصالح حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني الشعبوي: «لا، على كل فرد استخدام حقه الانتخابي والذهاب إلى الانتخابات». وكان ألتماير دعا أمس الأول المواطنين غير الراضين عن الوضع السياسي الحالي لألمانيا إلى التخلي عن إدلاء بأصواتهم في الانتخابات بدلا من انتخاب حزب «البديل من أجل ألمانيا». وذكر ألتماير أنه من الأفضل «بالتأكيد» الامتناع عن المشاركة في الانتخابات، بدلا من الذهاب للتصويت لصالح «البديل الألماني». وقال ألتماير في مقابلة عبر الفيديو مع صحيفة «بيلد» الألمانية: «حزب البديل من أجل ألمانيا يقسم دولتنا.

إنه يستغل مخاوف وقلق المواطنين.

لذلك أعتقد أنه لا يمكن تبرير التصويت لصالح البديل الألماني». وأكد ألتماير أنه لا يدعو إلى عدم المشاركة في الانتخابات، وقال: «لكن الممتنعين عن الانتخاب يعبرون أيضا عن رأي». ومن جانبه، قال دي ميزير: «آمل ألا ينتخب الكثير من الألمان حزب البديل من أجل ألمانيا، لكن على أية حال يتعين على كل فرد الذهاب إلى الانتخابات إذا كان هناك من لا يستطيع حسم قراره على الإطلاق، فينبغي عليه في هذه الحالة إبطال صوته»، مضيفا أنه لا يوجد «في الحقيقة عذر لعدم الذهاب إلى الانتخابات». تجدر الإشارة إلى أن دي ميزير وألتماير ينتميان إلى الحزب المسيحي الديمقراطي، الذي تتزعمه المستشارة أنجيلا ميركل.

واتهم حزب «البديل من أجل المانيا» ألتماير بانتهاج أسلوب غير ديمقراطي من خلال محاولة توجيه الناخبين إلى عدم انتخاب الحزب.

وقال ألكسندر جاولاند، كبير مرشحي حزب البديل، أمس منتقدا هذه الدعوة: «هؤلاء هم ديمقراطيون طيبون أصبح عضو بالحكومة يطالب بمقاطعة الانتخابات». تجدر الإشارة إلى أن شعبية حزب «البديل من أجل ألمانيا» تتراوح ما بين 8 و12% في آخر استطلاعات للرأي، ما ينبئ بإمكانية دخوله إلى البرلمان الألماني لأول مرة عقب الانتخابات المقبلة.

إلى ذلك كشف استطلاع للرأي أن غالبية الألمان يرون أنه يتعين على الحزب الاشتراكي الديمقراطي الانضمام إلى صفوف المعارضة حال مني بهزيمة واضحة في الانتخابات التشريعية المقررة الأحد المقبل. وأظهر الاستطلاع الذي نشرت نتائجه أمس أن 74% من الألمان يرون أنه لا ينبغي للحزب الدخول في ائتلاف حاكم مجددا مع التحالف المسيحي، المنتمية إليه المستشارة أنجيلا ميركل، حال حصل على نتائج متدنية في الانتخابات.

وفي المقابل، لم يعارض 19% من الألمان دخول الاشتراكيين الديمقراطيين في ائتلاف حاكم مع تحالف ميركل حتى في حال هزيمته في الانتخابات. كما أظهر الاستطلاع موقفا مماثلا من أنصار الحزب الاشتراكي الديمقراطي، حيث ذكر 71% منهم أنهم يعارضون مواصلة حزبهم فيما يعرف باسم (الائتلاف الحاكم الكبير) مع تحالف ميركل حال مني بهزيمة في الانتخابات. أجرى الاستطلاع معهد «سيفي» لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من صحيفة «فيلت» الألمانية.شارك في الاستطلاع الذي أجري خلال الفترة من 10 حتى 20 سبتمبر الجاري 5079 ألمانيا. من جانب آخر انتقد المستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر مشاركة الجيش الألماني في مهمة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في منطقة البلطيق المتاخمة للحدود الروسية.

وقال شرودر في تصريحات لمجلة «شتيرن» الألمانية المقرر صدورها اليوم إن انتشار جنود ألمان على الحدود الروسية يبعث بإشارة خاطئة تماما.

تجدر الإشارة إلى أن هناك حاليا نحو 450 جنديا ألمانيا في قاعدة «روكلا» العسكرية بليتوانيا، في إطار مهمة للناتو.

وحذر شرودر، الذي تربطه -بحسب بياناته- علاقة صداقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من تباعد في العلاقات بين ألمانيا وروسيا، موضحا أن الكثير من الروس يشعرون على خلفية الماضي المشترك بخيبة أمل إزاء الموقف الألماني من سياسة العقوبات، وقال: «أتنبأ بأنه لن يأتي رئيس روسي يقوم مجددا بفصل شبه جزيرة القرم عن روسيا». يذكر أن الناتو أرسل نحو ألف جندي في كل دولة من دول البلطيق الثلاثة وبولندا لردع روسيا عقب ضمها لشبه جزيرة القرم.

وتجري روسيا وبيلاروس خلال الأسبوع الحالي مناورة عسكرية كبيرة مشتركة «ساباد»، وهو ما أثار قلق أعضاء الناتو في البلطيق.

تجدر الإشارة إلى أن شرودر يتولى رئاسة لجنة المساهمين للشركة المستثمرة في خط أنابيب غاز (السيل الشمالي) «نورد ستريم» التابعة لمجموعة غازبروم الروسية، كما أنه يسعى إلى الانضمام إلى مجلس إدارة شركة النفط الروسية العملاقة «روزنيفت».وطالب شرودر بلاده بعدم وضع مصالح الولايات المتحدة نصب أعينها عندما يتعلق الأمر بالعلاقات مع روسيا، موضحا أن الولايات المتحدة لا تهتم بوجود روسيا قوية، «لكن أوروبا، وألمانيا على وجه الخصوص، لديها مصالح أخرى».