1108721
1108721
مرايا

نمارسه في مختلف الأوقات - الحديث مع النفس يساعدنا في التحكم بمشاعرنا واتخاذ القرارات

20 سبتمبر 2017
20 سبتمبر 2017

استطلاع- سارة الجراح -

أكدت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة ميشيجان الامريكية أن الحديث مع النفس كما لو كان الإنسان يتحدث مع شخص آخر يساعد على الحد من الإجهاد والضغط النفسي، وقالت الدراسة إن الحديث مع النفس يساعد على إدارة الجانب العاطفي والتحكم في المشاعر والانفعالات وبالتالي خفض حدة الإجهاد والضغط النفسي والعصبي.

وأشارت إلى أن الحديث مع النفس يعمل على انخفاض النشاط في قشرة الفص الجبهي الإنسي، وبالتالي تراجع وتيرة المشاعر والذكريات السلبية والضغط النفسي والعاطفي.

وقال ايثان كروس رئيس جامعة ميشيجان: إن ما هو مثير حقًا هنا هو أن بيانات الدماغ تشير إلى أن الحديث الذاتي كما لو كان الأمر مع شخص آخر قد يكون مجديًا نسبيًا لتنظيم

العاطفة. حول هذه الدراسة أجرينا هذا الاستطلاع وكان لنا السؤال التالي: هل انت من الأشخاص الذين يتحدثون مع انفسهم، ان كان الرد (بنعم) ما هو الشعور الذي تشعر به عند الحديث مع نفسك؟ وأي الحالات التي تتحدث فيها؟

عمر بن جمعة بن علي يقول: الحديث مع الذات هو مخاطبة الإنسان لنفسه ومخاطبة الإنسان لعقله الباطن، وهو شعور طبيعي يوجد عند كل إنسان في هذه الحياة ولكنه يتفاوت من شخص لآخر، ويمكن أن نقسم هذا الشعــور إلى جزأين هما: الخطاب الذاتي الصامت الذي يخاطب فيه الإنسان نفسه بصمت وتفكير دون اللجوء إلى الحديث أو التمتمة، والخطاب الذاتي المتحدث الذي يظهر فيه الشخص متحدثا مع نفسه بصوت مسموع وكأنه يخاطب شخص آخر بجانبه.

ولا شك بأن هذا الموضوع يلامس كل فرد يقرأ هذه السطور وينتابه نوع من الشعور الداخلي والخيال الواسع وترجع بـــــــه الذكريات إلى أحداث مضت وأحداث ستأتي ما زالت في أقدار الله، من البديهي أن نرى الحديث مع النفس هو أمر فطري طبيعي عند كــل إنسان ومن غير البديهي أن نرى غير ذلك، فالكثير منا بمنظوره يستشعر الحديث الذاتي هو تعبير عن حالة نفسية تلم بالإنسان نتيجـة أحداث ما اصطدمت بمشاعره وجعلته منطويا منعزلا مع نفسه معاتبا لها أو حزينا لأجلها، ويمكن أن يخرج من هذا الشعور إلى شعور آخـر هو بالإمكان أن يكون فرحا كذلك وسعيدا لنفسه وإنجازاته وانتصاراته، التعبير عن ذاتي مهما كان لون هذا التعبير فرح او حزن أو هزيمــــة او انتصار لا ضير ان حدثت به نفسي، ففي النفس الذاتية متسع للتعبير لا يحتمله ولا يعبر عنه غير نفسي فأطلق لها العنان دون إفراط.

وأضاف: ولو شاهدنا الأحداث التي تدور حولنا والصـــراعات الذي نواجهها كل يوم في العمل، في المنزل، في علاقتنا مع الأشخاص، بالإضافـــــــــة إلــــى التحديات التي يحاول كل فرد منا أن يتجاوزها، كفيلة بأن تحدث هذا الضجيج الداخلي الباطني داخل كل نفس بشرية، والفطن هنا هو من تمكن من نفسه وتغلب عليها، ونحى بها إلى ما هو إيجابي ومفيد، وهنا يكمن دور الحديث الذاتي في الوصول إلى اتخاذ القرار، نجد الكثير مــــن القرارات التي نتخذها هي عبارة عن حديث ومحاورة طويلة مع انفسنا، ومن بين هذه السطور أحكي لكم أن جميع ما وصلت إليه اليوم والتغيرات التي طرأت علي ذاتيا هي قرارات اتخذتها بيني وبين نفسي، وهذا إن دل فإنما يدل على أن الإنسان نتاج أفكاره، وإذا نظرنا إلى الجانب العلمي التطبيقي وآخر ما توصلت إليه الدراسات والبحوث حول حديث النفس لوجدنا تأكيد الكثير من الباحثين الدارسين لعــــــلم النفس ان حديث الإنسان مع نفسه سلوك شائع جدا ولا يعتبر ضربا من الجنون كما يظنه البعض، بل اعتبروه أمرا صحيا مفيدا.

حيث أشارت عالمة النفس SAPADIN LINDA «إن الكلام مع النفس هو شعور بعدم الوحدة، بل هو شعور يجعلك أذكى»، حديثك مع نفسك هــــــو احترام لذاتك وتقديرا لها، كما لو انك تتحدث مع شخص ذو مكانة مرمــــــوقة، لو التفتنــا قليــلا لواقعنـــا ووجهنا أنظارنا إلى ما هو كائن الآن، وطرحنــا الأسئلة التالية على ذواتنا، من يهتم للحظات فرحنا، حزننا، إنجازاتنا، أخطاؤنا، مشاعرنا؟ ...الخ ، ليس لك ومعـك إلا ذاتــــك، فقــــــف لهــــا احتراما وارفع لها القبعة وقل لها شكرا لك لأنك دائما بجانبي، فأكرم بنفسك وحافظ علــــيها واهتم لأجلها وأنأى بها بعيدا عن كل ما يكدرها ويعكر صفوها، بشرط أن تنتقي من الكلمات أجملها ومن المواقف أسعدها، واسرق من لحظات العمر اشدها فرحا والقي بها على نفسك إكراما له.

إرضاء النفس

كما تقول وسيلة بنت جميل السعدية: الحديث مع النفس هو رقي بالذات نفسها حيث يكون الحوار بين ما اقصده أنا وتجده نفسي، نتناقش فيه عن أهم الأمور الخاصة بذاتي، كوجهة نظري بالآخرين، غضبي من أحدهم وعلاقتي ببعضهم الآخر، فأتجاوز حاجزا كاد أن يودي بعلاقتي مع الآخرين فينتهي الأمر رمادا بيني وبين ذاتي، حيث تجد النفس وقتها وراحتها في تحليل الأمور، حيث هناك لا ندم ولا نقاش لا يحمد عقباه، نقاش ينتهي بإرضاء نفسي وأنا,

وكون هذا الحديث في نفس الدائرة فإنه دائما ما يبدأ بفكرة يدور حول موضوع معين وينتهي بقاعدة أحاور نفسي من خلالها معبرة عن كل ما يدور حولي عن كل المواقف التي تعرضت لها أنا او تعرض لها الآخرين، مما يزيد نفسي دافعية وقناعة وقلب أبيض قد يجد عذرا لخطيئة احدهم مما يفتح بصيرتي لأمور لا أعرفها وتجاهل معظمها.

أما سالم بن سعيد الحارثي فيوضح: نعم أنا من الأشخاص الذين يتحدثون مع أنفسهم وبكثرة، لأني اشعر بعدها بالراحة والإيجابية، والحديث مع النفس يساعدنا على تنظيم أنفسنا وأفكارنا، والاحتفاظ بالأشياء التي نبحث عنها في الذاكرة العاملة والوعي بذواتنا اكثر، وأحيانا يكون على هيئة أحلام إلا أنه غير مزعج أبداً لصاحبه، بل على العكس تماماً تجد هناك راحة وشعور بلحظات سعادة حين يسترسل الإنسان في هذه الأفكار، وكثير من الناس ينظرون على انه مرض نفسي أو أن الشخص مصاب بالجنون، لكنه وبالعكس تماماً فالأشخاص الذين يتحدثون مع أنفسهم أذكى بكثير من الأشخاص الآخرين ويخفف من وحدتهم وانعزالهم عن الناس.

الغضب والاستياء

كما توضح ميساء بنت علي العجمية قائلة: نعم أقوم بالحديث مع نفسي لكن في حالتين، الحالة الأولى عند استيائي وغضبي من أطفالي حتى اهدأ ولا أفجر غضبي في أطفالي، والحالة الثانية عندما أحاول إنجاز بعض مهام البيت وحتى لا أنسى شيئا هنا أو هناك، ابدأ بالحديث مع نفسي: ميساء.. ماذا تريدين بعد؟، لا تنسي، هل ضفتي هذا؟ و... و.. الخ.

زهرة بنت عبدالله بن علي تقول: نعم أتحدث مع نفسي حين أتضايق من شيء معين، وأفضفض كثيراً لأنني هنا فعلا اشعر بالراحة النفسية، وبالذات إذا كان حديثي مع نفسي يصحبه البكاء.

منى بنت محمد (ام محمد حمد) تقول: أتحدث مع نفسي بعد أن يدور سوء فهم بيني وبين أي شخص، ولم أعرف أن أرد على كلامه ساعتها، هنا ابدأ بالحديث مع نفسي وأقول ( يا ليت قلت له كذا وكذا ولم اسكت!)، وأظل أتحدث وأحدث وكأنني مع الشخص الذي أساء لي ولم أتمكن من الرد عليه ساعتها.