1113218
1113218
العرب والعالم

إعصار ماريا «يعيث خرابا» في جزيرة دومينيكا الكاريبية

19 سبتمبر 2017
19 سبتمبر 2017

خبير أرصاد ألماني يتوقع موسما نشطا للأعاصير  -

برلين - بوانت-أ-بيتر (فرنسا) - (د ب أ - أ ف ب): اجتاح الإعصار ماريا أمس جزيرة دومينيكا الواقعة في شرق البحر الكاريبي موقعا دمارا هائلا بحسب رئيس الحكومة، فيما ضربت الرياح والأمطار المرافقة للعاصفة القوية مناطق لا تزال تعاني من آثار الإعصار ايرما.

وفيما لزم المواطنون منازلهم ضرب الإعصار اليابسة مصحوبا برياح بسرعة 257 كلم بالساعة، بحسب مركز مراقبة الأعاصير الأمريكي.

وكتب رئيس حكومة دومينيكا روزفلت سكيرت على فيسبوك «خسرنا كل ما نملكه» مؤكدا تقارير أولية عن «دمار واسع».

وقال «أخشى أن نستيقظ في الصباح على أخبار عن إصابات جسدية خطيرة ووفيات محتملة نتيجة سيول قد تنجم عن الأمطار الغزيرة».

وقال في وقت سابق إن الرياح اقتلعت سقف منزله العائم بمياه الأمطار وانه «تحت رحمة الإعصار بالكامل».

وبعد إنقاذه ناشد سكيرت «المساعدة بكل أنواعها» مشيرا خصوصا إلى المروحيات الضرورية لمعاينة الأضرار. وتم إغلاق مطار ومرافئ دومينيكا. وبعد عبوره في الجزيرة البالغ عدد سكانها 72 ألف نسمة، تم تخفيض قوة الإعصار ماريا إلى الدرجة الرابعة «البالغة الخطورة» لكنه يمكن أن يشتد قوة أثناء اندفاعه شمالا باتجاه الجزر العذراء البريطانية وبورتوريكو.

وحذر مركز مراقبة الأعاصير من أمواج خطيرة ناجمة عن العاصفة وفيضانات وسيول ونبه إلى وجوب «تسريع وإتمام الاستعدادات لحماية الأرواح والممتلكات». وانهمرت الأمطار الغزيرة على الجزيرة وانقطعت الكهرباء عن العديد من المناطق صباح أمس. وأمرت جمهورية الدومينيكان، التي ضرب الإعصار ايرما سواحلها الشرقية، المواطنين في أجزاء من مناطقها الشمالية بإخلاء منازلهم قبيل وصول الإعصار ماريا المرتقب.

وأعلنت حالة الأنذار ايضا في جزر سان كيتس ونيفيس وجزيرة مونتسيرات البريطانية وكوليبرا وفييكويس. وفي المارتينيك التي هي ايضا فرنسية، قالت «شركة كهرباء فرنسا» إن التيار انقطع عن 16 ألف منزل رغم تخفيض درجة الإعصار في الجزيرة إلى عاصفة استوائية. وانهمرت الأمطار بغزارة على سانت لوسيا التي اعلن فيها الإنذار من عاصفة استوائية وفيضانات وسيول فيما أكدت تقارير انقطاع الكهرباء عن أجزاء من الجزيرة.

وبعد تعرضهما لانتقادات لبطء جهود الإنقاذ في الجزر والأراضي التابعة لهما عقب الإعصار ايرما، قالت فرنسا وهولندا انهما تكثفان الموارد لمنطقة الكاريبي مع اقتراب العاصفة ماريا.

وقال كريس اوستن رئيس وحدة تدخل عسكرية بريطانية أنشأت للتعامل مع تداعيات الإعصار ايرما «نخطط لما هو غير متوقع، نخطط للأسوأ». وفي جزيرة سان مارتان المقسومة بين فرنسا وهولندا، أعلنت السلطات حالة الإنذار قبيل وصول الإعصار ماريا.

وقالت المسؤولة المحلية آن لوبيس «نراقب مساره عن كثب ونستعد لأسوأ السيناريوهات».

وكتبت البحرية الهولندية على تويتر أن عناصرها في طريقهم إلى جزيرتي سابا وسانت يوستيسيوس الصغيرتين لضمان الامن بعد تقارير انتشرت على نطاق واسع في أعقاب الإعصار الاول عن أعمال نهب وفوضى في سان مارتان التي منيت بأسوأ الإضرار ومقتل 14 شخصا. وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب ان 110 جنود إضافية سيتم نشرهم في المنطقة لتعزيز تواجد نحو 3 آلاف شخص يقومون بتعزيز الأمن وترميم البنية التحتية وتوزيع المساعدات.

لكنه حذر من «صعوبات كبرى» في حال ضرب الإعصار غوادلوب بعنف، مشيرا إلى أن الجزيرة «مركز لوجستي يمكننا منه تزويد سان مارتان بالمواد وتنظيم كافة عمليات النقل الجوي».

ويتوقع ان يمر الإعصار على بعد 30 كلم جنوب غوادلوب وان تكون ذروته عند الساعة 3 صباحا بالتوقيت المحلي.

وقالت سلطات الجزيرة «على الجميع البقاء داخل منازلهم وعدم الخروج مهما كانت الاسباب». وألغت شركات «اير فرانس» و»اير كاراييب» و«كورسير» رحلات من وإلى المارتينيك وغوادلوب. في السياق توقع خبير بهيئة الأرصاد الجوية الألمانية أن تكون هناك أعاصير أخرى من الفئة العاتية بعد إعصاري «إيرما» و «ماريا».

وقال تور هانزن من هيئة الأرصاد الجوية الألمانية بمدينة أوفنباخ في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أمس: «لم يتغير شيء في الوقت الحالي في الظروف المواتية لهذه الأعاصير، لذلك يمكن توقع أن يستمر نشاط هذا الموسم للأعاصير».

وأضاف هانزن: «درجة حرارة المياه دافئة فوق المتوسط في الوقت الحالي وتصلح كمصدر للطاقة». ويرى هانزن أن وصول الكثير من العواصف لليابسة «أقرب للصدفة» وقال إن دراسات أظهرت أن التغير المناخي هو أحد عوامل هبوب هذه العواصف. مضيفا: «رغم أن هذا التغير المناخي لا يتسبب بالضرورة في المزيد من الأعاصير ولكن الأعاصير الموجودة بالفعل تتزايد قوة». وحسب الخبراء فإن موسم الأعاصير يبدأ رسميا من أول يونيو وحتى 30 نوفمبر. كانت هناك أربعة أعاصير من الفئة العاتية في مثل هذا الوقت من عام 2005 من بينها إعصار «كاترينا» الفتاك.

وأوضح الخبير الألماني أن العواصف التي تصل أوروبا قادمة من الولايات المتحدة تصل ضعيفة وعبارة عن منطقة ضغط منخفض «وللسماح بهبوب مثل هذه العواصف عندنا فلابد أن ترتفع درجة الحرارة في المحيط الأطلسي بشكل ملحوظ، ولكن هناك نماذج محاكاة لهذه العواصف لا تستبعد إمكانية حدوث مثل هذا الارتفاع في الحرارة حتى أواخر القرن الحالي».