1112865
1112865
عمان اليوم

المكتبيون العمانيون يؤكدون على نشر المعرفة في المجتمع وتوفير البيئة الداعمة للإبداع والبحث العلمي

19 سبتمبر 2017
19 سبتمبر 2017

حلقة استعرضت قصص النجاح والتجارب المثمرة -

كتب- محمد الصبحي -

أكدت الحلقة النقاشية للمكتبيين العمانيين: «نحو مجتمع مكتبي موحد» على أهمية نشر المعرفة وبناء مجتمع معرفي وتوفير البيئة الداعمة للإبداع والبحث العلمي والالتزام بالقيم التي ينبغي على المكتبات تحقيقها، وهي التي نفذتها الجمعية العمانية للمكتبات والمعلومات صباح أمس وتمحورت الحلقة حول واقع المكتبات والمكتبيين وكل ما يتعلق بالمهنة في سلطنة عمان.

وتم تنفيذ الحلقة بالتعاون مع المنظمة العالمية للمكتبات والمعلومات «الإفلا»، وذلك للخروج برؤية موحدة حول المكتبات على مستوى العالم، وتمت دعوة ممثلين عن مختلف أنواع المكتبات الموجودة في السلطنة ابتداء من المكتبات الأكاديمية والبرلمانية والعامة والمدرسية والمتخصصة من مختلف مناطق السلطنة، حيث حضر أكثر من خمسة وأربعين مشاركا ومشاركة.

وأكد الدكتور جمال بن مطر بن يوسف السالمي نائب رئيس الجمعية العمانية للمكتبات والمعلومات مقدم الحلقة أنه تم التطرق خلال الحلقة إلى أربعة محاور أساسية، تمثل المحور الأول حول رؤية المشاركين للمكتبات في المستقبل كيف تكون؟، حيث توقع المشاركون أن يكون للمكتبات دور فاعل في حل مشاكل المجتمع المختلفة لما تقدمه من مصادر معرفية متنوعة لجميع فئات المجتمع.

وأضاف السالمي: «كما توقعوا أن يكون المجتمع أكثر وعيًا بأهمية ودور المكتبات ومراكز المعلومات وبالتالي أكثر إقبالًا عليها والاستفادة من خدماتها، وأكدوا على أن مجالات التشارك بين المكتبات ستكون أكثر وضوحًا وتنوعًا فيما يتعلق بالمصادر والخدمات والمعارف».

وأوضح أنه تطرق المشاركون خلال المحور الثاني حول رؤية وواقع المكتبات وأهم القيم التي تقوم عليها المكتبات ودورها في المجتمع.

وأكد السالمي أن نتائج المناقشات جاءت لتؤكد أهمية نشر المعرفة وبناء مجتمع معرفي وتوفير البيئة الداعمة للإبداع والبحث العلمي من أهم القيم التي ينبغي على المكتبات الالتزام بها وتحقيقها، كما أن المشاركين رأوا أن على المكتبات أن تعزز جانب التأهيل المهني لموظفيها بما يتلاءم والتطورات الحاصلة في المهنة وأن تبذل جهدًا أكبر في تيسير سبل التشارك والتعاون مع مختلف المكتبات الموجودة محليا وعالميا. كذلك أكدوا على أهمية توعية المجتمع والقيادات العليا بالبلد بأهمية دور المكتبات العامة وضرورة أن تكون في مختلف مدن وقرى السلطنة كمكونات أساسية في هذه المناطق.

وأضاف السالمي: «المحور الثالث تم التطرق فيه إلى أهم التحديات التي تواجه المكتبات والمهنيين في السلطنة، حيث أشاروا إلى مجموعة تحديات أهمها عدم تقدير بعض القطاعات وأصحاب القرار بالدور الكبير والمتنامي للمكتبات ومدى تأثيرها في تطور المستوى المعرفي والثقافي في البلد، وعدم توفر الفرص الوظيفية وإسناد هذه المهنة لغير المتخصصين في بعض المكتبات وخصوصًا المكتبات المدرسية، وضعف الموارد المالية الموجهة لهذا القطاع، وغياب التعاون بين المكتبات فيما يتعلق بمشاركة المصادر والعمليات الفنية المختلفة، وأخيرًا عدم وجود سياسات وإجراءات موحدة».

وأضاف السالمي: «إن المحور الرابع قد اقترح المشاركون لكي نبني مجتمعًا مكتبيًا موحدًا أن يكون هناك تشارك أكبر بين المكتبات وأن يتم إصدار دليل موحد بالإجراءات والسياسات، وأن يتم البحث عن بدائل أخرى لتمويل المكتبات من خلال بعض الشخصيات الداعمة للمعرفة والثقافة. وبالتالي بمثل هذا المجتمع المكتبي الموحد يمكن أن نبني مجتمعا واعيا ومثقفا وبالتالي المساهمة فعليا في التنمية المستدامة بالبلد».

تجارب ناجحة

وأتاحت الحلقة للمشاركين التعبير عن تجاربهم الناجحة في المهنة، حيث عرضت الكثير من قصص النجاح التي قام بتنفيذها المشاركون وذوو العلاقة بمهنة المكتبات، حيث ذكرت إحدى المشاركات أنها بجهود ذاتية وبدون دعم من أي جهة حكومية قامت بتنفيذ مبادرة قرائية في منطقتها، حيث ابتدأت الفكرة على نطاق محلي ومن ثم توسعت لتجد صدى وقبولًا كبيرين من المجتمع مما أتاح لها توسيع فكرتها ونشاطها على مستوى أوسع. تجربة أخرى تمثلت في سعي إحدى الأخوات لبناء مكتبة عامة في إحدى المناطق، وتم طرح مخطط متكامل للمشروع على إحدى الشخصيات الثرية، وبالتالي قام بالتبرع لهذا المشروع بمبلغ تجاوز المائة ألف ريال عماني.

في ختام الحلقة أثنى المشاركون على تنظيم هذه الحلقة وهذا التجمع الكبير بين المهنيين، حيث أتاح لهم تبادل العديد من التجارب الناجحة التي قام بها البعض في مختلف المناطق، وكان كذلك فرصة للبعض الآخر للتعبير عن التحديات التي تواجهه وسبل التغلب عليها. بدورها أبدت الجمعية العمانية للمكتبات تلقيها لجميع الاقتراحات والخطط لكي تسعى لتوحيدها في رؤى متكاملة وتبني إجراءات وسياسات موحدة ليتم توزيعها وتعميمها على جميع المهنيين في مختلف مناطق السلطنة. الجدير بالذكر أن الجمعية العمانية للمكتبات لها إسهامات فعلية في مهنة المكتبات بالسلطنة من خلال الاستشارات التي تقدمها للمهنيين والمكتبات وكذلك من خلال الدورات والورش التي تقدمها. وتحضر الجمعية حاليًا لمؤتمرها الأول الذي ستعقده على أرض السلطنة في عام 2018م .