السلطنة تتبنى خطوات نوعية لإنشاء وحدات السكتة الدماغية في عدد من المستشفيات

جهود متواصلة لافتتاح وحدات مماثلة وتدريب وتأهيل الكوادر البشرية -

تعد السكتة الدماغية أحد أهم أسباب الوفاة في العالم، وقد أوضحت منظمة الصحة العالمية مؤخرا أن أعداد الوفيات الناجمة عن الإصابة بالسكتة الدماغية في تزايد مستمر، حيث تصدرت السكتة الدماغية المرتبة الثانية عالميا كسبب للوفاة وذلك في معدلات الوفاة الصادرة من الدول ذات الدخل المرتفع والمتوسط للعام 2015 . بعد أن كانت تحتل المرتبة الثالثة، كما ويصاب سنويا بالسكتة الدماغية ما يعادل 16 مليون شخص.

وحسب الإحصائيات العالمية فإن هناك شخصا واحدا من بين كل ستة أشخاص على مستوى العالم سوف يصاب بسكتة دماغية في مرحلة معينة بحياته، مما قد يؤدي إلى مضاعفات كالإعاقة أو حتى الموت. وتحدث السكتة الدماغية عندما يتوقف إمداد جزء من الدماغ بالتروية الدموية، أو ينخفض بشكل كبير، مما يؤدي إلى انقطاع إمداداته من الأوكسجين والمواد المغذية، وفي دقائق تبدأ خلايا الدماغ بالموت. ولأن خلايا الدماغ لا تتجدد فإن هذا قد يؤدي إلى ضرر دائم بالدماغ ووظائفه.

وقال سعادة الدكتور السيد سلطان بن يعرب البوسعيدي مستشار الوزارة للشؤون الصحية: إن وزارة الصحة حرصت وعملت طوال السنوات الماضية جاهدة على تطوير وتحسين الخدمة الصحية المقدمة لهذه الشريحة من المرضى، وتمثل هذا الاهتمام في افتتاح وحدات خاصة لعلاج السكتة الدماغية، حيث تم تأسيس واستحداث أولى هذه الوحدات في شهر فبراير عام 2013 بالمستشفى السلطاني لتستقبل أولى حالات السكتة الدماغية، وأضاف سعادة الدكتور مستشار الوزارة للشؤون الصحية: إن هذه الوحدة تقوم بتقديم أحدث العلاجات المتطورة في هذا المجال وفق فريق متكامل للسكتة الدماغية الذي تم أيضا تشكيله في فترة التحضير والتجهيز لافتتاح الوحدة. وأكد سعادته أن هذه الوحدة قامت بتقديم الدواء المذيب للسكتة الدماغية لعشرات من الحالات، ولا تزال تقوم بذلك كما وأيضا تقوم بتقديم التدخل الجراحي والإشعاعي لمن يحتاج ذلك. وقد تم نقل هذه الوحدة في مارس 2016 الى مستشفى خولة لتصبح بذلك وحدة السكتة الدماغية المركزية.

وقال سعادته إن الجهود متواصلة من أجل افتتاح وحدات مماثلة واستمرار تدريب وتأهيل كوادر بشرية جديدة من فئة الأطباء وكذلك الفئات الطبية المساعدة لتشغيل المزيد من هذه الوحدات. كما أكد أن جهود الوزارة مستمرة في استقطاب كوادر جديدة للعمل في مثل هذه الوحدات.

ونتج عن ذلك تشغيل وحدة جديدة في مستشفى نزوى تعمل منذ ما يزيد من عام حيث تم تشغيلها في أبريل 2016. وتقوم الوحدة باستقبال مرضى السكتة الدماغية، وتقديم العلاجات اللازمة، وتحويل الحالات المعقدة منها الى الوحدة المركزية في مستشفى خولة، وأضاف سعادته: إن هناك أيضا وحدة ثالثة للسكتة الدماغية قد تم استحداثها في مستشفى صحار وتم تشغيلها في شهر ديسمبر 2016، وهناك وحدة رابعة في طور التشغيل الفعلي بمستشفى السلطان قابوس بصلالة.

وأشارت الدكتورة أمل الهاشمية استشارية أولى في طب المخ والأعصاب ورئيسة السكتة الدماغية المركزية بمستشفى خولة: استغرق التحضير لبدء العمل في الوحدة الأولى للسكتة الدماغية بالسلطنة عاما كاملا تم خلاله تشكيل فريق متكامل للسكتة الدماغية وإعداد البروتوكولات المتعلقة بالفحوصات والعلاجات الخاصة بالسكتة الدماغية، كما تم تدريب مجموعة كبيرة من الممرضات وتقديم المحاضرات المتعلقة بالسكتة الدماغية لأقسام الطوارئ وقسم الأمراض الباطنية.

وأضافت الهاشمية: كما تم أيضا تنسيق حلقات العمل المشتركة بين الوحدة -أثناء فترة تأسيسها المبدئية بالمستشفى السلطاني وقبل الانتقال الى مستشفى خولة- وبين مختصين من ألمانيا وبريطانيا، فقد استضاف المستشفى السلطاني الجلسات التحضيرية المشتركة بين أطباء المستشفى السلطاني والكلية الملكية البريطانية بلندن، وكان نتاج هذا العمل المشترك إصدار الدليل الإرشادي الوطني الأول لعلاج السكتة الدماغية والذي تم تدشينه في 30 يناير 2014 بديوان عام الوزارة برعاية معالي وزير الصحة الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي .

وحدة السكتة الدماغية

تم افتتاح وحدة السكتة الدماغية رسميا بتاريخ 19/‏‏ فبراير/‏‏ 2014 برعاية معالي الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي وزير الصحة وذلك بعد عام كامل من التشغيل. حيث إن التشغيل الفعلي للوحدة بدأ في 2 فبراير 2013 . وقد حرصت وزارة الصحة اشد الحرص ومنذ إنشاء هذه الوحدة على تطوير وتحسين الخدمة الصحية المقدمة لمرضى السكتة الدماغية بما يتوافق مع المقاييس العالمية.

وأوضحت الهاشمية أنه تم أيضا تدريب ممرضات وممرضين من مستشفيات خارج محافظة مسقط في الوحدة المركزية من أجل اكتساب الخبرة في التعامل مع السكتة الدماغية، كتمهيد لفتح وحدات مشابهة لوحدة السكتة الدماغية في مستشفيات تابعة لوزارة الصحة خارج محافظة مسقط. وهناك برنامج تدريبي ثابت تم إعداده في عام 2014 ويعاد سنويا، من أجل تدريب وتأهيل أعداد جديدة من الممرضات والممرضين بما يضمن رفع كفاءة العمل ومستوى الخدمة المقدمة لهؤلاء المرضى.

وأضافت الهاشمية :بعد افتتاح وحدة السكتة الدماغية بالمستشفى السلطاني تواصل الجهود بعد ذلك بتنظيم العديد من حلقات العمل والمؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية، -على سبيل المثال وليس الحصر تنظيم حلقات عمل بالتعاون مع جامعة ماينز الألمانية حول أهمية استحداث وحدات للسكتة الدماغية، وأسبابها وطرق العلاج والوقاية من السكتة الدماغية وذلك في فبراير 2014، وأما الأخرى فقد تطرقت الى علاج السكتة الدماغية والتطبيب عن بعد وذلك في يونيو 2014. تزامن مع ذلك زيارة الى وحدة السكتة الدماغية بجامعة ماينز الألمانية في أكتوبر 2014.

مؤتمرات متعددة

كما تم في العام نفسه التمهيد لتنظيم مؤتمرات محلية في مستشفى صحار للتدريب. وأضافت الهاشمية: وفي هذا السياق تم أيضا تنظيم المؤتمر العماني الألماني الأول للسكتة الدماغية 20- 22 فبراير للعام 2015، برعاية سعادة الدكتور السيد سلطان البوسعيدي مستشار وزارة الصحة للشؤون الصحية، ومعالي ايفيلين لمكه وزيرة الاقتصاد وشؤون البيئة والطاقة والتخطيط المحلي بمقاطعة راينلاند فالز بجمهورية ألمانيا الاتحادية، واستمر لمدة يومين في مركز الدراسات العليا بالمستشفى السلطاني. وقد حضر المؤتمر وشارك فيه أطباء متخصصون في مجال السكتة الدماغية بجمهورية ألمانيا الاتحادية، وأطباء من دول مجلس التعاون.

وأضافت الهاشمية: وقد تلي هذا المؤتمر زيارة رسمية الى جمهورية ألمانيا الاتحادية وترأس الوفد سعادة الدكتور السيد سلطان البوسعيدي مستشار الوزارة للشؤون الصحية وذلك لمواصلة التعاون المشترك في مجال السكتة الدماغية. وكذلك الاتفاق بين الجانبين على تدريب مجموعة من الممرضات العمانيات في ألمانيا .وكان ثمرة هذا التعاون تدريب مجموعة من الممرضات العمانيات في ألمانيا بجامعة ماينز.

وأضافت الهاشمية: استمر العمل في تطوير الخدمة التي تقدمها الوحدة حتى تم نقلها مؤخرا الى مستشفى خولة في شهر مارس من العام المنصرم 2016 لضمان حصول بعض المرضى أيضا على التدخل الجراحي أو الإشعاعي ممن تسمح حالتهم المرضية بذلك، ولا يزال العمل مستمرا والدعم متواصل في تطوير الخدمة يوما بعد يوم، كما أشارت الدكتورة أمل بأن الوحدة المركزية بمستشفى خولة حاليا تقوم بتدريب 12 ممرضة على التعامل مع مرضى السكتة الدماغية حيث تم انضمامهم للتدريب بالوحدة في 23 أغسطس من العام الحالي 2017، ومن المتوقع أن ينهوا التدريب هذا الأسبوع ليتم تعزير الوحدات الأخرى بهم، كما تم الانتهاء من إعداد البروتوكولات والتدريب وتشغيل وحدتي صحار ونزوى في سنة 2016، والعمل جارٍ في التجهيز لتشغيل الوحدة الرابعة بمستشفى السلطان قابوس في صلالة حيث شارفت أعمال الصيانة لتجهيز المكان على الانتهاء ويدرب حاليا أيضا بعض من طاقم التمريض في وحدة السكتة الدماغية المركزية بخولة. كما أشارت الهاشمية بأنه تم تنظيم حلقة عمل للأطباء في مستشفى السلطان قابوس بصلالة وذلك 20-21 فبراير 2017 استعدادا لجاهزية تشغيل العمل بالوحدة، كما تم أيضا تزويد المستشفى ببروتوكولات السكتة الدماغية. والحث على تشكيل فريق متكامل لعلاج السكتة الدماغية وذلك في زيارات تمت بداية العام الحالي للتنسيق.