Oman Daily K O
Oman Daily K O
كلمة عمان

التنمية البشرية .. من أجل مستقبل أفضل

19 سبتمبر 2017
19 سبتمبر 2017

إذا كان المواطن قد حظي بسبق الأولوية، وقطب الرحى، في جهود وبرامج التنمية الوطنية، منذ انطلاق مسيرة النهضة العمانية الحديثة، بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - فان جلالته - أعزه الله - جعل التنمية البشرية المستدامة، ركيزة من ركائز تشييد الدولة العصرية، وبناء حاضر زاهر ومستقبل مشرق، على امتداد أرض عمان الطيبة. وذلك انطلاقا من حقيقة أن المواطن هو هدف جهود التنمية في كل المجالات، وهو في الوقت ذاته صانع هذه التنمية وصاحب المصلحة المباشرة في تعزيزها والحفاظ عليها أيضا، ومن هنا فانه ليس مصادفة على أي نحو، أن تعني كل مؤسسات وأجهزة الدولة، وكذلك في القطاع الخاص، بتطوير قدرات ومهارات المواطن، بشكل دائم ومتواصل، لكي يتمكن من القيام بدوره الوطني المنشود، أينما كان موقعه، وعلى كل المستويات وتحت مختلف الظروف أيضا ، فالأوطان لا تبنى إلا بأيدي أبنائها.

وفي هذا الإطار، فانه في حين يحظى موضوع التدريب والتأهيل، وإعادة التوجيه -عند الضرورة - باهتمام كبير ومتواصل، ومتعدد الأشكال، من جانب حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - فان الاهتمام الجاد به من جانب مؤسسات القطاع الخاص يتسم بالكثير من الأهمية، ليس فقط بحكم قدرة القطاع الخاص على استيعاب الكثير من الكوادر والباحثين عن عمل، ولكن أيضا لأن القطاع الخاص يوفر آفاقا اكثر ارتفاعا ومرونة، أمام المجيدين وذوي الإرادة من أبنائنا وبناتنا، لتحقيق الأفضل لهم ولمؤسساتهم وللوطن ككل في النهاية.

ولعل مما له دلالة بالغة في هذا المجال أن الأيام الأخيرة شهدت حدثين على جانب كبير من الأهمية على صعيد التدريب وزيادة مهارات وقدرات الكوادر العمانية، الحدث الأول هو الاتفاقية التي تمت بين المجموعة العمانية العالمية للوجستيات «آسياد» وبين الصندوق الوطني للتدريب من أجل التعاون بين الجانبين لتطوير كفاءة الكوادر العمانية في القطاع اللوجستي، ولتحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية لهذا القطاع الحيوي، الذي يشكل أحد أهم سبل تحقيق التنمية والازدهار خلال السنوات القادمة، سواء في إطار خطة التنمية الخمسية التاسعة ( 2016 - 2020) أو في إطار رؤية عمان 2040، وسيقوم الطرفان - وفقا للاتفاقية - بوضع أسس ومعايير مهنية ومتخصصة ومعترف بها لتحقيق الأهداف المحددة، وضمانا للنجاح أيضا.

أما الحدث الثاني فانه يتمثل في احتفاء شركة تنمية نفط عمان بأكثر من 280 من موظفيها العمانيين، الذين أنهوا متطلبات برنامج تطوير الخريجين في تسعة تخصصات وظيفية فنية وغير فنية، تحتاجها الشركة في مجالات وقطاعات العمل المختلفة بها. ونظرا لأن شركة تنمية نفط عمان تعد الشركة الرائدة في هذا المجال ، بحكم عدد الخريجين من المتدربين، وبحكم عدد من تبتعثهم الشركة للدراسة والتدريب، بما في ذلك دراسات متخصصة ودراسات عليا داخل وخارج السلطنة، فان تجربة الشركة جديرة بأن تحتذى ويتم الاستفادة منها على مستويات أخرى لأنها نجحت، ليس فقط في بناء كوادر كفؤة، ولكنها نجحت أيضا في تطوير الاستفادة من الموارد البشرية بها، وبما يلبي خططها وبرامجها، وليس مصادفة أن يؤدي ذلك إلى درجة عالية من الولاء والارتباط بين الشركة والعاملين فيها.