1111818
1111818
عمان اليوم

التحدي الإقليمي العالمي الثالث يختتم أعماله بتوقيع الوثيقة الخاصة بسلامة المرضى

18 سبتمبر 2017
18 سبتمبر 2017

للحد من المخاطر والأضرار المتوقعة خلال تقديم الخدمات الصحية -

اختتمت امس فعاليات التحدي الإقليمي العالمي الثالث لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط بشأن سلامة المرضى بجامعة السلطان قابوس، وشهدت فعاليات الاختتام التوقيع على الوثيقة الخاصة بالتحدي العالمي الثالث لمنظمة الصحة العالمية «تطبيب من دون أضرار» لدول الأعضاء بمنظمة الصحة العالمية بحضور معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة، وهي الوثيقة التي من خلالها تقر الدول الأعضاء التزامها ومساندتها للخطة الاستراتيجية التي وضعتها المنظمة، وتسعى إلى التقليل من الأضرار الناتجة عن الاستخدام غير الآمن للأدوية بنسبة 50% خلال السنوات الخمس القادمة، حيث قام معاليه بتوقيع الوثيقة التي تؤكد التزام السلطنة بتقوية النظم الصحية للحد من الأخطاء الدوائية وتحقيق تحسن كبير في الخدمات الصحية المقدمة للمرضى.

وأشاد معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة بجهود منظمي هذه الفعالية لنجاحهم في تنظيمها حيث قام المنظمون من السلطنة بالتجهيز لها منذ ثلاثة أشهر، وذلك خلال إجازة الصيف، كما أعرب عن امتنانه لجميع المسؤولين في وزارات الصحة ومراكز التنسيق الوطنية لسلامة المرضى وسلامة الدواء الذين شاركوا في إنجاح هذه الفعالية، وكذلك شكر جهود ممثلي المؤسسات والوكالات ذات الصلة على الصعيدين الإقليمي والوطني، وأيضا ممثلي المستشفيات الذين ساهموا فيها.

وأشار معاليه إلى أن اختيار منظمة الصحة العالمية للسلطنة لانطلاق هذا التحدي العالمي الثالث يأتي نظرا لما تتمتع به السلطنة من سمعة طيبة لدى الأوساط الدولية والمؤسسات الصحية، فمنذ أكثر من 20 عاما تعمل الجهات المعنية في السلطنة على تحقيق سلامة المرضى في مؤسسات الرعاية الصحية في جميع أنحاء البلاد، وينبغي أن نواصل الجهود معا لزيادة ضمان سلامة المرضى والأدوية من دون أضرار.

وكان التحدي الذي احتفلت السلطنة ممثلة في وزارة الصحة وجامعة السلطان قابوس بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية بتدشينه قد شهد مشاركة واسعة من الدول الأعضاء بإقليم شرق المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية الذي يضم بالإضافة إلى السلطنة (20) دولة تشمل: (السعودية والبحرين والإمارات والكويت وقطر ومصر وسوريا والصومال وتونس واليمن والسودان وجيبوتي والعراق والأردن وفلسطين ولبنان وليبيا والمغرب وباكستان وأفغانستان).

ومثل المشاركون في انطلاق الحدث كبار المسؤولين رفيعي المستوى في وزارات الصحة ومراكز التنسيق الوطنية لسلامة المرضى ومأمونية التطبيب، إلى جانب ممثلين لكبرى المؤسسات والوكالات والجهات صاحبة العلاقة الرئيسية في مجال سلامة المرضى ومأمونية التطبيب على الصعيدين الوطني والإقليمي أو على مستوى المستشفيات، ومن الهيئات المهنية. علاوة على مشاركة عدد من البلدان النموذجية الواقعة في أقاليم صحية أخرى، والمنظمات الدولية الأخرى التي تجمعها أهداف مشتركة مع منظمة الصحة العالمية.

وتعرف التحديات العالمية التي تطلقها المنظمة بشأن سلامة المرضى بأنها في الأساس برامج معنية بالتغيير تهدف إلى إدخال التحسينات في الأنظمة الصحية وبالتالي الحد من المخاطر والأضرار المتوقعة خلال تقديم الخدمات الصحية، وفي هذا الخصوص أطلقت المنظمة في وقت سابق تحديين عالميين اثنين كان الأول في العام 2005م أطلق عليه مسمى «الرعاية النظيفة رعاية أكثر مأمونية» والثاني في العام 2008م، وجاء تحت مسمى «الجراحة المأمونة تنقذ الأرواح».

أما تحدي منظمة الصحة العالمية الثالث فقد أطلقته المنظمة رسميا بمدينة بون الألمانية في مارس من العام الجاري بحضور معالي وزير الصحة؛ لتطلقه أقاليمها الصحية تباعا؛ وذلك لتعزيز العمل المشترك ووضع أساس لاستراتيجية إقليمية مستدامة لتحسين مأمونية التطبيب في الدول الأعضاء حيث تأمل المنظمة من حدث الإطلاق إلى تأمين التزام البلدان ودعمها للمشاركة في هذه الاستراتيجية، وقد اختارت المنظمة السلطنة خلال الاجتماع الذي عقد في بون لانطلاق هذا التحدي لشرق المتوسط نظرا لما تتمتع به السلطنة من سمعة طيبه لدى المؤسسات الدولية. ويعتبر هذا اللقاء أول انطلاقة لهذا التحدي في الأقاليم الستة لمنظمة الصحة العالمية.

وقد تزامن تدشين التحدي مع الاحتفال باليوم العالمي السنوي الأول لسلامة المرضى الذي تقدمت السلطنة لمنظمة الصحة العالمية بمقترح تخصيصه بهدف تسليط الضوء بشكل أكبر على المستجدات في مجال سلامة المرضى وقد لاقى قبولا وترحيبا من الدول الأعضاء، وتم إقراره مؤخرا ليكون في السابع عشر من شهر سبتمبر من كل عام.

صاحب الفعالية معرض عرضت من خلاله تجارب المؤسسات الصحية في السلطنة فيما يتعلق بالاستخدام الآمن للأدوية.

وشهدت الفعالية كذلك تكريم المؤسسات الصحية المشاركة في مبادرة المستشفيات المراعية لسلامة المرضى التابعة لمنظمة الصحة العالمية وهي: نزوى والرستاق وستاركير والرفاعة.

تتكون المبادرة التي دشنت من قبل مكتب منظمة الصحة العالمية لدول شرق المتوسط (PSFHI) عام 2011م من خمسة مجالات متضمنة (139) معيارا تشمل كافة مجالات الرعاية الصحية.

وقد دشنت وزارة الصحة هذه المبادرة في عام 2016م مع وضع خطة لتغطية كافة المستشفيات الحكومية والخاصة حتى نهاية عام 2018م. وقد طبقت المبادرة منذ انطلاقتها في أحد عشر من المستشفيات، ثمان منها مستشفيات حكومية وثلاث مستشفيات خاصة ومن أجل ضمان نجاح التجربة تم وضع خطة لكل مستشفى انضم لهذه المبادرة مدتها سنة واحدة. قسمت هذه السنة إلى ثلاث مراحل تشمل مرحلة ما قبل التطبيق ومرحلة التطبيق ومرحلة ما بعد التطبيق. وكل مرحلة من هذه المراحل مكونة من خطوات بحيث تؤهل المستشفيات للتقييم النهائي الذي يكون في المرحلة الأخيرة من هذه المبادرة.

وكخطوة أولية تم تقييم أربعة مستشفيات من قبل منظمة الصحة العالمية شملت مستشفيين حكوميين (نزوى والرستاق) ومستشفيين خاصين (ستاركير والرفاعة). وكانت نتيجة التقييم إيجابية ومشجعة، حيث حصل مستشفى نزوى على المستوى الثالث من أصل أربعة مستويات وضعتها منظمة الصحة العالمية لتقييم المبادرة ويعتبر أول مستشفى في المنطقة يحصل على هذا المستوى من أول تقييم تقوم به المنظمة، فيما حصلت كل من مستشفيات الرستاق وستاركير والرفاعة على المستوى الثاني في مجال تقديم خدمات صحية آمنة.

وتعمل السلطنة على إنشاء نظام الاعتماد الوطني للمؤسسات الصحية الذي بلا شك سيستفيد من الأسس والقواعد التي أنشأتها مبادرة المستشفيات المراعية لسلامة المرضى لمختلف جوانب الخدمة الصحية.

يذكر أنه نظرا لأهمية هذا الحدث وانعقاده على أرض السلطنة فقد أولت وزارة الصحة ممثلة في المديرية العامة لمركز ضمان الجودة والمديريات العامة الأخرى للوزارة بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس الاهتمام بالتحضير المبكر والإعداد الجيد للحدث وتوفير الدعم الكافي للمشاركين، حيث تم تشكيل لجنة رئيسية تنضوي تحتها لجان فرعية مساعدة تختص بالأمور التنظيمية والإدارية والإعلامية المختلفة؛ وذلك لتهيئة عوامل النجاح للحدث والخروج بتوصيات تخدم مجال سلامة المرضى.