صحافة

التحذيرات الأمنية والتفجيرات الإرهابية

18 سبتمبر 2017
18 سبتمبر 2017

يعد الهجوم الإرهابي الذي وقع في قطار الأنفاق بمحطة (بارسونز جرين) غرب العاصمة البريطانية لندن يوم الجمعة الماضي، واسفر عن إصابة 30 شخصا هو الخامس في سلسلة الهجمات الإرهابية التي وقعت في بريطانيا خلال العام الجاري 2017، التي كان أولها في 22 مارس في (ويستمنستر) بالقرب من البرلمان، ثم في 22 مايو في (مانشستر)، وبعدها في 3 يونيو فوق جسر (لندن بريدج)، ثم في 19 يونيو بالقرب من مسجد (فينسبري بارك) شمال لندن.

وهذا الهجوم الإرهابي هو الثاني الذي يستهدف شبكة النقل العام، بعد الهجوم الأول الذي وقع في لندن في 7 يوليو 2005، وتمركزت الشرطة في محطات القطار لفحص الركاب وحقائبهم، لكن هذا التمركز لم يستمر سوى أسبوعين بعد وقوع الحادث. وحادث التفجير هذه المرة هو الوحيد الذي لم يسفر عن وقوع قتلى.

صحيفة «ديلي ميرو» ذكرت أن القنبلة وضعت في دلو، وأخفيت في حقيبة تسوق، وأدى انفجارها إلى حريق محدود وتصاعد أدخنة. ونشرت صورة للدلو والنار تشتعل في اجزاء منه، وكيسا بلاستيكيا على أرض إحدى عربات القطار. وكتبت فوق الصورة عنوان يقول «تفجير ارهابي اخرAnother Terror Attach»، باعتباره التفجير الخامس في سلسلة الأحداث الإرهابية لهذا العام. ونقلت الصحيفة تحذير احد خبراء الإرهاب من أن الانفجار كان يمكن أن يكون أسوأ بكثير، لولا أن الانفجار لم يحدث بالشكل المطلوب.

كذلك اعتبرت صحيفة «آي» أن الناجين من التفجير «محظوظون» جاء ذلك في عنوانها الرئيسي: «الهروب المحظوظ Lucky Escape»، حيث قالت إن 29 شخصا أصيبوا في هذا التفجير دون وقوع قتلى مع تعليق يقول «ان القنبلة كانت ستقتل العشرات لو انه تم تفجيرها بشكل صحيح».

أما صحيفة «الجارديان» فقد سلطت الضوء على بحث الشرطة عن مفجر القنبلة، الذي يعتقد انه استخدم «ريموت كونترول» لتفجيرها عن بعد، غير ان الجهاز فشل في الانفجار داخل القطار. وقالت إن الشرطة حصلت على لقطات عديدة من آلات التصوير التي تغطي شبكة المواصلات وآلات التصوير التلفزيونية التي صورت منفذ التفجير وهو يستقل القطار.

وذكرت صحيفتا «التايمز» و«الصن» أن القنبلة كانت مصنوعة يدويا من المسامير، ويخشى أن يقوم المتطرف الذي زرع القنبلة أن يخطط لزرع قنبلة أخرى. لذلك أعلنت رئيسة الوزراء تريزا ماي رفع مستوى الخطر الإرهابي في بريطانيا من درجة «خطير» إلى درجة «حرج» وهي الدرجة القصوى التي تعني أن وقوع اعتداءات بات «وشيكا». وقالت ماي، في بيان مسجل بثه التلفزيون، إن عسكريين سيحلون محل عناصر الشرطة في تولي مهام الحراسة في مواقع محددة لا يسمح بدخول الجمهور إليها. وأضافت إن «الناس سترى شرطة مسلحة في شبكات النقل وفي الشوارع، لتقديم مزيد من الحماية». وتابعت ان «هذه هي الخطوة المناسبة والمعقولة التي ستمنح طمأنة وحماية إضافية فيما تجري التحقيقات».

وفي تحليل لمراسل الشؤون الأمنية في «بي بي سي»، فرانك غاردنر أوضح أن هذه رابع مرة يرفع فيها مستوى التأهب الأمني إلى درجة «حرج» منذ أن دخول هذا النظام حيز التنفيذ عام 2006. وآخر مرة رفعت فيها درجة التأهب كانت في تفجير (ارينا بمانشستر). ولم يكن يستمر العمل بهذا بمستوى التأهب «حرج» سوى ثلاثة أو أربعة أيام ثم يعود الوضع إلى ما كان عليه.

وتطرقت صحيفة «الاندبندانت» إلى توبيخ رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كتب في تغريدة له يقول: «تفجير آخر في لندن عن طريق إرهابي خاسر، هؤلاء أشخاص (مرضى ومعاتيه) كانوا تحت أنظار شرطة سكوتلاند يارد»، مضيفا: «الإرهابيون الخاسرون يجب أن يُعاملوا بطريقة أكثر قسوة، الإنترنت أداتهم الأساسية للتجنيد التي يجب قطعها عنهم واستخدامها بشكل أفضل».

وكالمعتاد اعلن تنظيم (داعش) عن مسؤوليته عن الحادث. وتفيد التقارير الإخبارية انه تم اعتقال شاب عمره 18 عاما في مدينة دوفر الساحلية للاشتباه في ارتكابه جرائم إرهابية لها علاقة بتفجير مترو أنفاق لندن. ولاحقا أعلنت الشرطة اعتقال شاب آخر عمره 21 عاما من المشتبه بهم أيضا.

وواصلت صحف أمس الأول الحديث عن آخر المستجدات. فقالت صحيفة «اوبزرفر» انه فيما يجري استجواب الرجل المعتقل (18 عاما)، تقوم الشرطة بتفتيش منزل بمنطقة (ساري)، في إطار تعقبها لمفجر محطة قطار انفاق (بارسونز جرين)، واضعين في الاعتبار انه يمكن أن يكون هناك اكثر من شخص متورط في هذا الهجوم والتخطيط له.

صحيفة «صنداى تايمز» نشرت على صفحتها الأولى صورة لملكة بريطانيا إليزابيث الثانية خلال تكريمها لأصحاب المنزل الذي كان يحتضن مفجر قطار الأنفاق. وتقول الصحيفة أن المنزل الذي تبحثه الشرطة يمتلكه مقدمي الرعاية الذين قاموا مؤخرا بالاعتناء باللاجئين الشباب القادمين من سوريا والعراق ومن بينهم مفجر القطار. وأصحاب المنزل هما رونالد و بينيلوبي جونز كرمتهم الملكة عام 2010 لقيامهم باحتضان 268 طفلا. وتعتقد الشرطة أن المفجر كان على الأرجح «يقوم بعمله منفردا»، لكنها تحاول تتبع الشركاء الذين ربما ساعدوا على بناء الجهاز.

وحملت الصفحة الأولى لصحيفة «صانداي اكسبريس» عنوانا يقول: «غارة بالقنابل على منزل الحاضنة». وقالت إن الشرطة تتعقب ثلاثة مشتبه بهم مرتبطين بهجوم الجمعة الماضي. وتضيف ان النقاد اتهموا تيريزا ماي بعدم تأييد خطابها «كفاية يعني كفاية enough is enough» على اثر تفجير مانشستر الذي أوقع 22 قتيلا في مايو الماضي.