1111850_389
1111850_389
آخر الأخبار

السلطنة تحتفل باليوم العالمي لحماية طبقة الأوزون وسط إجراءات رقابية نوعية

18 سبتمبر 2017
18 سبتمبر 2017

مسقط في 18 سبتمبر/ تحتفل السلطنة ممثلة بوزارة البيئة والشؤون المناخية باليوم العالمي لحماية طبقة الأوزون، الذي يصادف 16 سبتمبر من كل عام، وذلك تحت شعار «رعاية الحياة تحت الشمس»، حيث نظمت الوزارة اليوم بالقاعة الرئيسية بمبنى الوزارة بالخوير احتفالًا بهذه المناسبة مع تدشين النسخة الثانية من مبادرة «مظلة الأوزون تحمي مستقبل أبنائنا»، وذلك تحت رعاية سعادة الشيخ حمد بن حمدان التوبي مستشار وزارة التربية والتعليم، وبحضور سعادة نجيب بن أحمد بن علي الرواس وكيل وزارة البيئة والشؤون المناخية، وخبراء من برنامج الأمم المتحدة للبيئة، وعدد من مسؤولي وموظفي الوزارة.

وأكد إبراهيم بن أحمد العجمي مدير عام الشؤون المناخية في كلمة الوزارة أن الباحثين والعلماء في منتصف سبعينات القرن الماضي قد لاحظوا تآكلًا واستنفادًا في طبقة الأوزون يظهر فوق القارة القطبية الجنوبية نتيجة للأنشطة البشرية والصناعية بسبب استهلاك الهالونات ومركبات الكلورفلوروكربون، واستجابة لذلك فقد قام المجتمع الدولي بإقرار اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون في عام 1985م ثم بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون في عام 1987م، وما أعقبه من تعديلات في سنوات لاحقة، وانضمت السلطنة إلى كل من اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون وبروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون وتعديلاته في كل من لندن وكوبنهاجن ومونتريال وبكين بموجب مراسيم سلطانية سامية، حيث صنفت تحت المادة الخامسة من البروتوكول، وهي المادة التي تتعلق بالدول التي يقل فيها استهلاك المواد المستنفدة لطبقة الأوزون عن 0.3 (ثلاثة من عشرة) كجم للفرد الواحد.

وأوضح العجمي أنه ومن أجل ضمان تحقيق متطلبات الامتثال لبروتوكول مونتريال فقد قامت السلطنة ممثلة بوزارة البيئة والشؤون المناخية بتنفيذ عدة سياسات وبرامج وإجراءات رقابية منذ عام 2001م حتى تاريخه تمكنت من خلالها تحقيق متطلبات الامتثال بخفض ووقف استخدام اهم المواد المستنفدة لطبقة الأوزون في السلطنة، حيث وصلت الكمية المستهلكة إلى مستوى الصفر بالنسبة إلى مواد الهالونات والكلوروفلوروكاربونات ورابع كلوريد الكربون وكلوروفورم الميثيل ومادة بروميد الميثيل منذ بداية عام 2010م، مما يعد إنجازًا جيدًا للسلطنة. ولخفض مواد الهيدروكلوروفلوروكاربونات التي حدد لها بروتوكول مونتريال جدولا للخفض التدريجي يبدأ بالتجميد اعتبارًا من عام 2013م وينتهي بوقف الاستخدام في عام 2030م، فقد قامت السلطنة ممثلة بوزارة البيئة والشؤون المناخية باتخاذ العديد من البرامج والإجراءات مثل توزيع حصص استيراد المواد المستنفدة لطبقة الأوزون على جميع الشركات المستوردة، وكذلك بتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع استراتيجية التخلص التدريجي من مواد الهيدروكلورو فلورو كاربونات خلال الأعوام من 2012 – 2015م، والتي تم من خلالها التخلص من معظم مواد الهيدروكلوروفلوروكاربونات المستخدمة في قطاع الرغاوي، كما تم تحديث لائحة مراقبة وإدارة المواد المستنفدة لطبقة الأوزون، وتم إصدار اللائحة الجديدة لحماية طبقة الأوزون بموجب القرار الوزاري رقم (107/‏‏ 2013)، ثم تعديلها أيضًا بموجب القرار الوزاري رقم (67/‏‏2015) لتتماشى مع إجراءات التحكم المطلوبة لهذه المواد خلال المرحلة القادمة، وتقوم الوزارة ببذل جهود عديده لتعزيز برامج ومبادرات التوعية والتثقيف لحماية طبقة الأوزون، كان آخرها قيام الوزارة بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم وتدشين الدورة الأولى لمبادرة (مظلة الأوزون...تحمي مستقبل أبنائنا) تزامنًا مع احتفالات السلطنة باليوم العالمي لحماية طبقة الأوزون لعام 2016م، والتي تستهدف في قسمها الأول إجراء مسابقة للرسم في مجال حماية طبقة الأوزون بين ثلاث فئات من طلبة المدارس الحكومية التابعة لوزارة التربية والتعليم في محافظات السلطنة، والتي لاقت نجاحًا باهرًا وتفاعلًا منقطع النضير، وذلك إن دل على شيء فإنما يدل على وعي المجتمع بمجال حماية طبقة الأوزون وجميع المواضيع البيئية .

وأشار مدير عام الشؤون المناخية إلى أن السلطنة ممثلة بوزارة البيئة والشؤون المناخية تقوم في الوقت الحاضر بالعمل على تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع استراتيجية التخلص التدريجي من مواد الهيدروكلوروفلوروكربونات بالتعاون مع الجهات الحكومية المختصة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، حيث يهدف هذا المشروع إلى تنفيذ العديد من الأنشطة في مجال التدريب والتوعية والإعلام، ومراجعة وتطوير الإجراءات واللوائح الوطنية بما يتفق مع متطلبات بروتوكول مونتريال، بالإضافة إلى مراجعة وتقييم نظام تراخيص المواد المستنفدة لطبقة الأوزون، ودراسة إنشاء وتشغيل نظام تراخيص مزاولة المهنة للعاملين في قطاع صيانة وخدمة أجهزة التبريد والتكييف، وكذلك تنفيذ حملات توعية للجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص ذات العلاقة

300 عمل فني !

واختتم إبراهيم العجمي قائلاً: إن السلطنة رحبت بالاتفاق الذي توصلت إليه أكثر من 150 دولة، ويهدف للحد من استخدام مركبات الهيدروفلوروكربونية (HFCs)، والتي تستخدم على نطاق واسع في المبردات وأجهزة التكييف وعبوات الآيروسول حيث اتفقت الوفود في العاصمة الرواندية كيغالي على إدخال التعديلات المقررة على البروتوكول، ومن المرجح بأن هذه الاتفاقية سيتم من خلالها التخلص من قرابة 90 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون بحلول 2050م، ويعتبر اتفاق كيغالي ملزمًا قانونيًا ويشكل بالتالي تقدمًا كبيرًا في مكافحة الاحتباس الحراري.

وتحدث سعيد بن جمعة البطاشي أخصائي نشاط ثقافي في كلمة وزارة التربية والتعليم بخصوص مبادرة «مظلة الأوزون تحمي مستقبل أبنائنا» ، ومسابقة الرسم التي أقيمت بمناسبة اليوم العالمي لحماية طبقة الأوزون وتدشين الدورة الثالثة للمبادرة، حيث قال: إن هذه الجائزة والتي نجتمع هاهنا اليوم لتكريم من تميزوا فيها ذات دلالات وأبعاد وأهداف نبيلة ستؤتي ثمارها على المدى القريب والمتمثل في تنشئة الأجيال على حسن التعامل مع البيئة والمحافظة عليها من شتى الأخطار المحدقة بها، لقد مرت الجائزة بمراحل متعددة بدءًا من طرح المسابقة المتمثل في وزارة البيئة والشؤون المناخية الموقرة، وتحديد فئاتها من طلبة المدارس والذي تبنته وزارة التربية والتعليم ممثلة بدائرة الأنشطة حيث شارك الطلاب من كافة محافظات السلطنة، وما العدد الكبير الذي شارك في هذه المسابقة إلا دليل على تقبلها من قبل الطلاب حيث بلغ عدد المشاركين 300 عمل فني، تم فرز هذه الأعمال من قبل دائرة الأنشطة بالوزارة واختير ما يربو على 51 عملًا التي اتسمت بالتميز والجدية وبالتالي الفوز بالجائزة التي نحتفي بها اليوم.

انعكاسات على المناخ

وأكد المهندس خالد الكلالي مسؤول السياسات والإنفاذ ببرنامج الأمم المتحدة للبيئة- المكتب الإقليمي بغرب آسيا على أن الدول الأطراف في بروتوكول مونتريال قد نجحت أخيرًا في التوصل الى الاتفاق التاريخي في كيجالي لإدخال تعديلات على البروتوكول للتخفيض التدريجي من مركبات HFC، وذلك لاستكمال الإنجازات التي تحققت حتى الآن للوصول للهدف المرجو في التعافي الكامل لطبقة الأوزون والتخفيف ما أمكن من الانعكاسات السلبية على المناخ. وبذلك أثبتت الحكومات أنها مازالت مصممة على مواصلة الطريق لتحقيق أهداف بروتوكول مونتريال، ويتضح ذلك جليًا أيضًا» من خلال إصرار دول العالم كافة على المصادقة على البروتوكول وتعديلاته الأمر الذي حظي بإشادة واسعة من الجميع وعلى رأسهم معالي الأمين العام للأمم المتحدة الذي ذكر في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للأوزون لهذا العام ما نصه: « إن الذكرى السنوية الثلاثين لبروتوكول مونتريال حدث بارز بالنسبة لجميع الناس ولكوكبنا. فعندما وجد العلماء أن المنتجات اليومية تدمر طبقة الأوزون الهشة، استجاب العالم بوضع بروتوكول مونتريال. وهو يضم الحكومات والشركات والأطباء والعلماء والمواطنين سعيًا إلى إصلاح ما حصل من ضرر. وهذا ينقذ الملايين من الناس من سرطان الجلد وإعتام عدسة العين كل عام. ويساعد البروتوكول على مكافحة الفقر والتصدي لتغير المناخ وحماية السلسلة الغذائية. وتتيح هذه المعاهدة أيضا فرصا تجارية جديدة - وستمكن الاقتصاد العالمي من توفير ما يزيد على 2 تريليون دولار بحلول عام 2050م. وها نحن اليوم نحتفل بالذكرى الثلاثين لإبرام بروتوكول مونتريال. ونهنئ أبطال الأوزون في جميع أنحاء العالم. ولكم جزيل الشكر».

وأشار الكلالي إلى أنه من المسلَّم به على نطاق واسع أن بروتوكول مونتريال المتعلق بالمواد المستنفدة لطبقة الأوزون من أنجح المعاهدات البيئية في التاريخ. فهو يضع ضوابط ملزِمة قانونا تحكم إنتاج واستهلاك المواد المستنفدة للأوزون على الصعيد الوطني، ويحظى بتصديق عالمي من 197 طرفًا». وقد نجحنا ليس فقط من خلال التزام جميع الأطراف ولكن أيضًا من خلال الممارسات اليومية لجميع الأفراد في جميع أنحاء العالم، للتخلص التدريجي من أكثر من 98٪ من المواد المستنفدة للأوزون».

واختتم مسؤول السياسات والإنفاذ ببرنامج الأمم المتحدة قائلاً: إن برنامج المساعدة على الامتثال التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة يشعر بالفخر والاعتزاز إذ يقوم بالتنسيق والتعاون مع دول العالم والمنظمات الدولية الشقيقة والاقليمية ذات العلاقة لتشخيص التحديات التي تواجه دول المنطقة الأطراف في بروتوكول مونتريال وتقديم الدعم والمساندة لهذه الدول لتتمكن من مواجهة التحديات والتغلب على الصعوبات التي تعترضها عند تنفيذ خططها ومشاريعها الوطنية للتخلص من المواد المستنفدة لطبقة الاوزون وبالتالي الحفاظ على ما حققته من إنجازات بشأن الامتثال لبروتوكول مونتريال، ومن أهم هذه التحديات التي تواجهنا في المنطقة هي اختيار البدائل طويلة الأمد التي يمكن الاعتماد عليها بصورة كفؤة ودون القلق من إمكانية التوقف عن استخدامها مستقبلاً لمساهمتها في الأضرار بالمناخ أو غيره. ومن هذا المنطلق يتابع برنامج المساعدة على الامتثال ومن خلال الصندوق متعدد الأطراف بتقديم الدعم اللازم للمساهمة بتطوير البنية التشريعية والتنظيمية والتقنية وبتنفيذ المشاريع والمبادرات الهادفة جعل عملية الالتزام بأهداف بروتوكول مونتريال والتحول نحو البدائل الملائمة سلساً بما يحقق أهداف التنمية المستدامة و الخضراء على حد سواء خاصة ما يتعلق برفع مستوى الأداء وتنظيم قطاع الصيانة والخدمة كونه يعتبر القطاع المستهلك الرئيس لهذه المواد في السلطنة.

وتضمن الحفل عرض فيلم عن الرسومات الفائزة في الدورة الأولى ضمن مبادرة «مظلة الأوزون تحمي مستقبل أبنائنا»، وتكريم الطلاب الفائزين في مسابقة الرسم، بالإضافة إلى تدشين الدورة الثانية من المبادرة، مع استيضاح أهداف الدورة وشعارها وأقسامها ومعايير الاشتراك بها.

وتتواصل فعاليات الحفل لليوم الثاني على التوالي من خلال عرض مرئي عن تعديلات كيجالي على بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون والبدائل المتاحة، وعرض مرئي عن مشروع الاستراتيجية الوطنية للتخلص التدريجي مواد الهيدروكلوروفلوروكربونات بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون بالسلطنة، واستعراض نظام تراخيص العاملين الفنيين في مجال التبريد والتكييف، وتجربة شركة سمارت تكنو المتطورة الطلابية في مجال التبريد والتكييف، وعرض مرئي عن دور نظام بيان للتخليص الجمركي في تبسيط إجراءات تراخيص حماية طبقة الأوزون، وآليات التفرقة والكشف عن غازات التبريد الأصلية والمغشوشة ومدى تأثيرها، واستعراض تجربة شركة فالي عُمان بشأن تحويل أنظمة التبريد والتكييف إلى المواد البديلة، وآلية تقديم تراخيص حماية طبقة الأوزون في نظام بيان الجمركي، والتعرف على بدائل المواد المستنفدة لطبقة الأوزون.