1110682
1110682
العرب والعالم

الأمم المتحدة تقترح العدول عن الاستفتاء في كردستان مقابل مفاوضات مع بغداد

16 سبتمبر 2017
16 سبتمبر 2017

القوات العراقية تستعيد منطقة عكاشات الغنية بالغاز غرب الأنبار -

بغداد ـ عمان ـ جبار الربيعي - (أ ف ب) -

قدمت الأمم المتحدة مقترحا لرئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني يقضي بالعدول عن الاستفتاء المرتقب في 25 سبتمبر، في مقابل المساعدة على التوصل إلى اتفاق بين بغداد وأربيل في مدة أقصاها ثلاث سنوات.

وبحسب الوثيقة التي قدمها المبعوث الأممي إلى العراق يان كوبيس الخميس لبارزاني، وحصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها في أربيل، فإن المقترح يقضي بشروع الحكومة العراقية وحكومة الإقليم على الفور بـ«مفاوضات منظمة، حثيثة ، ومكثفة ، من دون شروط مسبقة وبجدول أعمال مفتوح على سبل حل كل المشاكل، تتناول المبادئ والترتيبات التي ستحدد العلاقات المستقبلية والتعاون بين بغداد وأربيل».

ويتعين على الجانبين اختتام مفاوضاتهما خلال عامين إلى ثلاثة أعوام، ويمكنهما الطلب «من الأمم المتحدة، نيابة عن المجتمع الدولي، تقديم مساعيها الحميدة سواء في عملية التفاوض أو في وضع النتائج والخلاصات حيز التنفيذ». في المقابل، «تقرر حكومة كردستان عدم إجراء استفتاء في 25 سبتمبر».

وصادق برلمان كردستان العراق الجمعة، كما كان متوقعا، على إجراء الاستفتاء على استقلال الإقليم الشمالي في موعده المقرر.

وتحدد الوثيقة أن «يبقى مجلس الأمن متابعا لتنفيذ هذا الاتفاق من خلال تقارير منتظمة يقدمها الأمين العام للأمم المتحدة».

وبعد نكسات عدة، وفيما تتهم كردستان بغداد بعدم الوفاء بوعودها، تعتزم الأمم المتحدة طمأنة أربيل من خلال الالتزام بلعب دور رئيسي.

وردا على سؤال لفرانس برس، أكد كوبيس أن «هناك عرضا، إذا وافق (الأكراد) على هذا البديل فسيتم إجراء مفاوضات»، مشيرا إلى أنه يتوقع ردا من بارزاني خلال «يومين أو ثلاثة».

واستقبل الرئيس العراقي، فؤاد معصوم ببغداد، سفيري بريطانيا والولايات المتحدة لدى العراق فرانك بيكر ودوغلاس سيليمان مجتمعين، وفقاً لبيان من مكتبه الاعلامي.

وقال البيان، انه «جرى خلال اللقاء مناقشة سبل تعزيز العلاقات بين العراق وكل من بريطانيا والولايات المتحدة، فضلا عن بحث المستجدات السياسية والأمنية، لاسيما ملف استفتاء إقليم كردستان العراق، والعمليات العسكرية ضد تنظيم داعش».

وأكد معصوم، بحسب البيان، على «أهمية تضافر الجهود لحل المشاكل عن طريق الحوار البنّاء»، مشددا على «أهمية حشد جميع الطاقات من أجل إيجاد حلول لجميع المشاكل الراهنة والعمل على ترسيخ الأمن والاستقرار في البلاد».

وعبر السفيران، وفقاً للبيان، عن «استعداد بلديهما والمجتمع الدولي لدعم حوار شامل ومثمر بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان للوصول إلى تفاهمات مشتركة تضمن حقوق جميع الأطراف»، مجددين «التزام لندن وواشنطن لمساندة الشعب العراقي في حربه ضد تنظيم داعش».

فيما ناقش رئيس البرلمان، سليم الجبوري، مع سفيري الولايات المتحدة وبريطانيا المستجدات السياسية والامنية في البلاد، فضلاً عن ملف استفتاء اقليم كردستان العراق، المزمع إجراؤه في الخامس والعشرين من الشهر الحالي.

وقال مكتب الجبوري، إن الاخير «استقبل صباح أمس سفيري الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا دوغلاس سيليمان وفرانك بيكر في مكتبه مجتمعين»، لافتاً إلى انه «جرى خلال اللقاء بحث عدد من ملفات الشأن العراقي حيث كان ابرزها ملف استفتاء اقليم كردستان وقرار البرلمان الرافض له».

من جانبهما، اكد سفيرا الولايات المتحدة وبريطانيا، حرص «بلديهما على استمرار دعم العراق في مجال مكافحة الإرهاب وتحرير كامل ارضه، والدعم الإغاثي والإنساني للنازحين»، مثمنين «جهود القوات الأمنية العراقية في الحد من انتشار الإرهاب في المنطقة والعالم».

ميدانيا: باشرت القوات العراقية المشتركة، استعادة المناطق المتبقية لدى تنظيم «داعش» في محافظة الأنبار، اذ حررت تلك القوات المدعومة من قبل طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وسلاح الجو العراقي، منطقة عكاشات الغنية بالغاز الطبيعي والواقعة بين الرطبة والقائم، غرب محافظة الأنبار.

وقال مصدر أمني في المحافظة، ان «القوات العراقية المشتركة، حررت منطقة عكاشات بالكامل من سيطرة تنظيم «داعش».

وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن «تلك القوات لم تواجه أي مقاومة تذكر من قبل عناصر التنظيم المتطرف في العراق، الذين عرقلوا تقدمها بزرع العبوات الناسفة في الشوارع، ولاذوا بالفرار».

ورجح المصدر، «بتوجه القوات المشتركة لتحرير ما تبقى من مناطق سيطرة تنظيم داعش في المحافظة».

وتوالت بيانات الانتصارات منذ انطلاق المعركة صباح أمس، حيث أعلنت خلية الاعلام الحربي، التابعة إلى قيادة العمليات المشتركة، عن اقتحام قوة مشتركة للمجمع السكني في منطقة عكاشات.

وكانت الخلية نقلت عن نائب قائد العمليات المشتركة «عبد الأمير يار الله» قوله، ان «قوات من الجيش العراقي المتمثلة في قيادة عمليات الأنبار وقوات الحشد الشعبي وقوات الحدود، شرعت في عملية واسعة للسيطرة على بلدة عكاشات وفتح الطريق الممتد من الطريق السريع باتجاه البلدة، وتأمين الحدود الدولية لشمال منطقة عكاشات» مع سوريا. وفور صدور البيان، اكد إعلام قوات الحشد الشعبي، اقتحام عكاشات من عدة محاور ودخولها.

وفي السياق ذاته، افاد إعلام قوات الحشد انها «دخلت ظهر (امس)، الى مركز ناحية عكاشات وبدأت بعمليات التطهير من الألغام».

في حين، ذكرت قيادة الحشد في بيان لها، ان «جميع الأهداف المرسومة للمرحلة الاولى من عمليات تحرير ناحية عكاشات تحققت بوقت قياسي».

وأضافت ان «الحشد الشعبي ماض بتأمين الحدود العراقية السورية وتطهيرها، وان عمليات تأمين الحدود كبيرة وتمتد في مرحلتها الاولى لعشرات الكيلومترات».