1110479
1110479
آخر الأخبار

«الأوبرا» تحتفي بـ «عايدة».. والصراع بين القلب والضمير

16 سبتمبر 2017
16 سبتمبر 2017

مسقط/١٦سبتمبر٢٠١٧/ خلود الفزارية: انطلقت أمس فعاليات الموسم الجديد لدار الأوبرا السلطانية مسقط 2017/2018 الذي حمل شعار «موسم الفنون الرفيعة» بعرض أوبرا «عايدة» لجوزيبي فيردي، الذي يعرض لثلاثة أيام متتالية ويختتم بالعرض الأخير الليلة مع فرقة الأوبرا الإيطالية لمسرح «تياترو ريجيو» في تورينو، بمشاركة المايسترو جيان اندريا نوسيدا، وإخراج المنتج والسيناريست الأميركي وليام فريدكين.

وأدت دور عايدة السوبرانو الأميركية كريستين لويس، المؤدية لأدوار بطلات أعمال فيردي، وأدى التينور غريغوري كوندي دور راداميس، كما أدت دور الأميرة أمنيريس الميزو سوبرانو الجورجية أنيتا راشفيليشفيلي، في حين لعب دور الملك أموناسرو الباريتون أمبروجيو مايستري، وشارك في العمل 46 مسرحيا عمانيا.

و»أوبرا عايدة» عبارة عن عمل درامي موسيقي يتخلله حوار غنائي يروي صراعا بين الحب والواجب ويتلخص في قصة عاطفية نشأت بين الأسيرة «عايدة» ابنة ملك الحبشة وبين قائد الجيش المصري «راداميس» زوج ابنة الملك. وفي محاولتهما للهروب إلى الحبشة، تم القبض عليهما، وأمر الملك بإلقاء «راداميس» حيًا في أحد القبور حتى يموت، فتلحقه «عايدة»، لتدخل إلى حبيبها ليموتا معا، في ملحمة تشتمل على لوحات راقصة تتخللها أغان موسيقية موزعة على 4 فصول.

وتاريخيا جاءت فكرة «أوبرا عايدة» بعد أن اكتشف عالم الآثار الفرنسي أوغست ماريتا مخطوطات عبارة عن قصة من 4 صفحات في وادي النيل تحمل الاسم نفسه. وألف القصة عالم المصريات ميريت باشا، وكتب نصها الغنائي الليبرتو جيسلا نزوني، وقد تم تسليمها للموسيقار الإيطالي فيردي عام 1870 من أجل تأليف أوبرا عايدة بطلب من الخديوي إسماعيل لتعرض في افتتاح دار الأوبرا تزامنا مع افتتاح قناة السويس، إلا أنها عرضت بعد ذلك بعامين.

وأبطال «أوبرا عايدة» 6 شخصيات رئيسية هم عايدة بطلة القصة وهي أميرة أثيوبية وقعت في أسر الجيش المصري، وأمنيريس ابنة فرعون مصر التي تنافس عايدة في حبها لرادميس، ورادميس قائد في الجيش يهيم حبا بعايدة، والفرعون ملك مصر وأبو أمنيريس، وأمونسيرو ملك الحبشة وأبو عايدة بطلة القصة، وأخيرا رامفيس كبير كهنة فرعون مصر الذي يحكم على رادميس بالموت.

الفصل الأول

تقع الأحداث فى القصر الملكى بممفيس حيث يصل إلى علم كبير الكهنة رامفيس أن الحبشة تهدد وادى النيل فيقرر إرسال جيش لمحاربتها فى الوقت الذى يصلى القائد رادميس للألهة أملا فى أن تختاره لقيادة الجيش أملا فى نصر قد يمكنه من فك أسر حبيبته عايدة ابنة ملك الحبشة والأسيرة لدى المصريين.

تدخل امنيريس إبنة فرعون مصر والتى تهيم حبا بالقائد رادميس وتبدأ فى إستجوابه فى شكوكها نحو حبه لعايدة وهنا يظهر الرسول الذى يخبره بأن أمونسيرو ملك الحبشة ووالد حبيبته يقود جيش الحبشيين تجاه طيبة محاولا إستعادة ابنته الأسيرة لدى المصريين.

يعين رادميس قائد للجيش ويتوجه مع رجاله مرددا تراتيل المعركة فى حين تصرخ أمنيريس متمنيا له النصر (عودا منتصرا) فى الوقت الذى تشعر فيه عايده بخيبة الأمل فى مشاعرها فهى إ بنة ملك الحبشة وأسيرة لدى المصريين ولا أحد يعلم هذا السر وها هو حبيبها يقود معركة ضد أبيها.

الفصل الثانى

فى غرفتها تقوم أمنيريس ابنة فرعون بالإحتفال بإنتصار الجيش بقيادة حبيبها رادميس الذى فى طريقه للعودة من المعركة ولكن الشك الذى تشعر به نحو عايده وأنها تحمل عاطفة لحبيبها رادميس يجعلها تنصب لها فخا بأن تخدعها قائلة ان رادميس قتل فى المعركة وهنا لا تتمالك عايده نفسها من الألم وتصرخ من شدة إنفعالها كاشفة بذلك عما تحمله فى قلبها من مشاعر قوية تجاه رادميس. هنا تعلمها أمنيريس بأن رادميس لا يزال حيا وتهددها بألا تتعدى حدودها كأسيرة وأن تتجرأ لحب رادميس وتطلب منها نسيان هذا الحب فهى لا تتعدى كونها جارية أو أسيرة، كل هذا الاستفزاز يجعل عايده تكشف عن نفسها بأنها أميرة حبشية وتطلب من أمنيريس العفو والصفح عنها.

تقام الرقصات والآحتفالات بعودة القائد رادميس المنتصر على الحبشيين ويتم استعراض الأسرى الحبشيين ويكون فيهم والد عايده أمونسيرو الذى يطلب منها أن لا تتخلى عن أهلها بل وتتوسل من أجل الحفاظ على حياة الأسرى فى الوقت الذى يقترح فيه كبير الكهنه رامفيس ومعاونيه بقتل الأسرى.

على النقيض تماما من القائد رادميس الذى يطالب بالعفو عنهم وإطلاق سراحهم كمكافأه له على ما أبلى بلاء حسنا فى المعركة. هنا ينحاز الفرعون إلى رغبة القائد رادميس ويوافق على إطلاق سراح الأسرى بل ويمنحه يد إبنته ليتزوجها ويعتلى عرش مصر.

الفصل الثالث

فى ليلة عرسها تذهب أمينريس ابنة فرعون إلى معبد إيزيس بمصاحبة رامفيس كبير الكهنة وذلك لنيل بركات الألهة قبل العرس. فى الوقت الذى كانت فيه عايده على موعد مع حبيبها رادميس خارج المعبد تنتظره مسترجعه فى أحلامها ذكريات الحنين إلى وطنها المستعمر من المصريين وهنا يظهر أمونسيرو والد عايده ويعلم بقصة حبها لرادميس فيطلب منها أن تستغل ذلك لكى تعرف من حبيبها خط سير الجيش المصرى إلى الحبشة.

ترفض عايده هذا الطلب مرارا لكن أمام إلحاح والدها وبعد أن عنفها وإتهامها بعدم الولاء لبلادها وذكرها أيضا بما فعله المصريين ببلادها فترضخ أخيرا وتقرر خداع حبيبها رادميس.

أخيرا يظهر رادميس الذى أتى للقاء حبيبته عايده، لا يعلم بما يدبر له ولا يعلم بوجود والدها مختبئا ويخبرها برغبته فى الأرتباط بها بعد انتصاره القادم على الحبشيين، غير أن عايده تحاول باصرار على اقناعه بالفرار معها الى الحبشه لانقاذ حبهما، وتسأله عن الطريق الذى سيسلكه الى هناك وما ان يخبرها حتى يظهر أمونسيرو والدها المختبىء، والذى يعلن عن هويته كملك للحبشه، بعد أن سمع الخطة من رادميس، الذى يهلع من فعلته كخائن لوطنه بينما تحاول عايدة بمساعدة والدها تهدئته واقناعه بانها هى مصيره وقدره.

فى هذه اللحظه تترك امنيريس ابنة الفرعـون المعبد بمصاحبة كبير الكهنه رامفيس، ولكنها تسمع كل ما حدث وتكتشف خيانة رادميس عريسها، يحاول أمونسيرو والد عايده قتل أمينريس بخنجره لكن رادميس يعترض طريقه متوسلا اليه والى عايده ان يهربا وانه لابد وان يسلم نفسه.

الفصل الرابع

يرسل رادميس الى المعبد ليتم محاكته على تهمة الخيانه، وتحاول أمنيريس ابنة فرعون أن تمنحه الفرصه الأخيره لانقاذ نفسه، وأنها سوف تتدخل من أجل اطلاق سراحه اذا ما ترك حب عايده، لكنه يرفض معلنا أن حبه لعايدة خالد وأنه يفضل الموت عن أن ينفصل عن حبيبته، ويرفض الاجابه عن أسئلة المحكمه التى تحكم عليه بالدفن حيا، وهنا تتوسل أمتريس الى الكهنه ان يشفقوا على حبيبها لكنهم يأبوا ويأخذونه بعيدا حيث مصيره فتظل تلعنهم لقسوتهم بينما يسوق الكهنه رادميس الى المقبره ليدفن حيا يظل يفكر فى عايده ومصيرها والتى تظهر فجأه أمامه بداخل المقبره معلنه بأنها الموت بجانبه عن أن تعيش وحيده بدونه.

وفى آخر محاوله للتشبث بالحياة، يحاول راداميس جاهدا أن يحرك الصخرة التى تغلق المقبرة عليهما لكن دون جدوى، فيستسلما إلى مصيرهما، ويقوم الحبيبان بتوديع الأرض، في الوقت الذي تصلي فيه أمينريس فوق الأرض من أجل السلام.