العرب والعالم

مدير مكتبه تلقى أموالا فور استقالته من ملياردير يهودي

14 سبتمبر 2017
14 سبتمبر 2017

نتانياهو يغرق في ملفات الفساد -

رام الله - نظير فالح : ذكرت صحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية، في تقرير لها أمس،أن آري هارو مدير مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو تلقى بعد أيام معدودة من استقالته مبلغا ماليا يزيد عن نصف مليون شيكل إسرائيلي(نحو125 ألف دولار أمريكي)،من ملياردير يهودي.

وأضافت الصحيفة أنه تبين أن تحويل هذه الأموال قد تم إلى حساب شركة أقامها هارو قبل يومين، وذلك بهدف مساعدة الملياردير في تدبر شؤونه بمكتب رئيس الحكومة، وعندما أدرك الملياردير أن هارو لم يقدم المطلوب، طالبه بإعادة الأموال، مدعيا الحديث عن قرض مالي .

وبحسب «يديعوت أحرونوت»،فإن تفاصيل هذه القصة التي وصلت إلى الشرطة الاسرائيلية حصلت في مطلع عام 2010، وكان هارو قد شغل قبل ذلك بسنتين مديرا لمكتب رئيس المعارضة في حينه، بنيامين نتانياهو، مستبدلا أييليت شاكيد . وفي عام 2009، وعند انتخاب نتانياهو رئيسا للحكومة، واصل هارو العمل في مكتب رئيس الحكومة .

وفي بيان صدر إلى وسائل الإعلام بتاريخ 11 مارس من عام 2010، قال هارو إنه اضطر لمغادرة منصبه بسبب المرض.

يذكر هنا أنه في مارس من عام 2014 عاد هارو إلى جانب نتانياهو وعين رئيسا لطاقم الموظفين في مكتب رئيس الحكومة .

وأضاف التقرير، أنه بعد استقالة هارو من منصبه، أقام شركة باسم «أتش 3 جلوبال»، التي قدمت خدمات استشارة لدول ومؤسسات دولية، وتم تسجيل الشركة لدى مسجل الشركات في السادس من أبريل من عام 2010، وبعد يومين، دخل إلى حساب الشركة مبلغ 545,189 شيكل، أي ما يعادل 125 ألف دولار أمريكي، وفي مقاصة ضريبية (فاتورة) أرسلت إلى الملياردير اليهودي في الثامن من الشهر نفسه جاء أن المبلغ كان بهدف الحصول على خدمات استشارة .

ونقل التقرير عن مصادر مطلعة على القضية، أن العلاقة مع الملياردير قد نشأت بينما كان هارو في منصب رسمي بمكتب رئيس الحكومة، وقبل إقامة شركة «أتش 3 جلوبال»، وقالت المصادر إن العلاقة كانت تهدف إلى تطوير العلاقات في مكتب رئيس الحكومة لصالح ذلك الشخص .

وأضافت المصادر أن هارو هو الذي طلب تحويل هذه الأموال بعد أن يستقيل من منصبه، ويتضح من المراسلات بين الطرفين، أن هارو طلب من الملياردير تحويل الأموال إلى حساب الشركة في بنك «مزراحي طفاحوت»، بعد يومين من إقامة الشركة، وتم ذلك فعلا .

وجاء أنه عندما أدرك الملياردير أن هارو لا يقدم له الخدمات التي طلبها، طالبه بإعادة الأموال التي قدمها لها بداعي أن الحديث عن قرض مالي فقط، وردا على ذلك، بعث هارو إلى الملياردير مقاصة يعود تاريخها إلى الثامن من أبريل من عام 2010، كتب فيها أن مبلغ 125 ألف دولار كان مقابل تقديم استشارة .

وتثير هذه القضية جملة من التساؤلات، أبرزها كيف سيفسر هارو للمحققين المبلغ المالي الذي حصل عليه مقابل تقديم استشارة بعد يومين فقط من خروجه من مكتب نتانياهو، وهل كان المبلغ فعلا بهدف الدفع لتحقيق مصالح في مكتب رئيس الحكومة كما يدعي مقربون من الملياردير، وما هي نوعية الاستشارة التي قدمها هارو أو تعهد بتقديمها للملياردير مقابل المبلغ الذي تم تحويله، وهل يوجد وثائق تؤكد مضامين الاستشارة التي قدمها هارو قبل أن يحصل على الأموال .

تجدر الإشارة إلى أن شركة «أتش 3 جلوبال» هي الشركة التي كانت في صلب تحقيقات الشرطة مع هارو. وفي إطار تسوية تعارض المصالح التي وقع عليها هارو، قبيل تسلمه منصب رئيس طاقم الموظفين في مكتب رئيس الحكومة، تعهد ببيع الشركة، ولكن نتائج التحقيق بينت أن بيع الشركة كان ظاهريا فقط، حيث واصل هارو جني الأرباح من الشركة والدفع بمصالحها خلال إشغاله لمهام منصبه الرسمي .

يشار أيضا إلى أن هارو وقع الشهر الماضي على اتفاق «شاهد ملك» مع الشرطة في الملف الذي يطلق عليه «الملف 1000»، و«الملف 2000»، وفي إطار هذا الاتفاق توجه له تهمة «خيانة الأمانة» ويعاقب بخدمة الجمهور مدة ستة أشهر، ودفع غرامة مالية بقيمة 700 ألف شيكل .