المنوعات

المسبار «كاسيني» يستعد للغوص للمرة الأخيرة باتجاه زحل

14 سبتمبر 2017
14 سبتمبر 2017

واشنطن «أ.ف.ب»:- يستعد المسبار الأمريكي «كاسيني» للغوص مرة أخيرة اليوم في غلاف زحل الجوي في ختام مهمة مثمرة جدا استمرت 13 عاما أحدثت ثورة في المعلومات المتوافرة حول الكوكب الغازي العملاق وعلوم الكواكب.

وأوضح ألكسندر هايز أستاذ علم الفلك في جامعة كورنل في ولاية نيويورك «مهمة كاسيني-هايغنز رائعة إذ إنها أحدثت ثورة في فهمنا لأقاصي نظامنا الشمسي». ومع دورانه 300 مرة تقريبا حول زحل، قام «كاسيني» باكتشافات مهمة منها بحر الميثان السائل على تيتان أكبر قمر طبيعي له، ووجود محيط شاسع للمياه المالحة تحت سطح انسيلادوس المتجمد، وهو وقمر صغير لزحل.

وكشفت البيانات التي جمعها مطياف «كاسيني» خلال مرور غيمة من البخار في قطب انسيلادوس الجنوبي، وجود الهيدروجين المنبثق من تشققات على طبقة الجليد. وهذا الهيدروجين دليل على وجود نشاط مائي حراري يسمح بقيام الحياة، كما أوضح علماء عند إعلان الاكتشاف في أبريل الماضي.

واعتبرت ليندا سبيلكر كبيرة علماء المهمة في «جيت بروبالشن لابوراتوري» التابع لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) في كاليفورنيا أمام الصحافيين «اكتشافات كاسيني تعتبر من الأهم في علوم الكواكب».

وأوضحت «المحيط في انسيلادوس غير مقاربتنا للبحث عن الحياة داخل نظامنا الشمسي وخارجه». وقد باشر المسبار الذي أطلق في العام 1997 ويحمل 12 جهازا، في 22 أبريل الماضي أول مناورة للغوص في غلاف زحل الجوي في 15 سبتمبر.

ولتحقيق ذلك اقترب «كاسيني» من تيتان بفضل قوة الجاذبية ونزل تحت حلقات الكوكب وطبقته من الغيوم. وللمرة الأولى تمكن من استكشاف هذه المساحة الفارغة الممتدة على 2700 كيلو متر.

- قبلة الوداع - حلق «كاسيني» مرة أخيرة فوق تيتان في 12 سبتمبر ونقل صورا وبيانات علمية جمعها خلال تحليقه.

وقال مهندسو ناسا إنها «كانت قبلة الوداع» وهم استفادوا من هذا الاتصال للتحقق من أن المسبار على المسار الصحيح الذي سيسمح له بالغوص في غلاف زحل الجوي. وأوضحت ليندا سبيلكر أن «المسبار سينقل بيانات خلال غوصه وهو أمر غير مسبوق على صعيد زحل».

وسينقطع اتصال «كاسيني» بالأرض بعد دقيقتين من بدء عملية النزول بسرعة 112 كيلومترا في الساعة سيعمل خلالها عشرة من أجهزته من بينها المطياف لتحليل الغلاف الجوي. وستساعد هذه المعلومات في فهم تشكل هذا الكوكب الغازي وتطوره. وستجري أجهزة أخرى عمليات رصد للشفق القطبي والزوابع في قطبي زحل.

- العرض النهائي: ويبدأ «كاسيني» عملية الغوص الأخيرة عند الساعة 07.14 بتوقيت جرينتش اليوم ليدخل في غلاف زحل الجوي على ارتفاع حوالى 1915 كيلومترا.

وستتلقى ناسا إشارة هذه المناورة عند الساعة 08,37 بتوقيت جرينتش أي بفارق 86 دقيقة وهو الوقت الذي تحتاجه الترددات الراديوية للوصول إلى الأرض. وسيدخل «كاسيني» مع هوائياته الموجهة إلى الأرض غلاف زحل الجوي عند الساعة 10,31 ت ج.

وبعد دقيقة على ذلك ستتوقف الاتصالات فيما سيبدأ «كاسيني» بالتفكك بعيد ذلك على ما تتوقع ناسا. وستلتقط الإشارة الأخيرة عند الساعة 11,55 ت ج. وأوضح ايرل مايز المسؤول عن هذه المهمة في «جيت بروبالشن لابوراتوري»، «هذا العرض الأخير يشكل ذروة البرنامج. ومن خلال إسقاط كاسيني في غلاف زحل الجوي نتجنب أي خطر بتحطمه على أحد أقماره التي قد تكون الحياة قائمة فيها مثل انسيلادوس».

و«كاسيني» ثمرة تعاون بين ناسا ووكالتي الفضاء الأوروبية والإيطالية. وبلغت كلفة المهمة كاملة 3.26 مليار دولار ساهمت الولايات المتحدة بـ2.6 مليار منها والوكالة الأوروبية بـ500 مليون وإيطاليا بـ160 مليونا. وكان جوفاني كاسيني عالم فلك إيطاليا في القرن السابع عشر اكتشف 4 من أقمار زحل التي تزيد عن الستين. أما كريستيان هايغنز المعاصر له فهو عالم رياضيات هولندي اكتشف حلقات زحل. وقد رصد تيتان للمرة الأولى أيضا.