Oman Daily K O
Oman Daily K O
كلمة عمان

إسهام عماني رفيع ومتواصل لصالح الجميع

13 سبتمبر 2017
13 سبتمبر 2017

ليس من المبالغة في شيء القول ، بأن السلطنة ، التي أعلنت سياساتها ومواقفها ورؤاها البعيدة النظر، والتي حدد أسسها وركائزها ، حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - منذ انطلاق مسيرة النهضة العمانية الحديثة ، وهي أسس وركائز أثبتت دوما أهميتها وقيمتها ، ليس فقط بالنسبة للسلطنة ، ولعلاقاتها الطيبة مع الدول الشقيقة والصديقة ، ولكن أيضا بالنسبة لما يتصل بالسلام والاستقرار ، وأسس العلاقات بين ومع الدول الشقيقة والصديقة في المنطقة وعلى امتداد العالم من حولها ، لا تدخر وسعا في القيام بكل ما يمكنها من أجل السلام والاستقرار في المنطقة والعلاقات الأفضل بين دولها وشعوبها جميعها .

ومع الوضع في الاعتبار أن هناك العديد والعديد من الأمثلة والنماذج العملية ، التي أثبتت الأحداث فيها نجاعة وصحة وبعد نظر المواقف العمانية ، بل وقيمة الإسهام العماني ، الصادق والدؤوب والحريص دوما على السلام والاستقرار ، وتوفير افضل مناخ ممكن لخدمة العلاقات بين الدول الشقيقة والصديقة ، والتغلب على أية خلافات بالحوار الناضج ورفيع المستوى ، وبما يحافظ على العلاقات ذات الطابع الخاص بين دول وشعوب الخليج ، وبين الدول العربية بوجه عام ، فإن الشفافية والمصداقية والصراحة العمانية المعروفة من ناحية ، و كذلك التقدير الرفيع للمقام السامي لجلالة السلطان المعظم، من جانب قادة وشعوب المنطقة والعالم من ناحية ثانية ، وترفع الدبلوماسية العمانية دوما عن استغلال او استثمار ما تقوم به من جهود خيرة ،على هذا المستوى او ذاك ، لخدمة مصلحة ذاتية ، او اجندة خاصة لها ، تحت أي ظرف من الظروف من ناحية ثالثة ، قد وفر دوما مقومات النجاح للجهود الخيرة ، وللإسهام العماني من أجل تحقيق افضل مناخ ممكن بين الأشقاء ، وبين الأشقاء والأصدقاء ، ولتحقيق المصالح المشتركة والمتبادلة ، كأحد ضمانات الاستقرار في هذه المنطقة الحيوية من العالم .

وفي هذا الإطار فإن من أحدث ما تم على صعيد الإسهام في طلاق سراح أشخاص محتجزين ، أو مفقودين ، في مناطق مواجهات مسلحة ، أو بين أطراف متنازعة ، على سبيل المثال ، وهو ما حدث مرات عدة بأوامر سامية من جلالة السلطان المعظم - اعزه الله - هو العثور على « توم اوزوناني « موظف حكومة الفاتيكان ، الذي وصل الى السلطنة قادما من اليمن الشقيق ، تمهيدا لعودته الى بلاده ، وهو جهد تقوم به السلطنة لاعتبارات إنسانية ، مستندة أيضا الى علاقاتها الطيبة مع مختلف الدول والقوى السياسية والاجتماعية ، في الدول الشقيقة والصديقة ، وهو ما يعزز في الواقع من مكانتها وعلاقاتها مع كل الأطراف ، في المنطقة وخارجها ، وبما اثبت ، ويثبت أيضا أهمية ، بل وضرورة ، المساعي الحميدة والجهود الخيرة التي تقوم بها السلطنة ، في العديد من المجالات ، سواء على المستوى الإنساني ، أو على الصعيد السياسي ، وما يتعلق بالعلاقات بين الأطراف المعنية ومحاولة تقريب وجهات النظر فيما بينها ، وذلك من منطلق الإيمان العميق بأن الحوار ، الهادئ والموضوعي ، والهادف بحق للوصول الى توافق ، يحقق مصالح كل الأطراف ، وعلى مبدأ « لا ضرر ولا ضرار « ، هو اكثر ما نحتاجه اليوم ، للتعامل مع العديد من الخلافات والنزاعات التي تدفع شعوب المنطقة ثمنها من حاضرها ومستقبلها ايضا .