1105176
1105176
مرايا

جوخة الفارسية فريق «عمان لرعاية الوالدين» خطوة لقول شكرا لمن لهم الفضل علينا

13 سبتمبر 2017
13 سبتمبر 2017

يقدم محاضرات توعوية ويوفر الأدوات الطبية لهم -

حوار- مروة حسن -

جوخة بنت محمد الفارسية واحدة من أبناء هذا الوطن والتي اختارت أن تكون لها بصمة إيجابية تهدف إلى رعاية أغلى الناس في حياتنا، والذين لولاهم ما كان لنا وجود في هذه الدنيا ألا وهم الوالدان، فهي رئيسة فريق «عمان لرعاية الوالدين» والمعروف بنشاطه الكبير في تقديم الفعاليات التوعوية التي تؤكد على ضرورة بر الوالدين والاهتمام بهم معنويا وطبيا.

«مرايا» التقى الفارسية ليتعرف عن قرب على أهم أنشطة الفريق والدور الذي يقوم به في تكريم المسنين في مسقط وخارجها وذلك من خلال هذا اللقاء..

- كيف بدأت فكرة إنشاء الفريق؟ ومن صاحبها؟

نشأ الفريق منذ أربع سنوات، وبدأت الفكرة من خلال عملي في قسم التدقيق الصحي بالمديرية العامة للخدمات الصحية بمسقط، ودوري في برنامج رعاية المسنين بوزارة الصحة، حيث كنت أشرف على البرنامج المجتمعي لعيادة المسنين، ومن خلال زياراتي الميدانية للمستشفيات وتحويل الحالات التي كانت مقيمة بالمستشفيات لفترات طويلة، اتضح لي أن هناك بعض الآباء من كبار السن يتأفف - للأسف - أبناؤهم من متابعتهم والعناية بهم وذلك لبعض الأسباب، والتي منها أحيانا الجهل أو عدم الإلمام بكيفية العناية بهم والإلمام بالأدوات والخدمات المتوفرة للمسن، فيعتقدون أن المسن فوق الستين والسبعين سنة أفضل مكان مناسب له هو المستشفى وخاصة المقعدين منهم.

ومن هنا بدأت الفكرة، حيث أسسنا الفريق والذي تكون وقتها من خمسين شخصا تقريبا، وبدأنا بعمل مبادرات توعوية نقدم فيها محاضرات عن البر والاحترام والتقدير لآبائنا، ونروج للناس أن هناك عيادة خاصة لكبار السن في المراكز الصحية، وكان الهدف من ذلك تشجيع الأبناء أن يأخذوا أباءهم أو أمهاتهم أو أجدادهم إلى أقرب مركز صحي في المنطقة التي يعيش فيها لإجراء الفحص الطبي الشامل لهم، وبدأنا أولى الخطوات بالتعاون مع وزارة الصحة لإدارة الخدمات الصحية بمسقط من خلال برنامج رعاية المسنين، وبعد أن يتم فحص المسن من خلال عيادة المسنين، يتم تحويله لنا لتوفير أي شيء يكون محتاجه سواء كرسي أو سرير أو نظارة طبية أو سماعة، وبدأنا حملة تبرعات لتوفير هذه الاحتياجات للمسنين.

ولكن بعد فترة شعرنا أننا بذلك نساهم في تعزيز فكرة الاتكالية لدى البعض، والاعتماد على برنامج المسنين الموجود بالتنمية الاجتماعية وبرنامج المسنين بالصحة، لذا قررنا في 2015 وإلى يومنا هذا أن نغير الهدف وتغير الفكرة الاتكالية الموجودة عند الأبناء، ونجعلهم هم أصحاب المبادرة في توفير الاحتياجات الخاصة بوالديهم، وذلك يكون سببا في إدخال الفرحة على نفوس والديه بتوفير ما يحتاجونه.

ولتطبيق ذلك وتسهيله على الأبناء، بدأنا نبحث عن جهات توفر لنا هذه الأدوات بأسعار مخفضة عن ما هي في السوق، لنشجع الأبناء أن يشتروها لوالديهم، وبالفعل اتفقنا مع أحد التجار الذي كان يستورد هذه الأدوات بسعر منخفض ليتم توريدها وبيعها للأبناء بأسعار مخفضة، ثم فكرنا أن تكون الخطوة التالية هي استئجار مقر للفريق وذلك لندرب الأبناء فيه على كيفية الاعتناء بالوالدين، ولا تكون الفكرة الاعتماد فقط على توفير الأدوات الطبية، وبالفعل اتفق الفريق أن نستأجر بيتا وكل عضو يدفع خمسة ريالات من ثمنه.

وكانت من ضمن مهام هذا البيت أننا قمنا بتأسيس غرفة كنموذج متكامل نعرض فيه كيف تكون غرفة كبير السن، وذلك بتوفير الأدوات التي يحتاجها وكيفية استخدامها، وبذلك نشجع الأبناء على تطبيقها، وبالفعل نجحنا بالفعل في تطبيق الفكرة واصبح لدينا 800 مبادر من الأبناء اشتروا لوالديهم وأجدادهم أدوات وأجهزة معينة من مسقط وخارجها، وقمنا بتدريبهم على كيفية استخدامها.

-هل نشاطكم داخل محافظة مسقط فقط أم تذهبون إلى ولايات ومحافظات أخرى؟

نحن نشاطنا ومقرنا الأساسي بمحافظة مسقط، ولكننا في الوقت نفسه نلبي أي دعوة لإعطاء تدريبات أو محاضرات عن بر الوالدين والرعاية بهم،أو زيارات ميدانية خارج مسقط بأي ولاية من ولايات السلطنة.

أبرز الخدمات

- ما هي أبرز الخدمات الأخرى التي تقدمونها إلي المسنين؟

أبرز هذه الخدمات أننا حققنا هدف صناعة المبادرين، وشجعنا كثيرا من الأبناء على شراء الأدوات الطبية التي يحتاجها أباؤهم، فلا توجد الآن بمحافظة مسقط والمديرية العامة للخدمات الصحية أية قوائم لاحتياجات المسنين تذهب لوزارة التنمية الاجتماعية، بل صار الأبناء والعائلات بأنفسهم هم من يسارعون بتوفير هذه الأدوات عن طريق شرائها، وعندما نلاحظ وجود مسنين ليس لديهم أبناء، أو يوجد أبناء الأخ أو الأخت هم من يعتنون بهم ، نقوم نحن- كفريق- بمساعدة الأيادي البيضاء بشراء ما يحتاج له هذا المسن او من خلال المساهمة مع أقاربه تشجيعا لهم على الاستمرار بالعناية به.

- وما هي أبرز أنشطتكم التي تمت خلال هذا العام؟ وما القادم فيها؟

سنويا لدينا بعض الأنشطة الثابتة مثل الاحتفال بالإفطار الجماعي مع المسنين وأبنائهم وذويهم، والهدف من ذلك أننا نريد إيصال رسالة للأبناء وهي أهمية إشراك المسن في المناسبات المختلفة وتكون فرصة للتجمع العائلي، أيضا نحتفل سنويا مع المسنين بالعيدين (الفطر والأضحى) وذلك بتوزيع الهدايا عليهم ونقوم بعمل زيارات ميدانية مثل زيارة المسنين من مرضى الغسيل الكلوي، ونذهب أيضا قبل العيد إلى سوق الخضار وسوق السمك ونقوم بتوزيع الهدايا على المسنين الذين يعملون بالسوق.

كما أننا سنويا نقوم بعمل حملات توعوية بالمدارس نشمل فيها المدرسين والأمهات والأبناء على أهمية الاعتناء بكبار السن وأهمية البر بهم، ونعرفهم بالخدمات التي يقدمها الفريق، وأيضا نعرفهم بالخدمات التي تقدمها عيادة المسنين بوزارة الصحة .

ومن الخدمات الأخرى التي قمنا بها هذا العام أننا وإلى الآن قمنا بتأسيس عدد من الغرف المتخصصة لكبار السن في بيوتهم، كما قمنا بعمل صيانة لبعض المنازل الخاصة بهم وخاصة الذين ليس لهم معيل، وأيضا قمنا بتوفير ما يحتاج إليه بعضهم من الأثاث وغيرها من الاحتياجات.

أيضا قمنا بإنتاج أفلام قصيرة موجودة على قناتنا على (اليوتيوب) واحد باسم «صرخة ندم» وهو يتناول الآثار السلبية لترك الوالدين بالمستشفى وعدم الاعتناء بهم، وفيلم آخر عن المبادرة من أجل المسن في رمضان.

ومؤخرا قمنا بعمل زيارة لدار الرعاية الاجتماعية في الرستاق وذلك ضمن احتفالنا مع كبار السن بعيد الأضحى المبارك، وقمنا بتوزيع هدايا العيد عليهم وتناولنا الغداء معهم، وحاولنا قدر الإمكان إدخال البسمة والسرور عليهم.

طموح الفريق

- ما هو طموح الفريق الذي يسعى لتحقيقه في المستقبل القريب؟

نحن نطمح في المستقبل القريب - إن شاء الله تعالى - أن يكون لدينا مقر أكبر وأن يتوفر لدينا دعم أكبر لتوفير الأدوية والأجهزة الطبية التي يحتاجها المسن، ونطمح أن تتكاتف معنا المؤسسات المختلفة لتوفير بطاقة تخفيضية توفر للمسن احتياجاته من الطعام والشراب.

أيضا سيكون لدينا مشاركة في الاحتفال باليوم العالمي للمسن والذي يتزامن في شهر أكتوبر المقبل من خلال بعض الفعاليات المتنوعة.