1105159
1105159
مرايا

حوادث السير.. وباء قاتل يحصد سنويا أرواح الكثيرين

13 سبتمبر 2017
13 سبتمبر 2017

كتب – سالم أحمد صفرار -

«حادث مأساوي نتج عنه حالات وفاة عدة أشخاص وهناك جرحى» .. كم هي مؤلمة سماع هذه العبارة بين الفينة والأخرى، واصبح هذا الأمر كابوسا يقض مضاجع الكثيرين، وأصبحت هذه العبارات تمر أحيانا وكأنها صارت اعتيادية.

نعلم تمام العلم أن الأعمار هي بيد الخالق عز وجل مدبر تدابير الحياة وأسبابها، واذا أراد للشيء أن يقول له كن فيكون، ولكن عز وجل أمرنا بالحرص على حياتنا وتجنب مسالك الخطر والعمل على تفاديها وعدم وقوعها مرة أخرى حفظاً وصونا للحياة البشرية.

في النقاش عن حوادث الطرق ونسبر أغوار هذا الموضوع، لا شك بأن هناك أسبابا يتحمل قائدو المركبات جانبا من المسؤولية فيها، وتتقاسم الجهات المسؤولة الجوانب الأخرى من المسؤولية، فكما يقول المثل «لا توجد نار بدون دخان» فلا بد أن تكون هناك أسباب تقف وراء عدة حوادث، وهي حالة الطريق خصوصا الطرق البعيدة التي تربط المدن ببعضها كطريق مسقط صلالة من أدم إلى ثمريت وغيرها.

سنويا وفي أوقاتٍ متفرقة من شهور السنة نسمع الأنباء الكارثية المأساوية والتي تنتج عنها وفيات، وأحيانا بأعداد كثيرة تبعث في النفوس الأسى والألم، والكثير من التساؤلات لم لا توجد حلول لذلك، والعمل عليها بوتيرة سريعة حفاظاً على أرواح الناس ولا نرى أو نسمع مزيدا من الأرواح تحصد بين الفينة والأخرى؟

نعلم بأن العمل ماض في هذا الاتجاه وهو ازدواجية طريق أدم- ثمريت والعديد من المشاريع الأخرى، ولكن لماذا لا يتم توزيع ذلك على أكثر من شركة حتى لا يزيد من عمر تنفيذ المشروع، وتنتفع بذلك أكثر من جهة خدمية بدلا من حصرها على شركة واحدة بوقت أطول، ويؤدي ذلك إلى أن يدفع المواطن والزائر والمقيم أرواحهم ثمنا لذلك إلى أن يكتمل المشروع.

غدت حوادث طريق صلالة - مسقط من الأنباء المؤلمة التي تؤرق وتكدر سامعيها، وغدت تلك الأخبار من المعتاد سماعها والشغل الشاغل والهاجس الذي تترنم به حوارات الناس، غدت حاجة ملحة لإيجاد الحلول التي تؤول دون مزيد من الحوادث المأساوية .

في الآونة الاخيرة حدثت الكثير من حوادث الطرق في صلالة على وجه الخصوص، ومن بعض أسباب تلك الحوادث جنوح بعض المركبات عن مسارها الى الجانب المعاكس من الطريق، لأنه لا يوجد هناك حاجز بين جانبي الطريق في الطرق السريعة لكي يمنع المركبات من الاقتحام الى الجانب الآخر، وبشكل مؤسف هناك من خسر حياتهم وهم في عمر الزهور، والأمر المؤسف والغريب حدثت مثل هذه الفضائع لعدة مرات، ولكن لا توجد دراسة جدية لمعرفة السبب والوقوف على النتائج التي تمنع ذلك.

إنني أتساءل هنا باستغراب لماذا لا تتحرك الجهات المعنية حول ذلك، لماذا لا يتم بناء حاجز يمنع المركبات الاخرى من الوصول الى الجانب المعاكس من الطريق في حالة خروج مركبة عن سيطرة من يقودها، كم من الحوادث سيتم تفاديها وكم من الارواح يمكن أن ُتجنب موتا محققا، هناك الكثير من المبالغ التي تصرف لمشاريع كثيرة في البنية التحتية ولكن لماذا لا نجد حلا لذلك! عند رؤيتي لبعض البرامج الوثائقية والتي جوهر حديثها عن حوادث الطرق من مختلف بلدان العالم، يتم تشكيل لجنة لتقصي الحقائق والبحث عن المسببات وتحليلها، وكثيراً ما نسمع عن استقالات بعض المسؤولين عندما تكون هناك خسائر في الأرواح، أتساءل لماذا لا تكون لدينا لجان تتشكل للوقوف بجدية والبحث عن أسباب تلك الحوادث، واستخلاص النتائج وإيجاد الحلول التي تؤول دون حدوث ذلك في المستقبل؟ .كما لا نغفل عن سلوكيات بعض قائدي المركبات الجنونية والتي تصدر عن عدم مسؤوليتهم تجاه واجبات الطريق والحرص على سلامتهم وسلامة الاخرين، كم من أُسرٍ خرجت من بيوتها ولم تعد إليه مرةً أُخرى بسبب تهور بعض قائدي المركبات وعدم الالتزام بالواجبات تجاه الطريق، كما أن هناك تصرفات تدعو الى الريبة والاستغراب وهي اقتراب بعض قائدي المركبات من المركبة لدرجة قريبة جداً بحيث لا يستطيع أن يتفادى أي حدث مفاجئ للمركبة التي أمامه، وأيضا السرعة الجنونية وبدون أي حاجة ملحة لذلك، والغريب في الأمر أنه عندما يرى فارق الوقت لحظة الوصول، تكون فقط دقائق بسيطة بينه وبين المركبة التي تجاوزها، وحينما تساءل بعض الإخوة عن سبب تلك السرعة يجيب بإجابة ربما تفاجئ المستمع، وهي «لا أستطيع القيادة إلا بهذه الطريقة السريعة وقد اعتدت على ذلك».لقد بلغ الأمر بهذا الشأن مبلغا كبيرا ليغدو قضية من القضايا الملحة والتي تستوجب النقاش والتركيز عليها لأهميتها فأرواح الناس لا تقدر بثمن، تحدث الاقدار وهي بأمر الله تدبيراً وتقديراً ولا اعتراض على مشيئة الخالق جل جلاله، فالله سبحانه وتعالى أمرنا بحفظ أنفسنا والبعد عن المخاطر وتجنبها والعمل على تفاديها وعدم تكرارها.