1107700
1107700
العرب والعالم

أبو الغيط : الأكراد مكون أصيل في العراق ولا نقبل إلا بسوريا الموحدة

12 سبتمبر 2017
12 سبتمبر 2017

خلال أعمال الدورة 148 لمجلس الجامعة العربية -

القاهرة - العمانية ـ (د ب أ) : أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط أن العرب يمدون أيديهم للأكراد لاستمرارهم كمكون أصيل في الدولة العراقية .

وقال ابو الغيط ، خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة 148 لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري برئاسة احمد يوسف وزير خارجية جيبوتي ، وقد ترأس وفد السلطنة المشارك في أعمال الدورة سعادة الدكتور علي بن احمد العيسائي سفير السلطنة المعتمد لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية.

وقال ابو الغيط: إن «دحر التنظيمات الإرهابية في العراق وتحرير 90 % من الاراضي ، التي كانت تسيطر عليها ، إنجاز كبير يحسب لرجالات العراق ، وفصل تكتبه كافة مكونات الدولة العراقية بلا إقصاء او استثناء او نبذ» .

وأشار أبو الغيط إلى تأييد الجامعة العربية أي ترتيب أو اتفاق يكون من شأنه حقن الدماء وحفظ الأنفُس، وخفض التصعيد العسكري، وحماية المدنيين، وإدخال المُساعدات الإنسانية إلى المناطق المُحاصرة في سوريا.

وأضاف أنه وبرغم أن الوضع في مناطق خفض التصعيد ليس مثالياً، إلا أن الظروف تُعد أفضل بالنسبة للسكان المدنيين والمأمول أن يستمر تثبيت الأوضاع في هذه المناطق، وبما يسمح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى السكان عبر نظام مستمر ومتواصل، خاصة إلى هؤلاء الذين عانوا من ويلات الحصار والضربات الجوية لفترات طويلة.

وأكد على أن هذه الترتيبات هي في غايتها وأهدافها تظلُ ترتيبات مؤقتة، ولا ينبغي أن تُمثل - بأي حالٍ- تمهيداً لاستدامة أوضاعٍ تنطوي على تقسيم فعلي للوطن السوري ، قائلا «نحنُ لا يجب أن نقبل إلا بسوريا الموحدة، بحدودها التي عرفناها طوال القرن الماضي».

وأشار إلى أن الترتيبات المؤقتة، على أهميتها الشديدة في وقف نزيف الدم، لا ينبغي أن تكون بديلاً عن المسار السياسي لتسوية الأزمة السورية بصورة شاملة، ووفقاً لمُقررات جنيف1، وعلى أساس قرار مجلس الأمن 2254 .

وشدد على ضرورة أن تكون سوريا المُستقبل صاحبة سيادة حقيقية على أراضيها لا مكان فيها للميليشيات الأجنبية أو للمقاتلين الأجانب، ولا وجود على أرضها للجماعات الإرهابية ، مؤكدا أن أي استقرار على المدى الطويل في سوريا يستلزم خروج كافة الميليشيات الأجنبية والمقاتلين الأجانب من أراضيها، تماماً كما يتطلب القضاء على الجماعات الإرهابية.

وأبدى أبو الغيط تعجبه من سعي اسرائيل لعضوية غير دائمة في مجلس الأمن ، وهي الدولة الأكثر انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن وللشرعية الدولية بوجه عام ودأبها على التشكيك في نزاهة المنظمة الدولية وحيادها وأن تجدَ إسرائيل من يؤازرها في مسعاها هذا.

وأشار الى أن شعور إسرائيل في إمكانها استدامة احتلالها للأراضي العربية، وتطبيع علاقاتها مع العالم في نفس الوقت، هذه المعادلة للأسف ، سوف تقود في النهاية إلى تقويض حل الدولتين، وإلى انفجار الأوضاع في الأراضي المحتلة، ومن ثمَّ في المنطقة بأسرها.

وأكد أبو الغيط أن الأوضاع في اليمن تكشف عن تمترس القوى الانقلابية خلف مواقفها النابعة من مصالح ذاتية وتوجهات أنانية ، قائلا «صار واضحاً اليوم من هو الطرف المسؤول عن تعطيل أي حل سياسي محتمل». وأشار إلى رفض الحوثيين كافة المبادرات المتوازنة التي تقدم بها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ .

وقال أبو الغيط إن الجامعة تتابع الوضع بدقة في ليبيا عبر مبعوث الامين العام الخاص ،ومن خلال عضويتها في المجموعة الرباعية المعنية بليبيا ، مشيرا إلى أن الأوضاع هناك ما زالت بعيدة عن الاستقرار .

ولفت أبو الغيط إلى أن هناك محاولات صادقة تُبذل من أجل لم الشمل والوصول إلى كلمة سواء بين الفرقاء ، مشيرا إلى أن هناك تقارباً أكثر، مقارنة بما مضى، بين المواقف الدولية والعربية إزاء الأزمة الليبية وسبيل الخروج منها.

من جانبه ، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن الواقع الإقليمي الصعب في المنطقة ، وما يشهده من أوضاع سياسية وأمنية مؤلمة ، مع تصاعد الصراعات التي تمزق بعض الدول العربية ، قد فتحت الباب لتدخلات دولية وإقليمية تحاول رسم مستقبل شعوب وحدود الدول العربية .

وأشار شكري ، في كلمته ، إلى ما انتجته هذه الأزمات من مآس إنسانية غير مسبوقة في التاريخ المعاصر، وتفش لخطر تنظيمات إرهابية وتكفيرية مازالت رغم مواجهتها تهدد باقتطاع أجزاء من أقاليم دول عربية ، وتغيير وجه المنطقة وثقافتها المتسامحة التي دامت لقرون.

وأكد أن اجتماع مجلس الجامعة العربية فرصة مواتية لرسم خريطة طريق لمعالجة هذه الأزمات وما تشهده المنطقة من حالة سيولة سياسية وأمنية عصفت ببنى الدول الوطنية، ونبتت معها نذر تدويل القضايا العربية، وهو ما بات يتطلب صوتاً وفعلاً عربياً لمواجهتها برؤية حقيقية وواقعية موحدة.

وشدد على ضرورة أن تظل الجامعة العربية القاطرة ، التي لا غنى عنها لحمل مصير الأمة ، ولا مصلحة لأحد في هدمها أو إضعافها أو تهميش دورها، مطالبا بالعمل على دعمها حتى يكون للعرب صوت مسموع وفعل مؤثر في قضاياهم، عبر تكثيف التنسيق والتشاور العربي وإيجاد حلول لأزماتهم .