1106723
1106723
العرب والعالم

الأردن وروسيا تتعاونان لإقامة منطقة خفض توتر جنوب سوريا وتعزيزات عسكرية إلى «دير الزور»

11 سبتمبر 2017
11 سبتمبر 2017

مفاوضات «أستانة 6» الجمعة المقبل يسبقها لقاء «مجموعة العمل» والمحادثات بين الحكومة والمعارضة -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات

أكدت عمّان وموسكو أمس انهما تتعاونان مع واشنطن للوصول إلى إقامة منطقة خفض توتر جنوب سوريا بعد «نجاح» اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنجز قبل نحو شهرين بفضل التعاون الثلاثي.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأردني أيمن الصفدي في عمّان «ناقشنا الأوضاع المتعلقة بإنشاء منطقة خفض تصعيد في الجنوب الشرقي لسوريا».

وأضاف بحسب الترجمة من الروسية إلى العربية «أقصد في المنطقة الجنوبية التي تم التوافق عليها بناء على تعاون روسي أردني أمريكي، وعبرنا عن دعمنا لحل كل القضايا المتعلقة بأدائها في إطار ثلاثي واتفقنا على اتصالات مستقبلية بهذا الشأن».

وصمد وقف لإطلاق النار توسطت فيه الأردن وروسيا والولايات المتحدة في محافظات درعا والقنيطرة والسويداء منذ دخوله حيز التنفيذ في 9 يوليو الماضي.

من جهته، قال الصفدي «نحن شركاء في محادثات ثلاثية مع الولايات المتحدة انتجت اتفاقا لوقف إطلاق النار اثبت انه صمد وانه كان ربما الأنجح بين كل الاتفاقات التي تم التوصل اليها سابقا».

وأضاف «مستمرون في التواصل والهدف التوصل إلى إنشاء منطقة خفض التصعيد بأسرع وقت ممكن وهذه مساحة من التعاون الروسي الأردني الأمريكي التي أثمرت نجاحا نعتقد انه ضروري».

وأكد أن «المحادثات الثلاثية الأمريكية الروسية الأردنية لإنشاء منطقة خفض التصعيد، تسير بشكل جيد» مشيرا إلى أن التعاون الثلاثي «هو الذي حقق هذا النجاح حتى اللحظة».

وأضاف الصفدي «مستمرون في العمل معا من أجل التوصل إلى منطقة خفض التصعيد تعود معها الحياة الطبيعة إلى تلك المناطق ويشعر المواطن السوري بالأمن والأمان».

وأكد الوزير الأردني «نحن ننظر إلى هذا كجزء من حل، أي بمعنى أننا نريد في الأردن وقفا شاملا لإطلاق النار على جميع أراضي سوريا، وان نتقدم بعد ذلك باتجاه حل سلمي يأخذنا إلى مرحلة جديدة يقبلها الشعب السوري وتحقق الأمن والأمان في سوريا». وأضاف «نريد خروج كل القوات الأجنبية من سوريا وان تعود دولة آمنة مستقرة ومستقلة تملك السيادة وتملك قرار نفسها وتحقق الأمن والأمان لشعبها».

ميدانيا استقدمت قوات الحكومة السورية تعزيزات عسكرية إلى مدينة دير الزور في شرق سوريا، تمهيداً لبدء هجوم جديد يهدف إلى طرد تنظيم «داعش» من الأحياء الشرقية التي يسيطر عليها منذ ثلاث سنوات.

وتشكل محافظة دير الزور في الوقت الراهن مسرحا لعمليتين عسكريتين، الأولى تقودها قوات النظام السوري بدعم روسي، والثانية أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية المؤلفة من فصائل كردية وعربية بدعم أمريكي السبت ضد الجهاديين في شرق المحافظة.

وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن وكالة فرانس برس أمس عن وصول «تعزيزات عسكرية كبيرة تتضمن عتادا وآليات وعناصر إلى مدينة دير الزور، تمهيداً لبدء قوات النظام هجوما يهدف إلى طرد تنظيم داعش من الأحياء الشرقية في المدينة».

ويأتي الاستعداد للهجوم الأخير بعد أقل من أسبوع على تقدم كبير لقوات النظام في محيط المدينة تمكنت خلاله من كسر حصار فرضه التنظيم على الأحياء الغربية ومطار دير الزور العسكري منذ مطلع العام 2015. وأعلن الجيش الروسي الذي يدعم عمليات قوات الجيش السوري أمس إرسال نحو أربعين خبيرا في نزع الألغام إلى دير الزور، مشيرا إلى انه سيتم نشر 175 خبير ألغام في سوريا.

وتواصل طائرات حربية سورية وروسية، بحسب المرصد، أمس «استهداف مواقع تنظيم «داعش بشكل كثيف في مدينة دير الزور ومحيطها وأريافها».

كما أعلنت وزارة الخارجية الكازاخستانية، أن الجلسة العامة لاجتماع أستانة 6 حول سوريا ستعقد يوم الجمعة المقبل.

وقال المكتب الصحفي للوزارة في بيان نقلته وسائل إعلام، أن اجتماع الجلسة العامة لمحادثات الجولة السادسة بشأن تسوية الأزمة في سورية سيعقد في الخامس عشر من الشهر الحالي.

وأضاف المكتب في بيانه ندعو ممثلي الإعلام لتغطية اجتماع الجلسة العامة للمحادثات التي ستعقد في فندق ريكسوس بريزدنت في أستانا. وكان المتحدث باسم الخارجية الكازاخية أنور جايناكوف أكد في السادس من الشهر الحالي، أنه لا توجد أي تغييرات في موعد اجتماع أستانة 6 حول سوريا. مشيرا إلى أنه سيعقد غدا لقاء مجموعة العمل حول سوريا ثم ستعقد في اليومين التاليين أي في الـ 14 والـ 15 منه المحادثات بين الحكومة السورية والمعارضة. وأعلن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أن السعودية جادة بالفعل في تسوية الأزمة السورية، مضيفا أن الرياض دعمت عملية المفاوضات السورية في أستانة.

وبعد انطلاقها تلقينا من السعودية تأكيدات بأنها تدعم هذا الإطار وأنها مستعدة للتعاون في إقامة مناطق تخفيف التوتر وتنفي غيرها من المبادرات التي تستحدث في أستانة». وقال لافروف: «جميع الموجودين على الأراضي السورية أو في أجوائها دون موافقة دمشق ينتهكون القانون الدولي. من جهة أخرى قال وزير الخارجية الروسي إن بعض أعضاء التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لا تزال تحاول حماية تنظيم «جبهة النصرة»، مؤكدا أن ذلك «أمر غير مقبول على الإطلاق».

كما أفاد مصدر عسكري لـ«عمان» أن مسلحي «داعش» انسحبوا إلى سفح جبل الثردة 2 وهناك حالة انهيار في صفوفهم، ويقوم سلاح الجو في الجيش السوري باستهدافهم «في جبال الثردة 2و 3 ».

وحسب مصادر إعلامية، قدمت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكيا لتصل إلى المنطقة الصناعية بدير الزور التي تبعد 15 كم عن مكان تمركز القوات الحكومية في الطرف الآخر للمدينة عبر نهر الفرات.

وأظهرت مقاطع فيديو بثها إعلام حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي YPG فقد تم طرد «داعش» من العديد من قرى شمال مدينة دير الزور بعد بدء عملية «عاصفة الجزيرة» التي اعلن مجلس دير الزور العسكري التابع لـ «قسد» عنها يوم السبت.

وبوصول وقوات سوريا الديمقراطية ( قسد ) إلى المدينة الصناعية في دير الزور تكون قد اقتربت من قوات الجيش السوري وحلفاءه الذين تمكنوا من فك الحصار عن القوات المحاصرة داخل المدينة عبر محور تدمر السخنة في الصحراء السورية.

وفي سياق متصل، وعلى جبهة شرق العاصمة استهدفت رمايات صاروخية مواقع المسلحين في محور جوبر عين ترما، وفجر الجيش السوري نفقا على محور الاتستراد الدولي دمشق حمص بالقرب من سيرونكس، واستعاد الجيش السيطرة على محطة صلبا الكهربائية في ريف السلمية بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي «داعش».

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، عن إرسال مجموعة خبراء في إزالة الألغام، للمساعدة في تفكيك الألغام بمدينة دير الزور.

وقالت الوزارة في بيان إن «المفرزة المتقدمة التي تضم أكثر من 40 خبيرا من المركز الدولي لمكافحة الألغام التابع للقوات المسلحة الروسية، و7 وحدات من المعدات الخاصة، إضافة إلى مجموعة من الخبراء مع كلاب مدربة على كشف الألغام تم نقلهم بواسطة طائرات نقل عسكرية إلى مطار حميميم السوري».

ولفت البيان أن «خبراء عسكريين سيتوجهون في القريب العاجل إلى أحياء دير الزور التي تم تحريرها في وقت سابق، وذلك من أجل إجراء عملية الاستطلاع، وتقدير نطاق عمليات إزالة الألغام المقبلة». وبحسب البيان، فإن «175 عسكريا من المركز الدولي لمكافحة الألغام، و42 وحدة من المعدات الخاصة، بينها منظومات روبوتية من طراز «أوران-6» سيتم نقلها إلى سوريا للمشاركة في عمليات إزالة الألغام».

وأشار البيان إلى أن «المهندسون العسكريون سيقومون في الدرجة الأولى بإزالة الألغام من الطرق المؤدية إلى منشآت البنية التحتية للمدينة، وهي مستشفيات ومدارس ومنازل سكنية، ومنشآت مخصصة لإمداد المدينة بالطاقة الكهربائية والمياه، إضافة إلى مواقع ثقافية».

وحذر نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الولايات المتحدة بالتعامل معها كقوة معادية، في حال لم تخرج قواتها بنفسها من سوريا مضيفا أن من يريد محاربة الإرهاب عليه التنسيق مع دمشق.

وقال المقداد في مقابلة تلفزيونية، إن «القوات الأمريكية دمّرت البنى الأساسية في سوريا وأعمالها موجهة لخدمة الإرهاب، وعلى الولايات المتحدة أن ترحل وإلا سنتعامل معها كقوة معادية..وجود أي أجنبي على أرض سوريا غير مقبول، والأمريكي هو معاد لسوريا».

ولفت المقداد إلى أن مسلحي داعش وصلوا إلى دير الزور بفضل المساعدة الأمريكية، مذكّرا بالضربة الأمريكية على جبل الثردة ضد الجيش السوري والتي تسببت بدخول داعش إليها وحصار المطار العسكري في دير الزور. وفيما يخص الملف الكيماوية، أشار المقداد إلى أن الاتهامات الموجهة للحكومة السورية باستخدام السلاح الكيميائي تتزامن دائما مع ما يحققه الجيش السوري من إنجازات على الأرض، مشددا على أن «سوريا لم تستخدم الكيماوي مطلقا وهو ليس لديها».

وفي ضوء الغارة الإسرائيلية الأخيرة على مصياف، حذر المقداد، إسرائيل من مغبة تكرار مثل هذه الاعتداءات مؤكدا أنها ستدفع الثمن غاليا في الوقت المناسب.

وتابع المقداد قائلا، «لن تستطيع إسرائيل في هذه الظروف أن تحرف انتباهنا عن دير الزور وما خلف دير الزور لإنقاذ شعبنا من إرهاب داعش».