1106641
1106641
العرب والعالم

مفوض حقوق الإنسان: ميانمار هي «مثال نموذجي للتطهير العرقي»

11 سبتمبر 2017
11 سبتمبر 2017

أزمة الروهينجا تؤجج «التوتر الديني»  -

عواصم - (د ب أ - رويترز): قال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين أمس إن العملية الأمنية القاتلة التي تشهدها ولاية راخين في ميانمار تهدف على ما يبدو لتخليص الدولة من أقلية الروهينجا المسلمة.

وقال زيد لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف إن:»الوضع الراهن لم يتسن تقييمه بالكامل بعد، ولكن الوضع يبدو كمثال نموذجي للتطهير العرقي».

وأشار مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى أنه أصيب بالفزع من التقارير التي ذكرت أن ميانمار بدأت تزرع ألغاما على حدودها مع بنجلاديش، وأنه من المسموح للاجئين العودة إلى ديارهم فقط إذا قدموا دليلا على جنسيتهم، حتى رغم أن معظم أبناء الروهينجا عديمي الجنسية.

وقال زيد:»هذا الإجراء يشبه حيلة ساخرة تهدف للنقل القسري لأعداد كبيرة من البشر بدون احتمالية لعودتهم».

وفر نحو 313 ألف شخص من الروهينجا المسلمين إلى بنجلاديش المجاورة منذ هاجم متمردون من الروهينجا 30 موقعا للشرطة في أواخر الشهر الماضي، ما أثار رد فعل واسع النطاق من جانب الحكومة.

ووفقا لبيانات المنظمة الدولية للهجرة،التابعة للأمم المتحدة، فإن نحو 20 ألف شخص في المتوسط وصلوا يوميا إلى بنجلاديش على مدار الأيام الستة عشر الماضية.

وقال زيد «لقد تلقينا تقارير متعددة وصورا التقطتها الأقمار الاصطناعية لقوات الأمن وعناصر ميليشيا محلية وهم يحرقون قرى الروهينجا، وأقوال تتفق مع ذلك حول جرائم إعدام خارج نطاق القضاء، بما فيها إطلاق النار على المدنيين الفارين».

وأضاف أنه حتى قبل الإجراءات الصارمة الحالية، ارتكبت السلطات انتهاكات واسعة النطاق ضد الروهينجا، وهو ما يمكن أن يصل إلى حد الجرائم ضد الإنسانية حال وصول الأمر للمحاكمة. وقال زيد:»أدعو الحكومة (في ميانمار) لإنهاء عمليتها العسكرية الوحشية الراهنة» ووقف التمييز ضد الروهينجا. وأعلنت مجموعة من متمردي الروهينجا تدعى «جيش إنقاذ روهينجا أراكان» أمس الأول وقف إطلاق النار ضد قوات ميانمار لمدة شهر، ولكن الحكومة في ميانمار رفضت النداء.

وكتب زاو هتاي،وهو مدير عام في مكتب مستشارة الدولة أون سان سو تشي، على تويتر:»ليس لدينا سياسة التفاوض مع الإرهابيين». ومن جانبها قالت بنجلاديش إنها خصصت أرضا لبناء مخيمات مؤقتة في منطقة كوكس بازار الجنوبية لإيواء الروهينجا النازحين، نظرا لاستنفاد طاقة أماكن الإيواء الموجودة بالفعل.

وسوف تكون المخيمات المقترحة في منطقة أوخيا الفرعية، حيث يعيش الكثير من اللاجئين الآخرين في الجوار في مخيم قديم، حسبما قال علي حسين رئيس إدارة المنطقة. وقال وزير الداخلية أسد الزمان خان للصحفيين إن المخيمات التي سوف تخصص للوافدين الجدد يمكن أن تشيد على مساحة ألفي فدان.

وتعتزم وكالة الأمم المتحدة للاجئين إعداد سجلات بيومترية للوافدين الجدد من أجل إدارة أفضل، حسبما أفادت فيفيان تان،المتحدثة باسم الوكالة لشؤون جنوب آسيا. ومن ناحية أخرى، أطلق برنامج الأغذية العالمي خطة لتوزيع الأغذية على مدار الشهور الأربعة المقبلة لصالح 300 ألف شخص.

وسوف تحصل كل أسرة على 50 كيلوجراما من الأرز شهريا في إطار الخطة، حسبما أفاد مهرين أحمد المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي في دكا. وتصاعد التوتر الديني في ميانمار على ما يبدو أمس بعد أعمال العنف في ولاية راخين مما دفع الحكومة لتعزيز الأمن عند المعابد البوذية. وقال مفتي سليمان وهو إمام مسجد في بلدة تاونج دوين جي إن نحو 70 شخصا مسلحين بالعصي والسيوف هددوا بمهاجمة المسجد ليل أمس وهم يهتفون «هذه بلادنا وأرضنا». وأضاف لرويترز عبر الهاتف من داخل المسجد «أطفأنا أنوار المسجد وتسللنا إلى الخارج».

وقالت الحكومة في بيان إن المسلحين تفرقوا بعدما أطلقت الشرطة الأعيرة المطاطية.

وانتشرت شائعات على وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بأن المسلمين الذين يمثلون نحو 4.3 بالمئة من سكان ميانمار، وعددهم 51.4 مليون نسمة أغلبهم بوذيون، سينفذون هجمات في 11 سبتمبر أيلول للثأر للروهينجا في شمال راخين.

ودفعت هجمات شنتها جماعة جيش إنقاذ الروهينجا في أراكان على مواقع للشرطة وقاعدة للجيش يوم 25 أغسطس الجيش إلى شن هجوم مضاد كما أدت إلى هجرة جماعية للقرويين إلى منطقة كوكس بازار بجنوب بنجلادش. وتقول ميانمار إن قواتها الأمنية تقوم بعمليات تمشيط في مواجهة الجماعة التي تصفها الحكومة بأنها تنظيم إرهابي. ويقول مراقبون لحقوق الإنسان وروهينجا فارون إن الجيش وحراسا بوذيين في راخين شنوا حملة إحراق بهدف طرد الروهينجا الذي يقدر عددهم بنحو 1.1 مليون نسمة.

وقالت الحكومة السبت الماضي إنها ستتخذ إجراءات قضائية ضد كل من يروج لشائعات قد تؤدي إلى صراع ديني. وذكرت صحيفة (ميانمار تايمز) أن السلطات عززت إجراءات الأمن في منطقة ماندالاي هيل التي تشرف على مدينة ماندالاي حيث يوجد عدد كبير من المعابد البوذية. وعبر مسلمون في تدوينات على وسائل التواصل الاجتماعي اطلعت عليها رويترز عن مخاوفهم من مهاجمة مساجد أخرى ودعوا إلى تعزيز إجراءات الأمن.

وأشارت التدوينات إلى أن كبراء الطائفة المسلمة حثوا الناس على ضبط النفس.

وتأجج التوتر بين البوذيين والمسلمين منذ مقتل العشرات وتشريد عشرات الآلاف في اشتباكات دينية تزامنت مع بدء تحول البلاد إلى الديمقراطية عامي 2012 و2013.

ورفضت ميانمار أمس الأول وقفا لإطلاق النار أعلنته جماعة جيش إنقاذ الروهينجا في أراكان للسماح بتوصيل المساعدات إلى آلاف النازحين في شمال راخين وقالت إنها لن تتفاوض مع إرهابيين.

ويعيش آلاف الروهينجا في الولاية الواقعة بشمال غرب ميانمار دون مأوى أو غذاء وما زال الكثيرون يحاولون اجتياز الجبال والأحراش وحقول الأرز للوصول إلى بنجلادش. ولا يزال آلاف اللاجئين الروهينجا عالقين في ميانمار على ضفة نهر ناف الذي يفصل بين البلدين وقال مراقبون ومصادر بالمنطقة لرويترز إن معظم النازحين موجودون بشكل أساسي في بلدة ماونجداو.

وقال أحد سكان ماونجداو لرويترز عبر الهاتف إن النيران أضرمت في نحو 500 منزل جنوبي البلدة في ساعة مبكرة من صباح أمس. من جهته ذكر الزعيم الروحي للتبت، الدالاي لاما، أنه من المؤكد أن بوذا كان سيساعد، مسلمي الروهنجا المضطهدين بميانمار، داعيا أون سان سو تشي، لإيجاد حل سلمي لإنهاء الأزمة.

وكتب الزعيم البوذي، الذي يحظى باحترام الملايين حول العالم، سو تشي، الزعيمة الفعلية لميانمار، بعد وقت قصير من اندلاع أعمال العنف في أواخر أغسطس الماضي.

وطلب من سو تشي، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام «التواصل مع جميع قطاعات المجتمع» لحل الأزمة.

وكتب الزعيم البوذي في الرسالة التي أصدرها مسؤولون من التبت أمس: «إن الأسئلة التي تم طرحها علي، تشير إلى مواجهة الكثير من الناس صعوبة في التوفيق بين ما يبدو أنه يحدث للمسلمين هناك، وسمعة ميانمار كدولة بوذية».وأضاف: «أناشدك وأناشد زملائك من القادة، للتواصل مع جميع قطاعات المجتمع، لمحاولة استعادة العلاقات الودية بين المواطنين، بروح السلام والمصالحة».

وكان الدالاي لاما قال في تصريحات له قبل مغادرته في جولة أوروبية في مطلع الأسبوع الجاري، إنه يشعر «بالحزن الشديد» إزاء العنف في ميانمار.

وقال الدالاي لاما للصحفيين «إن هؤلاء الناس... الذين تروهم... والذين يتسببون في مضايقة بعض المسلمين ... يجب أن يتذكروا أن بوذا لو كان في مثل هذه الظروف كان سيساعد بالتأكيد هؤلاء المسلمين المساكين».