كلمة عمان

مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم

11 سبتمبر 2017
11 سبتمبر 2017

إن مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، قد أصبح منذ إنشائه قبل عدة سنوات، ركيزة أساسية من ركائز تطوير العمل والأداء الثقافي والفكري والفني على المستوى المحلي، وذلك عبر الجوائز والأنشطة التي يرعاها، ومن خلال الجمعيات والجهات التابعة له أيضا، وفي الوقت ذاته فإنه يقوم بدور شديد الأهمية على صعيد دعم وتعميق وتوسيع نطاق وسبل الحوار الثقافي والحضاري والفكري بين السلطنة والشعوب الأخرى، سواء من خلال كراسي السلطان قابوس العلمية في العديد من الجامعات على امتداد العالم، أو من خلال المراكز الثقافية العمانية والتعاون الثقافي مع مؤسسات عربية وإقليمية ودولية، فضلا عن استضافة علماء ومفكرين من مختلف دول العالم لإلقاء محاضرات والمساهمة في ندوات ينظمها مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والفنون بين وقت وآخر.

وفي الوقت الذي تشكل فيه جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، واحدة من أهم الجوائز الثقافية المرموقة على الصعيد العربي، حيث تحظى باهتمام كبير من جانب المثقفين والمفكرين والفنانين، العمانيين والعرب على امتداد المنطقة، فإن جائزة السلطان قابوس لحفظ القرآن الكريم، المخصصة لأبنائنا وبناتنا في سن مبكرة، وحسب الإجراءات المنظمة للجائزة، تحظى بإقبال كبير ومتزايد في كل مستوياتها، ولعل من أكثر الخطوات أهمية، أن مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، يحرص على إشراك أكبر عدد من المثقفين والمفكرين والكتاب والفنانين العمانيين في طرح رؤاهم وأفكارهم لتطوير أداء المركز، والوصول بأنشطته إلى أكبر قطاعات ممكنة، سواء داخل السلطنة أو على المستويين العربي والعالمي، تحقيقا لرسالته الرفيعة التي يعمل من أجل تحقيقها.

وفي هذا الإطار فإن كراسي السلطان قابوس العلمية، والتي يصل عددها إلى 16 كرسيا باسم جلالته، تعمل في أربع عشرة جامعة من أكثر الجامعات تميزا على مستوى العالم، وفي كل القارات تقريبا، استطاعت تحقيق درجة عالية من التفاعل الفكري والثقافي لإلقاء مزيد من الضوء على جوانب عدة للدين الإسلامي الحنيف، ولمبادئه السمحة، وللإسهام الحضاري العماني والعربي الرفيع في الحضارة الإنسانية، في مختلف مراحلها. وقد أشار أمين عام مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، إلى أن الإنفاق على كراسي السلطان قابوس في الجامعات العالمية تحول، خلال العامين الماضيين، إلى أسلوب الهبات الوقفية الثابتة، التي يتم استثمارها لخدمة النشاط العلمي والأكاديمي لكل منها، وفق الخطط الخاصة لكل منها، وهو ما يحقق الحفاظ عليها ويدعم خطواتها لتحقيق أهدافها النبيلة، ومنها إظهار الصورة الطيبة والحقيقية للدين الإسلامي الحنيف، وقدرته وقدرة أبنائه على التفاعل النشط والمفيد مع التطور التقني والعلمي الذي يعيشه عالم اليوم في مختلف المجالات، بعيدا عن الصور المشوهة التي يحاول البعض إلصاقها بالإسلام والمسلمين.