1105314
1105314
عمان اليوم

«الديمانيات» تحتضن أنواعا من النباتات والطيور والسلاحف والشعاب المرجانية

11 سبتمبر 2017
11 سبتمبر 2017

أرخبيل يضم 9 جزر تشكّل متحفًا للطبيعة -

كتبت - خالصة بنت عبدالله الشيبانية -

تعمل محمية جزر الديمانيات على حماية وضمان الكائنات الفطرية وموائلها من أجل إتاحة الفرصة لها للتكاثر وضمان تجدد مواردها الطبيعية، وتساهم المحمية في الحفاظ على نماذج من البيئات الفطرية من أجل الدراسات العلمية والرصد البيئي والتعليم، كما تعمل مع مجتمعات الصيد المحلية لتعزيز المنافع الاقتصادية والثقافية بطريقة مستدامة.

أرصفة مرجانية

تضم المحمية 15 نوعاً من النباتات البرية وتتواجد بكثافة كبيرة في جزيرتي (خرابة والجبل الكبير) مما جعلهما من أهم مواطن تعشيش الطيور، كما تضم أنواعا عديدة من الطحالب البحرية التي تعد مصدرا غذائيا للعديد من الكائنات البحرية مثل السلاحف والثدييات، وتدعم جزر الديمانيات أنواعا عديدة من الشعاب المرجانية الموجودة في المنطقة والتي تحمي الشواطئ بتكوينها كأرصفة مرجانية في المياه الضحلة مثل المرجان القرنبيطي والمرجان المنضدي والمرجان الشجيري الرخو ومرجان زهرة الربيع والمرجان القنفذي والمرجان المخي، ويعتقد أن النمو الكثيف للمرجان ناتج بصفة أساسية عن وفرة الطبقة التحتية الملائمة وغير الملوثة في المياه الضحلة، وينمو المرجان بصفة عامة على الصخور المكشوفة مكونا إطارا بسمك عدة أمتار، وهناك عدة أنواع من الشعاب المرجانية التي تنمو على مساحات من الرمال أو على المرجان المتكسر، وتوفر الشعاب البعيدة عن الجزر مواطن عديدة للإعاشة وأماكن تغذية لمجموعات الأسماك ذات الأهمية التجارية.

وتعتبر محمية جزر الديمانيات الطبيعية الموطن الطبيعي لمجموعة كبيرة من مفردات الحياة الفطرية، وتتخذها العديد من الطيور بأنواعها المختلفة ملاذاً لها وذلك لتوفر الغذاء ولطبيعة المياه الضحلة للجزر، وتعد الجزر محطة مهمة للطيور المهاجرة كالعقاب النساري والصقر السخامي، وتتحول الجزيرة إلى بانوراما رائعة عند هجرة آلاف الطيور البحرية خلال موسم التكاثر كالبلشون الأبيض والبلشون الرمادي ومالك الحزين ومختلف البط البحري وأنواع كثيرة من طائر النورس، وخطاف البحر الشامخ الأنف، وبعض الطيور الاستوائية الحمراء البطن.

سلاحف بحرية

تتخذ السلاحف البحرية من محمية جزر الديمانيات الطبيعية محطة لتعشيشها ووضع البيض كل عام، منها السلاحف الخضراء المتواجدة في مجموعات قليلة، وسلاحف الشرفاف، التي تتراوح أعدادها من 250 إلى 300 سلحفاة تعشش سنوياً في المحمية، حيث تعشش في المناطق المرتبطة بالشعاب المرجانية، وتعشيش السلاحف في الجزر يجعلها في مأمن من الثعالب والذئاب والكلاب الضالة التي تأكل بيضها وصغارها، وتنتشر في المحمية أنواع من الثدييات البحرية كالدولفين ذي الأنف القنيني والأنواع المحلية من الدولفين الشائع ، كما يتواجد في المحمية دولفين سبنر ( الدوار) والحوت الأحدب والحوت القرشي، والحوت الأسود الرأس.

كما تتوفر بمياه محمية جزر الديمانيات البيئة المناسبة لعدد كبير من الأسماك، أشهرها أسماك الهامور والشعري والكنعد والجيذر والصافي وأسماك الزينة، وحصان البحر، وأنواع كثيرة أخرى، كما تضم المحمية أنواعا من اللافقاريات منها السرطان والديدان وقناديل البحر والرخويات، والتي تلعب جميعها دوراً أساسياً في إكمال السلسلة الغذائية، كما يعيش في جزر المحمية نوعان من الزواحف وهما السقنقور والوزغة، بينما تتم مشاهدة الثعابين البحرية بعيدا عن الشاطئ في بعض الأحيان وبصفة خاصة في جانب البر الرئيسي للجزر.

وتتشكل محمية جزر الديمانيات الطبيعية من تسع جزر قبالة ساحل ولاية السيب وولاية بركاء، كما تشمل حدود المحمية الصخور والمياه الضحلة التي تمتد على بعد يتراوح بين 16 إلى 18 كيلومترا، من الشاطئ الممتد من السيب إلى بركاء، ويمكن الوصول إلى الجزر عن طريق استخدام الزوارق من أي مكان على طول الساحل، وتتميز الجرز بطبيعتها البكر ومناظرها الخلابة التي تؤهلها لتصبح متحفا للطبيعة.

شعاب مرجانية

تتكون الجزر التي تشكل المحمية من صخور جيرية وشعاب مرجانية عتيقة، وتوجد فيها منحدرات صخرية منحدرة في اتجاه البحر تستمر إلى داخل المياه في انحدار شديد إلى أعماق تتراوح ما بين 20 إلى 25 مترا، تحد الجزر من الجنوب جروف رملية ضحلة وواسعة، ويحدها نطاق مرجاني بارز، وقد احتفظت الجزر بجمالها الأخاذ وطبيعتها البكر، نظرا لانفصالها عن الساحل وعن كل ما من شأنه أن يمس بتوازنها البيئي.

وقد تم تقسيم المحمية إلى 3 مناطق إدارية رئيسية لتسهيل إدارة المحمية والحد من تأثير الأنشطة البشرية فيها، القسم الأول المنطقة المركزية، التي تعتبر منطقة حماية ذات أولوية عليا وتتطلب إجراءات حماية خاصة، والقسم الثاني منطقة الخدمات، وتشكل بيئة غير متغيرة وتقتصر البنية الأساسية فيها على المتطلبات الأساسية لإدارة المنطقة وبعض الأنشطة المحدودة، والقسم الثالث من المحمية يسمى المنطقة المحايدة، وتغطي مسافة 500 متر من حدود الجزر ويسمح فيها بأنشطة محددة فقط.

يشترط لدخول المحمية الحصول على قسائم دخول المحمية لممارسة نشاط السباحة أو الغوص أو التخييم من المديرية العامة لصون الطبيعة، ولا يسمح بالنزول على الجزر أو التخييم خلال الفترة من أول شهر مايو حتى نهاية شهر أكتوبر من كل عام ويسمح بعد هذه الفترة بالتخييم في جزيرتي الجبل الكبير والجون فقط، كما يمنع العبث بشباك الصيد والأقفاص الخاصة بالصيادين، وينبغي استخدام الأماكن الثابتة أو المتحركة المخصصة لأغراض إشعال النار (الشواء) في الجزيرتين المصرح بالتخييم فيهما، ويحظر جمع المرجان أو الكائنات البحرية الأخرى أو الإضرار بها أثناء الغوص، كما يجب عدم الإضرار بالسلاحف المعششة أو إزعاجها بلمسها أو الاقتراب منها أثناء تحركها على الشواطئ أو لمس بيضها أو جَمْعهِ، وعدم الإضرار بالطيور المعششة أو إزعاجها أو الاقتراب منها أو لمس بيضها أو جَمعهِ أو تحريكه، كما يجب عدم إحضار النباتات والبذور وكذلك القطط والكلاب أو حيوانات أخرى إلى الجزر، ويحظر قطع النباتات والأعشاب داخل المحمية، ويجب على زوار المحمية التخلص من القمامة بوضعها في الأكياس المخصصة لذلك وحملها معهم خارج الجزيرة، كما يجب عليهم إطفاء الأنوار والنار بعد الساعة التاسعة مساء.