1105195
1105195
الرئيسية

وزير الصحة: إصابات بالحصبة استدعت تنفيذ حملة للمكافحة

10 سبتمبر 2017
10 سبتمبر 2017

كتب- محمد الصبحي -

أكد وزير الصحة معالي الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي أن إجراء الحملة الوطنية للتحصين ضد مرض الحصبة جاء بعد ظهور عدد من حالات الإصابة بمرض الحصبة في عدد من الدول بما فيها السلطنة الأمر الذي استدعى إجراء حملة وطنية لمكافحة انتشار المرض في السلطنة، كون المرض فيروسيا وينتقل بسرعة، وذلك أمس خلال حفل تدشين المرحلة الثانية من الحملة رسميا في محافظة مسقط بمركز الخوير الشمالية الصحي تحت رعاية معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ مسقط بحضور معالي الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي وزير الصحة وعدد من المسؤولين والعاملين الصحيين ونخبة من ممثلي وسائل الإعلام المختلفة.

وتشمل الحملة الفئة العمرية من (20- 35) التي تنفذها وزارة الصحة والجهات المعنية الأخرى في الفترة من 10-16 سبتمبر الجاري والتي ستشمل جميع محافظات السلطنة ما عدا محافظتي ظفار والوسطى اللتين تم الانتهاء منهما في المرحلة الأولى من التحصين التي نفذت في شهر مايو الماضي.

وأضاف السعيدي أن الحملة بنيت على دراسات ومسموحات قامت بها وزارة الصحة مع مختلف الجهات المختصة، وتم اختيار الفئة العمرية من سن 20 إلى 35 لأنها أكثر عرضة للمرض وأقل مناعةً، وسيشمل التطعيم كافة المواطنين والمقيمين في هذه الفئة العمرية.

وأكد السعيدي أن السلطنة من الدول الرائدة في مجال التحصين بشهادات دولية، حيث حصلت السلطنة في العام الماضي على المركز الأول في إدارة الطعوم «اللقاحات» بين 127 دولة كأفضل نموذج، وتعد السلطنة مركزا لتدريب العاملين الصحيين في عدة دول في هذا المجال.

وأوضح وزير الصحة أن عدد الأشخاص المتوقع أن تشملهم الحملة مليون وثمانمائة وخمسون ألفا، بتكلفة إجمالية تصل إلى 5 ملايين ريال عماني.

وبدأت المؤسسات الصحية الحكومية والخاصة المصرح لها والمؤسسات الصحية غير التابعة لوزارة الصحة مثل الجهات العسكرية والأمنية وديوان البلاط السلطاني ومستشفى جامعة السلطان قابوس وغيرها باستقبال الفئة المستهدفة من المواطنين والمقيمين في المحافظات الذين يتم تطعيمهم بالمجان.

وتسهم هذه الحملة الوطنية في القضاء على مرض الحصبة وقطع سريان المرض وتقليل حدته وسد الفجوات المناعية وتعزيز المناعة لدى المجتمع والمحافظة على خلو السلطنة من المرض وستشمل حملة التطعيمات الفئات العمرية من (20 الى 35) سنة بلقاح الثلاثي الفيروسي للحصبة والحصبة الألمانية والنكاف (MMR).

ويعرّف مرض الحصبة بأنه مرض فيروسي حاد شديد العدوى ينتشر بين الأطفال خاصة وقد يصاب به الكبار أيضا، وتنتقل العدوى به من الشخص المصاب إلى آخر سليم عن طريق الرذاذ المتطاير منه والناجم من العطس والسعال أو عن طريق الاتصال المباشر بالشخص المصاب وبملامسة إفرازاته كإفرازات الأنف والحلق الملوثة بالفيروس، كما أن الشخص المصاب بالمرض يصبح قادراً على نقل المرض قبل 4 أيام من ظهور الأعراض عليه، وتستمر قابلية نقل العدوى لأربعة أيام أخرى بعد ظهورها. وتتراوح فترة الحضانة لفيروس الحصبة ما بين 10-14 يوماً (تعرف فترة الحضانة بأنها الفترة الممتدة من لحظة دخول الفيروس الى جسم الإنسان وحتى ظهور الأعراض والعلامات الأولى للمرض).

وتعتبر جميع الفئات العمرية التي لم تتلق لقاح الحصبة أكثر الفئات عرضة للإصابة بهذا المرض وتكون الإصابة أخطر وأعلى بين الأطفال وخصوصا من لديهم سوء تغذية، والنساء الحوامل، والعاملين الصحيين، ومرضى نقص المناعة أو ذوي المناعة المنخفضة.

وتتمثل أعراض هذا المرض في : ارتفاع في درجة الحرارة، سيلان في الأنف وسعال جاف واحمرار وحرقان بالعينين، في اليوم الثالث ظهور بقع بيضاء داخل الفم تشبه ذرات حبات الملح، وفي اليوم الرابع او الخامس ظهور طفح جلدي احمر اللون يبدأ خلف الأذنين ثم ينتشر على الوجه ثم الجذع وأخيرا يغطي سائر الجسد.

وتتمثل مضاعفات المرض في الإسهال، والتهابات الأذن، والالتهاب الرئوي والنوبات والتهاب المخ والجهاز العصبي، وقد تسبب الحصبة الإجهاض والولادة المبكرة للنساء الحوامل، وتكون الحصبة أكثر خطورة على الأشخاص ذوي المناعة المنخفضة من الأطفال والبالغين.

ولا يوجد هناك علاج محدد لهذا المرض الفيروسي لذلك يجب التركيز على طرق الوقاية والتحصين ولتجنب المضاعفات الناتجة عن العدوى يجب توفير العناية الداعمة كالتغذية السليمة والسوائل ومخفضات الحرارة بالإضافة الى إعطاء فيتامين (أ) للحماية من العمى والتقليل من خطر الوفاة حسب توصيات الطبيب المعالج.

والتطعيم (التحصين) باللقاح هو الطريقة الأكثر فاعلية للحماية من مرض الحصبة ومضاعفاتها، ويعتبر لقاح الحصبة من أكثر اللقاحات مأمونية وأسهم في خفض عدد الحالات والوفيات عالميا على مدى أكثر من 50 عاما منذ اكتشافه. كذلك ينبغي تجنب طرق نقل عدوى المرض التي ذكرت أعلاه.

وتقوم العديد من الدول التي ينتشر أو ترتفع فيها معدلات المرض، بحملات التحصين كإحدى الاستراتيجيات الصحية الرئيسية والناجعة للحد من انتشار وسراية المرض بالإضافة الى الحد من الوفيات الناجمة عن الإصابة به.

ولقاح مرض الحصبة لقاح آمن وهو عبارة عن لقاح ثلاثي فيروسي مدمج في لقاح ُواحد يسمَّى (MMR)ذو فعالية عالية للوقاية من 3 أمراض هي الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية ويستخدم في السلطنة لأكثر من عقدين من الزمان وهو نفس التحصين المستخدم حاليا في جدول التحصين الروتيني للأطفال والعاملين الصحيين حيث يعطى للأطفال بواقع جرعتين: الجرعة الأولى عند عمر الشهر الثاني عشر، والجرعة الثانية عند عمر الشهر الثامن عشر. وفي حملات التحصين بواقع جرعة واحدة لكل شخص بالغ عن طريق حقنة واحدة تعطى في الذراع تحت الجلد.

كما أن هذا اللقاح من بين الطعوم المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية إذ تعتبره من أفضل الطعوم من حيث المأمونية والفعالية وساهم في منع انتشار الحصبة وخفض الوفيات الناجمة عنها بنسبة 79% في عام 2015 مقارنة بعام 2000م.

وخلال فترة الحملة الوطنية سيتم توفير اللقاح مجاناً للمواطنين والمقيمين على حد السواء في المؤسسات الصحية في المحافظات في الفترتين الصباحية والمسائية من 7:30 صباحاً حتى الساعة 9 مساءً. كذلك ستكون هنالك مراكز للتطعيم المعلن عنها حسب كل محافظة. أما الطلبة المبتعثون للعمل أو الدراسة من الفئة العمرية من 20-35 سنة، فيمكنهم أخذ اللقاح قبل سفرهم أو حين عودتهم إلى السلطنة من المراكز الصحية التابعين لها. ويمكن لمرضى الفشل الكلوي الذين يتوجب عليهم الغسيل المستمر أخذ اللقاح حيث لا توجد هناك أي موانع طبية من أخذه.

أما الأشخاص الذي يعانون من مشاكل مرتبطة بالصفائح الدموية سواء المؤقتة منها أو المزمنة فيتوجب عليهم مراجعة الطبيب المختص المتابع لحالتهم الطبية للتأكد من إمكانية أخذ اللقاح وتحديد الوقت المناسب لأخذه حسبما تستدعيه حالتهم المرضية.

وتنصح الفئة العمرية المستهدفة بالتحصين بالتبرع بالدم قبل الحصول على اللقاح أو تـأجيل التبرع بالدم لمدة (30) يوما بعد التطعيم (4) أسابيع من تاريخ أخذ لقاح الحصبة قبل التبرع بالدم).

ويمنع إعطاء اللقاح لكل من: الحوامل، والأشخاص المصابين بنقص المناعة ومرضى نقص المناعة سواء الوراثية منها أو المكتسبة إلا إذا رأى الطبيب المختص المتابع لحالتهم في المؤسسات الصحية إمكانية أخذ اللقاح حسب المؤشرات الطبية التي تقيّم كل حالة على حدة، والأشخاص المصابين باللوكيميا (سرطان الدم) أو الأنواع الأخرى من السرطانات، والأشخاص الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة، والأشخاص ذوي الحساسية المفرطة للنيومايسين والجيلاتين.

ولا يجب على النساء الحوامل أن يأخذن لقاح الحصبة وعلى المرأة الحامل من الفئة العمرية المستهدفة الانتظار الى ما بعد الولادة. أما المرضعات من النساء فيعتبر اللقاح آمنا في فترة الرضاعة. وعلى النساء المستهدفات بالتطعيم من الفئة العمرية المذكورة تجنب الحمل فترة (4) أسابيع على الأقل بعد أخذ لقاح الحصبة. وفي حالة عدم التأكد بوجود حمل، ينصح القيام بفحص الحمل قبل أخذ اللقاح.

ولا صحة لما يتداول بأن لقاح الثلاثي (MMR) يسبب مشاكل العقم أو مشاكل في عملية الإنجاب حيث لا يوجد أي دليل علمي يدعم هذه الإشاعات المغلوطة، بل على العكس تماما فإن التطعيم بالإضافة إلى الحماية من مرض الحصبة فإنه يحمي أيضا من مرض النكاف الذي قد يتسبب في مضاعفات عدة من بينها العقم

وتصنف السلطنة من بين الدول التي هي في مرحلة القضاء على مرض الحصبة، حيث طبقت العديد من الاستراتيجيات التي تضمنت خطط التقصي الوبائية والإجراءات الوقائية لبلوغ هذه المرحلة والتي تم من خلالها الوصول الى معدلات منخفضة للحالات المسجلة خلال الأعوام السابقة والذي وصل قرابة الصفر للحالات المحلية لكل مليون حالة حسب المعايير التي وضعتها منظمة الصحة العالمية للقضاء على الحصبة.

إلا أن مؤشرات نظام التقصي والترصد الوبائي بوزارة الصحة سجلت عدة فاشيات لمرض الحصبة في مختلف محافظات السلطنة خلال الأعوام الثلاث السابقة حيث بلغ إجمالي عدد الحالات المسجلة في السلطنة (114) حالة إيجابية في عام 2016، وقد استمر ظهور حالات المرض في بعض محافظات السلطنة حيث بلغ إجمالي عدد الحالات المسجلة (89) حالة من بداية عام 2017 حتى نهاية أغسطس الماضي.

ونظرا لتسجيل هذه الفاشيات للمرض، قامت وزارة الصحة بعمل دراسة مصلية لمرض الحصبة بهدف معرفة مدى حصانة المجتمع من مرض الحصبة وتحديد الفجوات المناعية في مختلف الفئات العمرية والتي شملت أخذ عينات من جميع محافظات السلطنة، وقد أشارت النتائج الى وجود فجوة في المناعة لمرض الحصبة للفئات العمرية من (20-35) سنة، أي من مواليد 1982 وحتى 1997. وقد ساهم وجود هذه الفجوة المناعية في بعض الفئات العمرية التي أوضحتها الدراسة المصلية في ظهور هذه الحالات في الفئات العمرية من (20-35) سنة.

وقد قامت الوزارة باستضافة خبراء ومختصين بمرض الحصبة من منظمة الصحة العالمية ومركز مراقبة ومكافحة الأمراض بالولايات المتحدة الأمريكية وتم عرض نتائج هذه الدراسة المصلية والوضع الوبائي لمرض الحصبة بالسلطنة، وجاءت التوصية متوافقة بوجوب تحصين الفئات العمرية من (20-35) سنة.

وقد يعزى زيادة الحالات خلال الأعوام السابقة لأسباب عدة منها الزيادة المطردة لأعداد الوافدين من الدول المجاورة وارتفاع حركة العبور بين الدول التي تشهد فاشيات لعدة أمراض منها مرض الحصبة. كما أن هذا التفشي يأتي تزامنا مع الوضع الراهن العالمي للمرض حيث سجلت فاشيات في عدة دول في العالم في آسيا أوروبا وإفريقيا.

يذكر أن وزارة الصحة قد نفذت عدة اجتماعات لمناقشة الاستعدادات والتجهيزات للحملة الوطنية للتحصين ضد مرض الحصبة للفئة العمرية من (20-35) في مرحلتها الثانية من 10-16 سبتمبر 2017 بمشاركة المسؤولين من المديرين ومديري العموم بديوان عام الوزارة والمديريات العامة للخدمات الصحية بالمحافظات والمستشفيات المرجعية وممثلين عن المؤسسات الصحية الحكومية الأخرى المدنية والعسكرية من جميع محافظات السلطنة.

وتم خلال الاجتماعات مناقشة ما تم إنجازه خلال المرحلة الأولى من الحملة الوطنية التي شملت محافظتي ظفار والوسطى والإنجازات التي تحققت والصعوبات التي واجهت الحملة والدروس المستفادة منها للمرحلة الثانية التي تشمل بقية محافظات السلطنة والوضع العالمي والمحلي لمرض الحصبة والإجراءات المتبعة للوصول الى الهدف المنشود للقضاء على الحصبة.

كما تم استعراض طرق تنفيذ الخطة التفصيلية للحملة الوطنية للتحصين ضد مرض الحصبة الخاصة للمرحلة الثانية بالمحافظات وخطة استلام وصرف اللقاح واللوجستيات أثناء الحملة والاستعدادات والتجهيزات الشاملة وكيفية التعامل مع المعوقات والصعوبات لتنفيذ الحملة على نطاق المؤسسات الصحية الحكومية والقطاع الخاص المصرح لها والمؤسسات الصحية غير التابعة لوزارة الصحة مثل الجهات العسكرية والديوان وغيرها.

كذلك عقدت عدة حلقات عمل على المستوى المركزي وفي المحافظات تم فيها تدريب الكوادر الصحية من القطاعين الحكومي والخاص والمؤسسات الصحية العسكرية على آلية التخطيط والاستعداد لتنفيذ الحملة. ولقد أثبتت الحملة الوطنية للتحصين ضد مرض الحصبة في مرحلتها الأولى متانة النظام الصحي في السلطنة، وجدية العاملين الصحيين والمواطنين والمقيمين الذين حرصوا على الاستفادة من هذه الحملة ودعمها وإنجازها.

هذا وحرصا على سلامة المجتمع وحمايته فإن وزارة الصحة تناشد المواطنين والمقيمين من الفئات العمرية ما بين 20 و35 سنة (مواليد 1982 وحتى 1997) بضرورة التجاوب مع المرحلة الثانية للحملة الوطنية للتحصين ضد مرض الحصبة والتوجه الى المؤسسات الصحية ومراكز التطعيم المصرح لها حسب التواريخ المحددة لكل محافظة وذلك لتلقي التحصين المذكور مجانا من أجل حمايتهم من الإصابة بالمرض وقطع سرايته، لمجتمع خال من الحصبة.

كما تهيب الوزارة بالجميع أخذ المعلومة الصحيحة من مصادرها الموثوقة من وزارة الصحة أو مركز الاتصال بالوزارة، وعدم الالتفات للشائعات. مع التمنيات للجميع بالصحة والعافية.

وضمن إطار أنشط وفعاليات الحملة المختلفة والمتنوعة أقيمت مساء أمس الأول بمركز سيتي سنتر الموالح فعالية حضرها جناب السيد محمود بن مشعل آل سعيد ونخبة من رواد وسائل التواصل الاجتماعي وزوار المركز تم فيها التعريف بالحملة وتطعيم مجموعة واسعة من زوار المركز ممن تشملهم الفئة العمرية المستهدفة.