1105828
1105828
العرب والعالم

زعيم كوريا الشمالية يحتفي بالعلماء النوويين وميركل تقترح إجراء محادثات لإنهاء الأزمة

10 سبتمبر 2017
10 سبتمبر 2017

أمين عام الأطلسي: بيونجيانج تشكل «تهديدا» يتطلب ردا دوليا  -

عواصم- (رويترز - أ ف ب): قالت وكالة الأنباء المركزية الكورية أمس إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون أقام احتفالًا كبيرًا لتهنئة العلماء والفنيين النوويين الذين أشرفوا على سادس وأكبر تجربة نووية أجرتها كوريا الشمالية قبل أسبوع.

كانت كوريا الجنوبية تتأهب لقيام بيونج يانج بإطلاق صاروخ جديد طويل المدى في الذكرى السنوية التاسعة والستين لتأسيس كوريا الشمالية أمس الأول لكنها لم ترصد أي استفزازات جديدة في حين أجرى الشمال أحداثًا احتفاليةً عديدةً بهذه المناسبة.

وخلال الأسبوع الماضي حذر مسؤولون كوريون جنوبيون من أن الشمال قد يطلق صاروخا باليستيا ثانيًا عابرًا للقارات في تحد لعقوبات الأمم المتحدة وسط تصاعد في المواجهة مع الولايات المتحدة.

وأبلغت واشنطن مجلس الأمن الدولي بأنها ستدعو لاجتماع اليوم للتصويت على مشروع قرار يفرض عقوبات إضافية على كوريا الشمالية بسبب برامجها الصاروخية والنووية.

وقال وزير الدفاع الياباني إيتسونوري أونوديرا: إن من الضروري ممارسة الضغط على كوريا الشمالية عبر عقوبات إضافية بما في ذلك منع أو إبطاء إمدادات الوقود.

وأضاف أونوديرا لهيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية: «إذا وضعنا على كوريا الشمالية ضغوطًا قوية تدرك بها أنها لا تستطيع تطوير صواريخ فسوف تقبل بالحوار ويمكننا تحقيق تقدم بالجهود الدبلوماسية.. ما لم نمارس الضغوط بقوة فلن تغير كوريا الشمالية توجهها».

وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية: إن الزعيم الكوري الشمالية أقام مأدبة شهدت عرضا فنيا والتقاط الصور من أجل الإشادة بالعلماء النوويين وغيرهم من كبار المسؤولين العسكريين ومسؤولي الحزب الذين أسهموا في التجربة النووية التي أجريت يوم الأحد الماضي.

ولم تحدد الوكالة متى أقيمت المأدبة لكن محللين يقولون إنها كانت السبت.

وأظهرت صور نشرتها الوكالة أمس الزعيم الشاب وهو يبتسم ابتسامة عريضة في مسرح الشعب مع العالمين البارزين ري هونج سوب رئيس معهد الأسلحة النووية في كوريا الشمالية وهونج سونج مو نائب مدير إدارة صناعة الذخائر بحزب العمال الكوري الحاكم.

ولعب ري وهونج أدوارا حيوية في البرنامج النووي الكوري الشمالي وظهرا بالقرب من كيم أثناء جولات تفقدية ميدانية وتجارب لأسلحة منها التجربة النووية الأخيرة.

وري مدير سابق لمركز يونجبيون للبحوث النووية وهي المنشأة النووية الرئيسية في كوريا الشمالية إلى الشمال من بيونجيانج حيث عمل هونج أيضًا ككبير مهندسين.

كانت كوريا الشمالية قالت إن التجربة الأخيرة كانت لقنبلة هيدروجينية.

ولا يوجد تأكيد مستقل لذلك لكن خبراء غربيين قالوا: إن هناك أدلة قوية كافية تشير إلى أن الدولة المنعزلة طورت قنبلة هيدروجينية أو أنها قريبة جدًا من ذلك.

وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية: إن العلماء والفنيين «حققوا الحدث الميمون الكبير للتاريخ الوطني، وهو حدث كبير جدًا من خلال النجاح التام في اختبار قنبلة هيدروجينية».

وأشاد كيم في تصريحاته بالمطورين وقال إنهم «يقودون» إلى تحقيق «الهدف النهائي لاستكمال قوة الدولة النووية» تمشيا مع مساعيه للتنمية الاقتصادية.

ونقلت الوكالة عن كيم قوله «التجربة الأخيرة للقنبلة الهيدروجينية هي أعظم انتصار حققه أفراد الشعب الكوري على حساب دمائهم مع تقشفهم في فترة عصيبة».

من جهتها قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لصحيفة إنها ستكون مستعدة للمشاركة في مبادرة دبلوماسية لإنهاء البرنامج النووي وبرنامج الصواريخ لكوريا الشمالية واقترحت أن المحادثات النووية الإيرانية قد تكون نموذجا.

وقالت ميركل في مقابلة مع صحيفة فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج منشورة أمس «إذا كانت مشاركتنا في المحادثات مرغوبة، فسأقول نعم في الحال.»

وأشارت إلى المفاوضات التي أدت إلى اتفاق نووي تاريخي بين إيران والقوى العالمية في عام 2015.

حينذاك، شاركت ألمانيا والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) في محادثات أدت إلى موافقة إيران على كبح نشاطها النووي مقابل رفع معظم العقوبات.

وقالت ميركل: إن تلك كانت «دبلوماسية استغرقت وقتا طويلا لكنها كانت مهمة» وكانت لها «نهاية طيبة» في نهاية المطاف العام الماضي، في إشارة إلى وقت تنفيذ الاتفاقية.

وأضافت: «من الممكن تصور استخدام صيغة كهذه لإنهاء الصراع في كوريا الشمالية.

ويتعين على أوروبا وعلى ألمانيا على وجه الخصوص أن تلعب دورًا نشطًا للغاية في ذلك.»

وقالت: إنها تعتقد أن الطريق الوحيد للتعامل مع البرنامج النووي لكوريا الشمالية هو التوصل إلى حل دبلوماسي.

وأضافت: «إن سباقا جديدا للتسلح في المنطقة لن يكون في مصلحة أحد».

ومن المتوقع أن تفوز ميركل بفترة ولاية رابعة في انتخابات تجرى يوم 24 سبتمبر حيث تعطي استطلاعات الرأي المحافظين بقيادتها تفوقا يزيد عن عشرة بالمائة على منافسيهم الديمقراطيين الاشتراكيين.

وينظر إلى ميركل على نطاق واسع في ألمانيا على أنها خيار آمن في وقت تسود فيه الاضطرابات في العالم مثل أزمة كوريا الشمالية، وخروج بريطانيا الوشيك من الاتحاد الأوروبي ورئاسة دونالد ترامب في الولايات المتحدة.

إلى ذلك أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أمس أن البرنامجين النووي والصاروخي لكوريا الشمالية يشكلان «تهديدًا دوليًا ويتطلبان ردًا دوليًا».

ورفض ستولتنبرج في مقابلة مع شبكة بي بي سي الإجابة عما إذا كان هجوم على الأراضي التابعة للولايات المتحدة في جزيرة غوام سيفعّل معاهدة الدفاع المشترك للحلف.

وقال ستولتنبرج في البرنامج التلفزيوني اندرو مار: إن «التصرف المتهور لكوريا الشمالية يشكل تهديدًا دوليًا ويتطلب ردًا دوليًا وذلك يشمل بالطبع حلف شمال الأطلسي».

وأضاف: «ندعو كوريا (الشمالية) إلى التخلي عن برنامجيها النووي والصاروخي والامتناع عن أجراء المزيد من الاختبارات لان ذلك يشكل انتهاكا صارخا لعدد من قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وتهديدا للسلم والاستقرار الدوليين».

وردًا على سؤال عما إذا كان أي هجوم ضد جوام يندرج تحت معاهدة الدفاع المشترك لحلف الأطلسي، قال ستولتنبرج «لا أريد إطلاق التكهنات حول ما إذا كانت المادة الخامسة (من معاهدة الدفاع المشترك بين دول الحلف) تُطبّق في مثل هذه الحالة.

ما أود قوله هو أننا نركز جهودنا حاليا على كيفية المساهمة في التوصل إلى حل سلمي للنزاع».

في السياق يتابع الكوريون المقيمون في اليابان بقلق التوترات المتنامية بشأن كوريا الشمالية ويخشون الانتقام من جاليتهم مع تصعيد بيونجيانج لتهديداتها العسكرية.

وفي حين لا يبدو أن هناك تصاعدا في المشاعر المعادية للكوريين ردا على أحدث التجارب النووية والصاروخية التي تجريها كوريا الشمالية فإن الجالية الكورية تعرضت للإساءة من القوميين اليابانيين بعد أحداث مماثلة في الماضي.

وأجرت بيونجيانج أقوى تجاربها النووية الأسبوع الماضي وفي نهاية أغسطس أطلقت صاروخًا باليستيا فوق هوكايدو في شمال اليابان في استعراض جديد للقوة.

وفي مدينة أوساكا التي تقع في غرب اليابان ويقيم فيها أكبر عدد من الكوريين في اليابان، أبدت قلة من الكوريين رغبة في الحديث علنا بشأن كوريا الشمالية وكان لدى هؤلاء وجهات نظر متضاربة في تصرفات بيونجيانج. وقالت بو كيون جا، وهي صاحبة متجر يبيع الأزياء الكورية التقليدية ومن مواطني الجيل الثاني من الكوريين المقيمين في اليابان، إنها تشعر بأن سعي كوريا الشمالية لامتلاك أسلحة نووية هو رد فعل طبيعي على تهديدات الولايات المتحدة.

من جانب آخر قال تشونج كاب سو، وهو من الجيل الثاني من الكوريين في البلدة، إنه يأمل أن تمتنع كوريا الشمالية عن المزيد من الاستفزازات وأن تتبع مسارا سلميا بالسعي إلى الحوار مع كوريا الجنوبية.

واضطر الكثيرون إلى الانتقال إلى هناك أثناء الاحتلال الياباني لشبه الجزيرة الكورية قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية.

وأقرت اليابان قانونا مناهضا للكراهية العام الماضي مما قد يحد من بعض الإساءة للجالية الكورية لكن مون جيونج سو أستاذ الدراسات الكورية في جامعة ريتسوميكان في كيوتو قال إن الأمر ما يزال يستحق المراقبة.وأضاف: «عندما تطلق كوريا الشمالية صواريخ أو تجري تجارب نووية تكون المدارس الكورية على سبيل المثال هدفا سهلا للمضايقات والاتهامات (في اليابان)».