1105691
1105691
الرئيسية

هبات وقفية ثابتة لكراسي السلطان قابوس في 14 جامعة حول العالم

10 سبتمبر 2017
10 سبتمبر 2017

مقترحات تطويرية وأمنيات في طريقها للواقع -

مركز السلطان قابوس العالي يحاور المثقفين حول برامجه ويعد بأفق مختلف -

كتب ـ عاصم الشيدي -

تحّول اللقاء التشاوري الذي عقده مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم بمقره بمرتفعات المطار أمس مع مجموعة من الكتاب والمثقفين والفنانين التشكيليين والضوئيين ومجموعة من الإعلاميين المشتغلين بالشأن الثقافي إلى جلسة تقديم مقترحات تطويرية حول مختلف مجالات عمل المركز.

ونالت جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب نصيبا وافرا من النقاش الذي تركز في محورين اثنين: الأول خفوت وهج الجائزة عربيا رغم الدعاية الإعلامية التي يتبناها المركز والثاني حول تغيير مجالات المسابقة من دورة إلى أخرى، مشيرين أن السبب الثاني له تأثير قوي على السبب الأول.

وفي بداية اللقاء قدم سعادة حبيب بن محمد الريامي أمين عام المركز نبذة تعريفية عن المركز ومجالات عمله والجمعيات والأنشطة التي يشرف عليها.

كما تحدث الريامي عن كراسي السلطان قابوس في الجامعات العالمية التي يشرف عليها المركز مؤكدا أن الإنفاق على هذه الكراسي تحول خلال السنتين الماضيتين ليكون على شكل هبات وقفية لا تمس، وتعمل بنظام خطة النشاط الاستثماري، ما يعني أن كل نشاط أو جهد علمي بحي أكاديمي يُرسم ويُحدد وفقا للمردود الاستثماري للمبلغ الوقفي لذلك الكرسي والذي يدار في بلد الجامعة التي تحتضن الكرسي، مستثنيا من ذلك كرسي السلطان قابوس في جامعة طوكيو الذي يدار استثماره الوقفي في السلطنة. وهناك 16 كرسيا باسم صاحب الجلالة في 14 جامعة مختلفة حول العالم.

وفيما يخص جائزة السلطان قابوس لحفظ القرآن الكريم أكد الريامي أن الإقبال عليها في تزايد سنوي مشيرا أن الجائزة ستبقى للعمانيين أما الجوائز العربية الأخرى التي تطرح للجميع فإن لتلك الجوائز خصوصيتها أما جائزة السلطان قابوس فستبقى للعمانيين.

وأعطي الحضور فرصة طويلة للتحدث وطرح أفكارهم ورؤاهم حول المركز وعمله وأفق تطويره بما يعكس طموحات المستهدفين منه.

ودعت الفنانة التشكيلية عالية الفارسي في مستهل النقاش إلى أهمية إشراك الشباب من الفنانين التشكيليين في برامج جمعية الفنون التشكيلية ودعم أعمالهم. كما دعت الفارسية إلى التفكير في تحويل الكثير من البيوت الأثرية القديمة والقلاع والحصون لتكون متاحف وجالريات فنية تبهر من يزورها.

وتساءلت هدى حمد في مداخلتها في الجلسة التشاورية سؤالا شاركها فيه أغلب الحضور.. ماذا أضافت جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب للفائز بها غير الجانب المادي؟ ضاربة مثالا على سؤالها.. ماذا أعطت الجائزة القاص محمود الرحبي غير القيمة المادية للجائزة وهي قيمة كبيرة؟ ماذا أعطته كقاص؟ لم تترجم أعماله. ولم تنظم له جلسات نقدية تضيء أعماله أو حتى تساهم في التعريف به عربيا على أقل تقدير.

وأضافت هدى حمد إن روائيا مثل سعود السنعوسي الذي فاز بجائزة البوكر تحول إلى اسم عالمي، لم يبق في الإطار العربي أو الإقليمي بل تحول إلى كاتب عالمي تترجم أعماله إلى مختلف اللغات ويشارك في مختلف الفعاليات العالمية وهذا عائد إلى ما قدمته له الجائزة بعد أن فاز بها.. وترى هدى أن هذا ليس حال الكاتب العماني الذي يفوز بالجائزة ولكن الأمر أيضا ينطبق على الكاتب العربي الذي تنتهي علاقته بالجائزة بمجرد استلام قيمتها المادية.

وطالبت هدى ضمنا بترجمة أعمال الفائز في المجالات الأدبية مثل الرواية والشعر بشكل خاص. كما تساءلت هدى عن سبب الحذر من العمل بنظام القوائم الطويلة والقصيرة للجائزة وهو أمر معمول به في بعض الجوائز ويساهم في التسويق والترويج لها.

أما نصر البوسعيدي فأكد على أهمية تبني المركز لمؤتمرات دولية تاريخية وربطها بعلماء الآثار وهو ما يساهم من وجهة نظره في حفظ التاريخ العماني. كما تساءل لماذا لدينا جمعية هواة العود ومركز الموسيقى العمانية.. لماذا لا تكونان جمعية واحدة؟ ولماذا لا تدشن جمعية للمؤرخين العمانيين؟

أما سالم العمري فطرح فكرة الاستثمار في مجال الإعلام، مشيرا أن ما ترصده المؤسسات القائمة على الجوائز العربية من ميزانية يذهب تسعة أعشاره للترويج الإعلامي لها فيما يبقى العُشر للجائزة!!

أما الروائي والكاتب محمد اليحيائي فذهب إلى أن الجوائز التي تذهب إلى أخذ شرعيتها من الفائزين بها لا تبقى طويلا، ضاربا مثالا بجائزة سلطان العويس التي كانت تختار الأسماء اللامعة وتمنحها الجائزة، إنما الأمر الصحي هو أن يكتسب الفائز بالجائزة شرعيته أو مكانته من الجائزة نفسها فيقال «فلان الذي فاز بالجائزة الفلانية ولا يقال الجائزة الفلانية التي فاز بها فلان». مؤكدا أن قوة الجائزة في قدرتها على إدخال الأسماء التي تفوز بها إلى التاريخ الأدبي.

واقترح اليحيائي تشكيل لجان متخصصة لتقدم مقترحات للمركز، كأن تكون هناك لجنة ثقافية وأخرى فنية وأخرى موسيقية وهكذا.

كما تحدث اليحيائي عن مركز السلطان قابوس الثقافي في واشنطن مطالبا بأهمية تفعيل دوره أكثر مما هو عليه الآن، وهو ما أكده سعادة حبيب الريامي مشيرا أن المرحلة القادمة ستشهد تطورا أكبر للمركز.

وتحدث المصور عبدالرحمن الهنائي مطولا وعرض الكثير من المقترحات التي كان من بينها أن يكون لجمعية التصوير الضوئي مجلس إدارة يتغير بشكل دوري وأن تؤسس الجمعية لنوادي تصوير كأن يكون هناك ناد للتصوير التلفزيوني وناد للتصوير الصحفي وناد للأوائل وهكذا.

كما تحدث الهنائي عن أهمية الدعم المادي للمصورين، على اعتبار أن التصوير مكلف جدا للمصورين الذين يعملون على توثيق عُمان بصريا.

كما اقترح الدكتور سيف الهادي أهمية أن يكون للمركز نشرة ثقافية أسبوعية في التلفزيون تتناول كافة البرامج والفعاليات التي ينفذها المركز. وأن يكون له مجلة ثقافية محكمة وكذلك فتح باب الاستعارة من مكتبات المركز.

وتحدث سليمان المعمري حول جائزة السلطان قابوس معتبرا أن ما اعتبر خفوتا في وهج الجائزة مرده إلى تغير مجالاتها من عام لآخر بحيث إن الروائيين، على سبيل المثال، يلتفتون للجائزة مرة واحدة، وكذلك الشعراء ثم تنتقل إلى محاور أخرى لا علاقة لهم بها، على اعتبار أن الجائزة ربما تعود لمحور الرواية مثلا بعد 8 دورات وربما أكثر.

وفيما يخص الجوانب الإعلامية اقترح المعمري أن يتم دعوة صحفيين وإعلاميين متخصصين من وسائل إعلامية متخصصة لتغطية الجائزة ومراحلها.

وركز آخرون في النقاش على أهمية تطوير مجلة «الثقافية» لتكون واجهة ثقافية عمانية في الخارج وأن لا يبقى نطاق توزيعها محليا فقط.

ومن المنتظر أن تتشكل برامج وفعاليات المركز للعام القادم من مخرجات الحوار والنقاش الذي دار خلال الجلسة التشاورية أمس والذي فتح أمام الحضور آفاقا مفرحة من إشراك المثقف العماني في وضع برامج الأنشطة الثقافية واقتراحها.