كلمة عمان

نجاحات عملية لسياسات مدروسة

10 سبتمبر 2017
10 سبتمبر 2017

إذا كان من الطبيعي ان السياسات الصحيحة والمدروسة جيدا، تؤدي عادة الى نتائج طيبة ومفيدة، سواء على مستوى المشروع، أو القطاع، أو الاقتصاد الوطني ككل، فان تحقيق النجاح على ارض الواقع، وملامسة آثاره تخفف في الحقيقة من أي شعور بالتعب، في مراحل الإعداد والتنفيذ، فضلا عن ان النجاح في ذاته يحفز اكثر على بذل المزيد من الجهد، سواء للحفاظ عليه، أو لتحقيق مزيد منه في جوانب أخرى . وفي هذا الإطار فانه في الوقت الذي يحقق ميناء صحار نتائج طيبة وخطوات ملموسة على صعيد النشاط والتوسع والتطوير ، على اكثر من صعيد، فان ميناء صلالة بدوره، حقق نتائج طيبة، وعلى جانب كبير من الأهمية، على صعيد مناولة الحاويات ونسبة النمو فيها خلال العام الماضي .

جدير بالذكر ان «قائمة اللويدز» التي تضم افضل مائة ميناء حول العالم لعام 2016، والتي ينظر إليها باهتمام واحترام كبير على مستوى التجارة والنقل البحري في العالم، احتل فيها ميناء صلالة المرتبة الرابعة والأربعين من بين افضل مائة ميناء على مستوى العالم . وتتضح أهمية هذه المرتبة إذا وضعنا في الاعتبار ان ميناء صلالة تقدم 17 مركزا، ليحتل هذا الترتيب، وهو ما يعني ببساطة ان الميناء حقق تقدما كبيرا في عناصر التقييم التي تضعها «اللويدز» كأساس للتصنيف والترتيب، ومنها بالطبع حجم مناولة الحاويات خلال العام . وبالنسبة لهذا العنصر فقد حقق ميناء صلالة نسبة زيادة كبيرة بلغت 29 % في منولته للحاويات، حيث تم في عام 2016 مناولة 3،3 مليون حاوية نمطية، في مقابل 2،5 مليون حاوية نمطية تمت مناولتها في عام 2015، وهى زيادة كبيرة في الواقع ساعد عليها ما يتمتع به ميناء صلالة من تجهيزات حديثة، وروافع قنطرية، ومعدات متطورة، على أرصفته المختلفة، لإنجاز عمليات المناولة والشحن والتفريغ في زمن قصير، وبكفاءة عالية تنافس أفضل الموانئ العالمية في هذا المجال. ولعل مما له دلالة عميقة أيضا، ان ميناء صلالة احتل المركز الحادي عشر عالميا في أعمال الترانزيت، وهو ما يعكس في الواقع الجهد الكبير للعاملين فيه من أبنائنا وبناتنا، اللذين يستحقون الإشادة بإنجازهم هذا، والمطالبين أيضا ليس فقط بالحفاظ عليه، ولكن بتحقيق مزيد من التقدم في الترتيب ضمن قائمة اللويدز أيضا.

على صعيد آخر فان الجهود المبذولة في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، تتكامل وتتضح على ارض الواقع، وبشكل يبعث على السعادة والاعتزاز، بما تشكله من إضافة تتبلور وتتزايد ثمارها، لصالح المواطن والاقتصاد العماني ككل أيضا.

وفي حين أشادت «شيان هوي» حاكمة منطقة «نينجيشيا» ذاتية الحكم بالتسهيلات التي تقدمها السلطنة للاستثمارات الصينية في الدقم، سواء بالنسبة للمدينة الصينية أو بالنسبة للمشروعات الصينية الأخرى، التي يصل إجمالي استثماراتها الى نحو عشرة مليارات دولار، فان مجلة «فوربس» العالمية أشادت بمناخ الاستثمار في السلطنة، وهو ما يؤكد في الواقع سلامة النهج الذي تتبعه السلطنة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- والذي يستهدف إسعاد المواطن العماني .