كلمة عمان

عمان وتعزيز ثقافة التسامح والحوار

09 سبتمبر 2017
09 سبتمبر 2017

من المؤكد انه ليس من المصادفة في شيء ان تتحدث العديد من وسائل الإعلام المطبوعة و الالكترونية ، خلال الايام الاخيرة ، حول ما تنعم وتتمتع به السلطنة ، في ظل العهد الزاهر بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - من تفاهم وترابط وتماسك عميق بين ابنائها ، ومن تآلف وتعاضد ، يرتكز على تقاليد عمانية راسخة من التسامح والاعتدال والقبول بالآخر ، واحترامه من ناحية ، وعلى إطار قانوني وسياسي ، ترجم هذه القيم العمانية الى قواعد للممارسة العملية ، داخل الوطن وخارجه ، ووفق ما يحدده القانون ، ويسهر على تحقيقه أيضا ، دوما وتحت كل الظروف من ناحية ثانية .

وفي هذا الإطار فان مما له دلالة عميقة ان تتحدث العديد من التقارير العربية وغير العربية ، عن مناخ وحالة التسامح التي تعيشها السلطنة ، وعن ما أشار إليه التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية حول « الحرية الدينية « ، الصادر مؤخرا ، والذي يتناول ما يتصل بالحريات وممارستها في الدول المختلفة ، وهو ما يعد من بين العوامل المهمة في تحديد ، أو على الأقل التأثير ، في سياسات الولايات المتحدة وتعاونها مع الدول المختلفة . وهو ما يفسر أيضا الاهتمام ، الأقليمي والدولي ، الواسع النطاق بهذا التقرير وما قد يتضمنه من ملاحظات مباشرة أو غير مباشرة .

وانطلاقا من الإيمان العميق بقيمة المواطن العماني ، وبأهمية دوره ومشاركته الإيجابية في جهود التنمية الوطنية ، وفي صنع حاضره ومستقبله على النحو الذي يتطلع إليه ويتمناه ، حرصت مسيرة النهضة العمانية الحديثة ، بقيادة جلالة السلطان المعظم - حفظه الله ورعاه - ليس فقط على تقنين الإطار الذي يضمن حقوق المواطن العماني والمقيم ، ويوفر له القدرة على تحقيقها وصيانتها ، ولكن أيضا توفير السبل العملية التي تمكنه من تحقيق ذلك في الظروف المختلفة ، وفي إطار القانون .

وهنا فإن ما يتضمنه النظام الأساسي للدولة يعد على جانب كبير من الأهمية ، باعتباره - أي النظام الأساسي للدولة - الركيزة أو الأساس الذي تنطلق منه مختلف القوانين التي تصدر بموجب المراسيم السلطانية السامية و المعمول بها في مختلف المجالات وعل كافة المستويات ايضا . والى جانب هذا الإطار القانوني والسياسي الراسخ حرصت حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم - أعزه الله - على تعزيز ودعم وتعميق ثقافة التسامح والحوار ، ليس فقط على الصعيد الداخلي في المجتمع ، ولكن أيضا على مستوى علاقات السلطنة مع الدول والشعوب الأخرى ، في المنطقة وعلى امتداد العالم ، لتحقيق المزيد من التقارب والتفاهم والتفاعل بين الشعوب والحضارات ، كسبيل لا غنى عنه لبناء حياة افضل لكل الدول والشعوب ، وفي إطار من الاحترام المتبادل والقبول بالآخر، ونبذ التطرف والتعصب بكل أنواعه وصوره ، وإتاحة الفرصة للفهم الصحيح للشعوب الأخرى ، وتحقيق المصالح المشتركة والمتبادلة معها . ومن اجل تحقيق ذلك تتنوع وتتعدد الوسائل العمانية ، الثقافية والفكرية والأكاديمية والدينية والإعلامية والفنية وغيرها ، وهو ما أشار الى جانب منه تقرير وزارة الخارجية الأمريكية حول « الحرية الدينية « وكذلك التقارير الأخرى التي أشارت الى ما تنعم وتتمتع به السلطنة من سلام واستقرار ووئام وترابط قوي بين أبنائها وقيادتها على نحو أثار ويثير إعجاب ، واحيانا تساؤلات الكثيرين .