الأستونية: مشـاكـل بطـاقات الاقـتـراع الإلـكتـرونـيـة

في أوروبا، تُعتبر أستونيا من ابرز الدول التي ازدهرت فيها الصناعات الإلكترونية الرقمية حتى باتت الدولة الأستونية نموذجية في هذا المجال. جريدة «ايستي» الأستونية تناولت موضوع مصداقية الاقتراع بواسطة البطاقات الإلكترونية الممغنطة وكتبت أن 99% من الأستونيين لديهم بطاقات هوية ممغنطة إلكترونية تسمح لهم بالتواصل مع الإدارات الرسمية في حال وجود معاملات أو طلبات خاصة اجتماعية أو صحية أوإدارية، كما أنَّ هذه البطاقة تسمح للأستونيين بالقيام بواجب الانتخاب والاقتراع. لكن ظهرت أخيرا ثغرة أمنية طالت حوالي 800 ألف مليون بطاقة ممغنطة إلكترونية. هذا الاكتشاف جعل جريدة «ايستي» تطرح التساؤلات حول تأثير هذا الخطأ على مسار العملية الاقتراعية في الانتخابات المقبلة بخاصة وأن سمعة أستونيا الصناعية الرقمية هي على المحك. الجريدة تبدي قلقها من وقع هذا الأمر على الانتخابات البلدية المقبلة قبل تلك التشريعية. فهي ستجري ما بين الخامس والحادي عشر من شهر أكتوبر المقبل. إضافة إلى ذلك، الجريدة تأسف لأن اكتشاف هذا الخلل الإلكتروني تمَّ من قِبَلِ علماء خارج أستونيا. وعلى الرغم من التكتم الشديد على نوعية هذا الخلل و منشئه وعلى تكلفة إصلاحه فإن الخشية الكبرى تكمن في إمكانية تزوير الانتخابات أو التلاعب بها ليس من قبل مؤسسات رسمية أوحزبية بل بواسطة خبراء و علماء قد يتمكنون من قرصنة هذه الانتخابات طوعاً أو رغماً عنهم. الجريدة الأستونية تنصح حكومتها بعدم إجراء الانتخابات بواسطة البطاقات الممغنطة الإلكترونية خوفا من التشكيك بمصداقيتها و نتائجها. كما تشير الجريدة الأستونية إلى إدراك السلطات العامة في البلاد أن إلغاء التصويت بواسطة البطاقة الإلكترونية سيجل نسب اقتراع متدنية جدا و هذا ما لا ترغب به أحزاب كثيرة. ففي العام 2015م ثلث المسجلين على اللوائح الانتخابية اقترعوا في أستونيا بواسطة بطاقة هويتهم الإلكترونية. في الختام تخشى الجريدة على سمعة أستونيا في الخارج و هي الدولة المميزة في المجالات الرقمية بخاصة و أنَّ وسائل الإعلام الغربية تناولت الموضوع بشكل مسهب، و هذا أمر طبيعي و له فوائد على الصعيد الداخلي الأستوني إذ جعل السلطات الرسمية تتحرك لإيجاد الحلول المناسبة لهذه المشكلة التي لن تتكرر. و بما أنَّ أستونيا تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، ها هي تدعو لِقمَّة خاصة رئاسية للبحث حصراً في الشؤون الرقمية وذلك في التاسع والعشرين من سبتمبر الحالي. قمة مفيدة برأي اليومية الأستونية لكن على السلطات أن تبرهن لقادة الاتحاد الأوروبي أنَّ المشكلة كان يمكن أن تحصل في أية دولة، والبراعة الأستونية في المجالات الرقمية ستجعل منها مشكلة لن تتكرر فتصبح القضية مناسبة لقصة صناعية رقمية جديدة ناجحة.