2
2
الاقتصادية

«برنت» الأوروبي يواصل الصعود لأعلى مستوى في 5 أشهر وتراجع الأمريكي

08 سبتمبر 2017
08 سبتمبر 2017

54.65 دولار لبرميل النفط -

(عمان) - (رويترز): واصل خام برنت صعوده أمس لليوم الرابع على التوالي، مسجلا أعلى مستوى في 5 أشهر، خاصة بعد الانخفاض الكبير في الإنتاج الأمريكي بسبب الإعصار هارفي. وصعد خام برنت إلى مستوى 54.65 دولار للبرميل من مستوي الافتتاح 54.49 دولار، وسجل أعلى مستوى 54.78 دولار الأعلى منذ 19 أبريل، وأدنى مستوى 54.49 دولارا. وبالنسبة لعقود خام برنت «عقود نوفمبر» حققت ارتفاعا بنسبة 0.7 بالمائة، في ثالث مكسب يومي على التوالي، بعد تصريحات وزير الطاقة الروسي والتي عززت من احتمالات تمديد اتفاق خفض الإنتاج لما بعد الربع الأول من العام المقبل.

وتراجعت أسعار النفط الخام الأمريكي بالسوق الأوروبية أمس ضمن عمليات التصحيح من أعلى مستوى في 4 أسابيع، وبعدما أظهرت بيانات حكومية ارتفاع مخزونات الخام في الولايات المتحدة للمرة الأولى منذ أواخر يونيو، تراجع الخام الأمريكي إلى مستوى 48.80 دولار للبرميل من مستوي الافتتاح 49.07 دولار، وسجل أعلى مستوى 49.24 دولار، وأدنى مستوى 48.73 دولار. وفقدت أسعار الخام الأمريكي عند تسوية الأمس نحو 0.1 بالمائة، في أول خسارة خلال 6 أيام، بفعل عمليات التصحيح من أعلى مستوى في 4 أسابيع 49.40 دولار للبرميل المسجل في اليوم السابق.

أعلنت وكالة الأمريكية الأمس الأول ارتفاع مخزونات النفط في الولايات المتحدة بمقدار 4.6 مليون برميل للأسبوع المنتهي في الأول من سبتمبر، لتتجاوز توقعات الخبراء التي أشارت إلى ارتفاع بمقدار 4.1 مليون برميل، في أول زيادة أسبوعية للمخزونات منذ الأسبوع المنتهي في 23 يونيو. يأتي هذا الارتفاع في أثر مباشر لإعصار هارفي على المخزونات الأمريكية، وتسبب الإعصار في تكبد صناعة النفط الأمريكية خسائر فادحة إذ أوقف نحو ربع طاقة التكرير في البلاد، ورفع أسعار البنزين لأعلى مستوى في نحو عامين، وأجبر الحكومة على سحب كمية تقدر بنحو مليون برميل من مخزون النفط الاستراتيجي للمرة الأولى منذ خمس سنوات. وبالنسبة لإنتاج النفط في الولايات المتحدة انخفض الأسبوع الماضي بمقدار 749 ألف برميل يوميا إلى إجمالي 8.78 مليون برميل، وهو أدنى مستوى للإنتاج منذ الأسبوع المنتهي في 25 نوفمبر 2016، بأكبر انخفاض أسبوعي منذ تجميع البيانات الحكومية في عام 1990. وانخفضت الأسبوع الماضي أيضا واردات ساحل خليج المكسيك بنسبة 41 بالمائة لتصل إلى 1.48 مليون برميل يوميا، وهو أدنى مستوى منذ يناير الماضي. وفى الوقت الذي بدأت تستأنف فيه معامل التكرير وخطوط الأنابيب والمنصات البحرية عمليات التشغيل بعد إعصار هارفي، غير أنه هناك إعصار أخرى يعرف باسم إرما يقترب من الساحل الأمريكي ومن المنتظر أن يضرب ولاية فلوريدا غدا.

- وفي الأسواق الآسيوية ارتفعت أسعار النفط امس مع تضرر إنتاج الخام الأمريكي من الإعصار هارفي أكثر من المتوقع، وفي الوقت الذي تتجه فيه العاصفة الأكبر إرما صوب فلوريدا وتنذر بمزيد من التعطل لقطاع البترول.

وبلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في العقود الآجلة 49.15 دولار للبرميل، بزيادة 5 سنتات عن سعر التسوية السابقة. وارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 24 سنتا إلى 54.73 دولار للبرميل، ليظل قريبا من ذروة أمس البالغة 54.79 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوياته منذ أبريل .

وضرب الإعصار هارفي الساحل الأمريكي على خليج المكسيك قبل أسبوعين، وهبطت أسعار الخام في البداية بسبب تعطل نحو ربع قطاع التكرير الضخم في البلاد جراء العاصفة، مما خفض الطلب على النفط الخام. لكن عمليات معالجة الخام تعود مع تعافي قطاع التكرير تدريجيا. وأثر هارفي أيضا على إنتاج النفط، إذ قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن إنتاج الخام بالولايات المتحدة انخفض نحو 8 بالمائة، من 9.5 مليون برميل يوميا إلى 8.8 مليون برميل يوميا.

إغلاق أمس الأول

وتباينت العقود الآجلة للنفط أمس الأول مع صعود خام القياس العالمي مزيج برنت إلى أعلى مستوياته في 5 أشهر ونصف الشهر، بينما تراجع الخام الأمريكي بفعل زيادة أكبر من المتوقع في المخزونات. وغطى التهديد الذي يشكله الإعصار إرما على تأثير إعادة تشغيل المصافي الأمريكية بعد الإعصار هارفي. وزادت عقود برنت لأقرب استحقاق 29 سنتا أو 0.5 بالمائة لتبلغ عند التسوية 54.49 دولار للبرميل وهو أعلى مستوى إغلاق لها منذ 18 أبريل للجلسة الثانية على التوالي. وتراجعت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط سبعة سنتات أو 0.1 بالمائة لتسجل عند التسوية 49.09 دولار للبرميل.

وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أمس الأول إن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفعت بمقدار 4.6 مليون برميل الأسبوع الماضي، مقابل توقعات محللين لزيادة قدرها 4 ملايين برميل في استطلاع لرويترز. وأظهرت بيانات الإدارة للأسبوع المنتهي في الأول من سبتمبر هبوط معدل تشغيل المصافي 16.9 نقطة مئوية إلى 79.9 بالمائة من إجمالي الطاقة الإنتاجية في حين انخفض استهلاك الخام في مصافي التكرير 3.3 مليون برميل يوميا إلى 14.5 مليون برميل يوميا. واستأنف عدد من المصافي والمنصات البحرية وقطاعات من خطوط الأنابيب الرئيسية العمليات بدءا من الأربعاء الماضي، بعدما ضرب الإعصار هارفي ساحل تكساس في 25 أغسطس وتسبب في توقف نحو 4.2 مليون برميل يوميا من الطاقة التكريرية، أو ما يعادل حوالي 23 بالمائة من الطاقة الإجمالية في الولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه، تعرضت الأسعار لضغوط بفعل مخاوف من أن الإعصار إرما في منطقة الكاريبي قد يعطل شحنات الخام من الولايات المتحدة وإليها.

ارتفاع قوي للمخزونات الأمريكية

- وفي نيويورك قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أمس الأول إن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة قفزت الأسبوع الماضي بينما انخفضت مخزونات البنزين ونواتج التقطير، مع إغلاق مصاف نفطية بسبب الإعصار هارفي. وأظهرت بيانات الإدارة للأسبوع المنتهي في الأول من سبتمبر هبوط معدل تشغيل المصافي 16.9 نقطة مئوية إلى 79.9 بالمائة من إجمالي الطاقة الإنتاجية في حين انخفض استهلاك الخام في مصافي التكرير 3.3 مليون برميل يوميا إلى 14.5 مليون برميل يوميا.

واستأنف عدد من المصافي والمنصات البحرية وقطاعات من خطوط الأنابيب الرئيسية العمليات بدءا من الأربعاء الماضي، بعدما ضرب الإعصار هارفي ساحل تكساس في 25 أغسطس وتسبب في توقف نحو 4.2 مليون برميل يوميا من الطاقة التكريرية، أو ما يعادل حوالي 23 بالمائة من الطاقة الإجمالية في الولايات المتحدة.

وارتفعت مخزونات الخام بمقدار 4.6 مليون برميل الأسبوع الماضي، مقابل توقعات محللين لزيادة قدرها أربعة ملايين برميل. وذكرت إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات الخام في نقطة التسليم في كاشينج بولاية أوكلاهوما زادت 797 ألف برميل. وتراجعت مخزونات البنزين 3.2 مليون برميل، بينما توقع كان محللون شملهم استطلاع لرويترز قد توقعوا أن تنخفض بمقدار 5.4 مليون برميل. وأشارت بيانات الإدارة إلى أن مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل وقود الديزلوزيت التدفئة، نزلت 1.4 مليون برميل مقارنة مع توقعات لهبوط قدره 3.5 مليون برميل.

وتراجعت واردات الولايات المتحدة من الخام الأسبوع الماضي بمقدار 73 ألف برميل إلى 6.93 مليون برميل يوميا.

مطالبة فنزويلية بمراجعة اتفاق خفض الإنتاج

- وفي موسكو حث وزير النفط الفنزويلي ايولوخيو ديل بينو منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وشركاءها امس على مراجعة الاتفاق العالمي على خفض الإنتاج لضمان التدفق المستدام للاستثمارات على القطاع. وقال ديل بينو خلال مؤتمر للطاقة في كازاخستان إن المراجعة يجب أن تجرى «بعناية شديدة» بناء على نتائج الاتفاق العالمي حتى الآن.

- أما إيجور سيتشن الرئيس التنفيذي لشركة روسنفت، أكبر منتج للنفط في روسيا، لوكالة تاس للأنباء إن المحرك الرئيسي لارتفاع أسعار الخام هو تراجع الدولار وليست جهود المنتجين العالميين لخفض الإنتاج. ونقلت الوكالة عن سيتشن، أكثر مسؤولي قطاع الطاقة نفوذا في روسيا، قوله «الأمريكيون يدعمون منتجي النفط الصخري من خلال انخفاض قيمة الدولار». وأضاف «أعتقد أن اتفاق أوبك ليس له تأثير (على السوق)، بل هو (تأثير) انخفاض قيمة الدولار».

واتفقت منظمة (أوبك) وبعض المنتجين خارجها من بينهم روسيا على خفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يوميا حتى نهاية مارس المقبل، في مسعى لتقليص مخزونات النفط العالمية ودعم الأسعار.

وفيما يتعلق بما إن كان المنتجون سيقررون تمديد فترة الخفض، قال سيتشن لوكالة تاس إن السعودية أكبر منتجي أوبك ستتخذ قرارها على الأرجح بناء على خططها لإدراج شركة أرامكو السعودية النفطية. وأضاف «إذا مضوا قدما (في الإدراج)، سيهتمون بارتفاع الأسعار ومن المرجح أن يشجعوا شركاءهم في أوبك على تمديده. وإن لم يمضوا سيقل اهتمامهم».

السعودية تعتزم خفض مخصصات النفط الخام في أكتوبر

وعلى صعيد الإجراءات لموازنة الأسواق قال مصدر بصناعة النفط على دراية بالسياسة النفطية السعودية لرويترز امس الأول إن شركة أرامكو السعودية ستخفض مخصصات الخام إلى زبائنها حول العالم في أكتوبر بمقدار 350 ألف برميل يوميا. وتأتي هذه التخفيضات تماشيا مع تعهدات السعودية بموجب اتفاق خفض الإمدادات الذي تقوده أوبك والذي يلزم أكبر مصدر للخام في العالم بخفض إمداداته بمقدار 486 ألف برميل يوميا.

وقال المصدر «على الرغم من طلب مصافي التكرير المزيد من الخام فإن القرار اتخذ بالحفاظ على التخفيضات». وأضاف أن أرامكو ستخفض الإمدادات إلى زبائنها في آسيا بمقدار 1.8 مليون برميل في أكتوبر وستكون معظم التخفيضات في المخصصات إلى الزبائن في اليابان. وتابع أن المخصصات إلى الزبائن في أوروبا سيجري خفضها بمقدار 70 ألف برميل يوميا. وقال المصدر إن المؤشرات الأولية تشير إلى أن الصادرات إلى الولايات المتحدة في أكتوبر ستكون أقل من 600 ألف برميل يوميا.

وأضاف أن مخزونات النفط في الولايات المتحدة تتراجع وتقترب من أدنى متوسط لخمس سنوات. وخفض مخزونات النفط العالمية إلى أدنى متوسط لخمس سنوات مؤشر رئيسي لأوبك في قياس نجاح المبادرة. واتفقت أوبك مع روسيا ودول أخرى منتجة للنفط غير أعضاء بالمنظمة على خفض الإنتاج بحوالي 1.8 مليون برميل يوميا في الفترة من أول يناير حتى نهاية مارس 2018 .ودفع ذلك الاتفاق أسعار الخام للصعود فوق 58 دولارا للبرميل في يناير لكنها تراجعت منذ ذلك الحين إلى نطاق من 50 دولارا إلي 54 دولارا مع استغراق المسعى لإزالة الوفرة في المخزونات العالمية فترة زمنية أطول من المتوقع.

وأضعف تزايد الإنتاج من منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة بالإضافة إلى قفزة في الإنتاج من ليبيا ونيجيريا تأثير التخفيضات الإنتاجية. وقال مصدر بصناعة النفط الشهر الماضي إن السعودية خفضت مخصصات الخام إلى زبائنها لشهر سبتمبر بما لا يقل عن 520 ألف برميل يوميا. وتراجع التخفيضات في أكتوبر مقارنة مع الشهر السابق قد يرجع إلى انخفاض في الطلب المحلي أتاح المزيد من النفط للتصدير. وقال المصدر إن السعودية ستستخدم كميات أقل من الخام للاستهلاك المحلي في أكتوبر لكنها ستبقى ملتزمة بمستوى الإنتاج المحدد لها في اتفاق أوبك.وتستهلك المملكة في المتوسط 700 ألف برميل يوميا في محطاتها لتوليد الكهرباء أثناء أشهر الصيف الحارة التي تصل فيها درجات الحرارة إلى 50 مئوية.