1104036
1104036
العرب والعالم

الرئيس الصيني يطلب من ماكرون «تهدئة الوضع» في الأزمة الكورية الشمالية

08 سبتمبر 2017
08 سبتمبر 2017

لافروف: «من المبكر جدا» اتخاذ موقف من عقوبات محتملة -

عواصم - (أ ف ب - رويترز) : طلب الرئيس الصيني شي جينبينغ في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون أمس من باريس المساهمة في «تهدئة الوضع» في الأزمة الكورية الشمالية، بعدما أكد الرئيس الامريكي دونالد ترامب انه يفضل «تجنب» الخيار العسكري ضد بيونج يانج.

ونقلت قناة التلفزيون الحكومية الصينية «سي سي تي في» على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات الرئيس الصيني الذي قال ان بكين «تأمل أن تؤدي فرنسا بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي، دورا بناء لتهدئة الوضع وإعادة إطلاق الحوار» في الملف الكوري الشمالي.

وكما قال قبل ساعات للمستشارة الالمانية انجيلا ميركل، كرر الرئيس الصيني رغبة بلاده في «إخلاء شبه الجزيرة من السلاح النووي».

وقال ان «المسألة الكورية الشمالية لا يمكن ان تحل الا بوسائل سلمية، عبر الحوار والمشاورات».

وقال قصر الاليزيه ان ماكرون وشي «ذكرا بإدانة الأسرة الدولية للاستفزازات الكورية الشمالية».

وقالت الرئاسة الفرنسية ان ماكرون اكد لنظيره الصيني ان هذه الاستفزازات «تستدعي ضغوطا جديدة من الاسرة الدولية بهدف إعادة بيونج يانج الى المفاوضات وتجنب تصعيد خطير».

وتسعى الولايات المتحدة الى فرض حظر نفطي على كوريا الشمالية وعلى صادراتها من النسيج وتجميد اصول الزعيم كيم جونغ اون والعمل على حجب تحويلات العمال الكوريين الشماليين في العالم ردا على التجربة النووية السادسة التي اجرتها بيونج يانج الاحد الماضي وفق مشروع قرار وزع على مندوبي الدول الـ15 الاعضاء في مجلس الامن الدولي.

لكن شي وماكرون لم يتطرقا الى امكانية فرض عقوبات على كوريا الشمالية، حسب النص الذي نشره التلفزيون.

وكان الرئيس الأمريكي اعلن الخميس ان الخيار العسكري ضد كوريا الشمالية بعد تجربتها النووية الأخيرة «ليس محتما».

وقال في مؤتمر صحفي مع أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح ان «التحرك العسكري سيكون بالتأكيد خيارا.هل بالامكان تجنبه؟ لا شيء محتما».

وأضاف «سيكون من الجيد التوصل الى خيار آخر»، معتبرا انه اذا وصل الامر الى الخيار العسكري «فسيكون يوما حزينا جدا لكوريا الشمالية».

وكانت كوريا الشمالية اعلنت انها اختبرت قنبلة هيدروجينية.

لكن مسؤولا في الإدارة الأمريكية قال طالبا عدم كشف هويته، «ما زلنا في طور تقييم الاختبار» الذي اجرته بيونج يانج.

وأضاف «حتى الآن لا شيء يناقض رواية كوريا الشمالية لكننا لا نملك رأيا حاسما بعد».

وقال المسؤول الكبير «من الصعب ان يعمل اقتصاد بدون الوصول الى موارد للطاقة وكوريا الشمالية لا تستغني عن النفط.انه عصب جيشها».

ويرى خبراء أن فرض عقوبات على واردات بيونج يانج النفطية قد يكون له تأثير كارثي على الكوريين الشماليين، وقد يوجه ضربة قاضية للنظام الحاكم، لكن إقناع بكين بفرض هذا النوع من العقوبات لن يكون أمرا سهلا.

ويعود الحديث عن فرض عقوبات على الواردات النفطية الكورية الشمالية فيما يدرس مجلس الأمن اتخاذ إجراءات جديدة بحق بيونج يانج بعد تجربتها النووية الأخيرة التي أثارت عاصفة من الاستنكار الدولي.

وتعتمد كوريا الشمالية بشكل كبير على الواردات النفطية لتأمين حاجتها من الطاقة، إذ إن مخزونها النفطي قليل جدا.

وتعدّ الصين الشريك التجاري الأول لكوريا الشمالية، وفيها تصبّ 90 % من صادرات بيونج يانج.

ولا يعلم حجم الصادرات الصينية من النفط الخام إلى كوريا الشمالية.

فقد كفّت بكين منذ عام 2014 عن نشر أرقام رسمية بهذا الشأن.

لكن وكالة إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تقدر أن بيونج يانج تستورد عشرة آلاف برميل من النفط الخام يوميا، معظمها من الصين.

وقال المسؤول الامريكي ان الضغوط التي مورست على كوريا الشمالية حتى الآن ما زالت بعيدة جدا عن نوع العقوبات التي طبقت على إيران وعلى العراق ايضا.

وتابع «هنا طريق طويل لجعل كوريا الشمالية تشعر بالضغط الذي نسعى اليه لجعلها تعيد النظر في حساباتها».

ورفض مسؤولون استبعاد امكانية شن ضربات عسكرية او ارسال اسلحة نووية تكتيكية امريكية الى كوريا الجنوبية، وهي مسألة يمكن ان تثير استياء بكين، جارة كوريا الشمالية وحليفتها الاساسية.

وصرح احد هؤلاء المسؤولين «نحن لا نمزح عندما نقول ان كل الخيارات مطروحة على الطاولة».

من جهته اكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس ان «من المبكر جدا» اتخاذ موقف من عقوبات محتملة للأمم المتحدة على كوريا الشمالية معتبرا ان «لا بديل» من حوار مع بيونج يانج.

وقال لافروف في مؤتمر صحفي اعقب اجتماعا في موسكو مع نظيره الفرنسي جان ايف لودريان «في هذه اللحظة، يعمل مجلس الامن على قرار جديد، من المبكر جدا توقع الشكل الذي سيتخذه».

واذ شدد على «الاولوية المعطاة للجهود الهادفة الى استئناف العملية السياسية»، اكد «عدم وجود بديل من هذه الجهود اذا كنا نأمل بحل المشاكل النووية في شبه الجزيرة الكورية وعلى المدى البعيد».

من جهته، رأى الوزير الفرنسي ان العقوبات «ضرورية لدفع كوريا الشمالية الى طاولة المباحثات».

ويجتمع مجلس الامن بعد غد لاتخاذ قرار حول عقوبات دولية جديدة بحق كوريا الشمالية تسعى اليها الولايات المتحدة وتؤيدها فرنسا.

واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان هذه العقوبات المحتملة «غير فاعلة» مشددا على ضرورة التحاور مع كوريا الشمالية التي لن «يتخلى قادتها عن البرنامج» النووي وفق قوله.

ونبه بوتين الخميس الى ان «ترهيب» كوريا الشمالية امر «مستحيل»، آملا بالتحلي بـ«الحكمة» لتجنب «نزاع واسع النطاق».

ويدعو بوتين الى تعليق التجارب البالستية والنووية في كوريا الشمالية تزامنا مع تعليق الاميركيين والكوريين الجنوبيين مناوراتهم العسكرية بموجب خارطة طريق اعدتها موسكو وبكين.

لكن المتحدث باسم الخارجية اليابانية نوريو ماروياما صرح الخميس لفرانس برس ان «الوقت ليس للحوار».

إلى ذلك أعلنت المكسيك طرد سفير كوريا الشمالية احتجاجا على التجربة النووية الأخيرة لبيونج يانج التي اعتبرت الحكومة المكسيكية انها تشكل «خطرا كبيرا على السلام».

وتم اعلان السفير كيو هيونغ جيل شخصا غير مرغوب فيه وأعطي 72 ساعة لمغادرة البلاد، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المكسيكية.

وقال البيان ان قرار بيونج يانج اجراء تجربتها النووية السادسة والأكثر قوة كان انتهاكا خطيرا للقانون الدولي.

واعتبرت الحكومة المكسيكية ان «نشاط كوريا الشمالية النووي يمثل خطرا كبيرا على السلام والأمن الدوليين، كما ويمثل تهديدا متزايدا للمنطقة ولحلفاء رئيسيين للمكسيك مثل اليابان كوريا الجنوبية».

في السياق أوضح استطلاع للرأي أجرته مؤسسة (جالوب كوريا) أن 58 في المائة من الكوريين الجنوبيين يشعرون بأن احتمال أن تشعل كوريا الشمالية حربا غير وارد في حين قال 37 في المائة إنهم يعتقدون عكس ذلك.

وبدأت (جالوب كوريا) باستطلاع آراء الكوريين الجنوبيين عن هذا الموضوع عام 1992 وتمثل نسبة المشاركين هذه المرة الذين يعتقدون أن بيونج يانج لن تتسبب في حرب ثاني أعلى نسبة منذ ذلك الحين.

وفي الاستطلاع الأول عام 1992، قال 69 في المائة إن الشمال سيتسبب في حرب في حين عبر 24 في المائة فقط عن اعتقادهم بأنها لن تفعل.

وأظهر الاستطلاع الذي نشر أمس أن الكوريين الجنوبيين أقل قلقا حيال اندلاع الحرب مقارنة بيونيو 2007 أي بعد تسعة أشهر من أول تجربة نووية لكوريا الشمالية في سبتمبر عام 2006.

وعلى الرغم من تصريحات بيونج يانج النارية فإن الهدوء يسود الكوريين الجنوبيين في العموم ويمارسون حياتهم بصورة طبيعية.

وقالت (جالوب كوريا) في بيان «نتائج الاستطلاع تظهر أن الكوريين الجنوبيين اعتادوا على الأرجح التهديدات المتكررة بإثارة صراع بعد أكثر من 60 عاما في حالة هدنة».

وأشارت جالوب إلى أن 59 في المائة من المشاركين يرفضون فكرة هجوم الولايات المتحدة على كوريا الشمالية في حال استمرار الاستفزازات في حين قال 33 في المائة إنه يتعين عليها ذلك. وأجرت جالوب كوريا الاستطلاع عبر الهاتف بين الخامس والسابع من الشهر الجاري وشارك فيه 1004 كوريين جنوبيين تتخطى أعمارهم 19 عاما.